تونس... ندوة حول دور الفلاحات في الحفاظ على نظم التراث الزراعي
بمناسبة اليوم العالمي للتنوع البيولوجي، نظّم الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، ندوة وطنية في تونس، سلطت فيها الضوء على دور الفلاحات في الحفاظ على النظم الزراعية التراثية.

نزيهة بوسعيدي
تونس ـ تعتبر الفلاحات صمام الأمان لأنظمة التراث الزراعي ولكن رغم دورهن الهام في الحفاظ على هذه النظم، إلا أنهن تواجهن بعض الإشكاليات والصعوبات التي تحول دون تحقيق طموحاتهن.
في إطار الاحتفال باليوم العالمي للتنوع البيولوجي والذي صادف الثاني والعشرين من أيار/مايو الجاري، نظم الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري أمس الجمعة 23 أيار/مايو، ندوة وطنية حول "دور المرأة الفلاّحة في المحافظة الديناميكية على أنظمة التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية بتونس المتواجدة بـ: غار الملح ـ قفصة ـ دجبة ـ كسرى".
وعلى هامش الندوة قالت العضوة بمجمع النهوض بالمرأة الفلاحة بالسند محافظة قفصة عائشة الراشدي "نحن مجموعة من الحرفيات نعمل على العولة والمرقوم وتقطير الأعشاب ونقوم بالاستفادة من الأعشاب في العديد من الأشياء كالطبخ وصبغة الصوف الطبيعية وتقويح العولة".
وأشارت إلى أن "مشاركتهن بهذه الندوة التي ينظمها الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري كان لها فوائد كثيرة في التشجيع والتعرف على المعلومات القيمة والكثير من الأشياء التي تهم الإدارات كنا نجهلها".
وفيما يتعلق المقترحات والحلول أوضحت أنه "طالبنا بالدعم والمساعدة خاصةً التكوين في تقطير الأعشاب وكيفية القيام بالعملية بطريقة ادقّ لأنهن أخذن العملية عن أمهاتهن ولكن يبقى التكوين مهم جداً، كما نواجه إشكاليات في عدم توفر مقر للمجمع ومقر قار لبيع منتوجاتنا".
الزراعة الرملية
وعن أنظمة الزراعة الرملية في بحيرات غار الملح أضافت زهرة نفاف رئيسة الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بغار الملح من محافظة بنزرت وعضوة المكتب التنفيذي المكلفة بالمرأة الفلاحة "نقوم بزراعة أكثر من عشرين نوعاً زراعياً كالطماطم والفلفل الحار والفاصوليا والقرع والبصل والبطاطا".
وأشارت إلى أنه فضلاً عن المذاق المتميز للخضر والمناظر الطبيعية الخلابة لجميع الغراسات فهي تخلق موارد رزق تجمع بين التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية المرنة، إلا أنها تواجه تهديدات التعرض لإثار التغيرات المناخية وهجرة الأهالي وتشت الملكية كما أنها تعد مصدراً لأصحاب الدخل الضئيل مقارنة بالمجهود والتعب ولم تعد قادرة على خلق ديناميكية اقتصادية للسكان المحليين في غار الملح خاصة الصيادين الزراعيين.
وأوضحت أن تونس "حصلت عام 2011 على أول اعتماد من قبل نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية لواحات قفصة وبعد تسع سنوات تم الاعتراف بموقعين آخرين وهما الأنظمة الزراعية الرملية ببحيرات غار الملح والحدائق المعلقة بدجبة العلي"، لافتةً إلى أنه بهدف الحفاظ على هذه النظم "سنحرص على توفير فرص تكوين النساء ودعم المجامع التنموية بهدف الحفاظ على خصوصية كل منطقة".
وحول معالجة الاشكاليات المطروحة أكدت أنه "بالنسبة لمدينتي قفصة وباجة فإنه بالإمكان إيجاد حلول للإشكاليات المطروحة بينما إشكاليات منطقة غار الملح بمدينة بنزرت تحتاج إلى تدخل السلطات حتى لا يبيع الفلاح أرضه لتتحول إلى مرافق سياحية".
ولفتت إلى أنهن تناولن النقائص وكيفية الحفاظ على هؤلاء النسوة وما هو دورهن في الحفاظ على التنوع البيولوجي، منوهةً إلى أن الفلاحات والمنخرطات في المجامع طالبن خلال الندوة بدعمهن في التكوين والتسويق والإحاطة بهن وتوفير مقرات للمجامع لأنه يوجد مجامع بلا مقرات ومجامع دون دعم فني ودون تكوين، كما أنه قد تم افتتاح سوق للترويج في الاتحاد تحت شعار "من أيدي لأيدك" لهذا سيتم إطلاق تسمية خاصة بهذه المنتوجات لتيسير عملية ترويجها فضلاً عن التكوين حسب طلب الفلاحات.
الدعم والتكوين
من جانبها قالت المديرة بوحدة المرأة الفلاحة لمياء قم "ينظم الاتحاد ندوة وطنية لدعم دور المرأة الفلاحة في الحماية الديناميكية للأنظمة الزراعية للتراث الزراعي، ولدينا في تونس ثلاثة مواقع معترف بها من منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" وهذه المواقع تهم غار الملح ودجبة بمحافظة باجة وواحات قفصة"، مشيرةً إلى أنهم أرادوا خلال هذا اليوم الاستماع إلى شهادات حية لدور المرأة في المحافظة على هذه الانظمة "دعين كل من ينشط في هذا المجال وهم مجمع "كنوز دجبة" ومجمع "خيرات تيبار" للفلاحات ومجمع "السند" في قفصة ومجمع "العقيلة".