تعرضت 147 فتاة و221 طفل للاغتصاب في السودان
كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" عن تعرض 147فتاة و221 طفلاً للاغتصاب، كما أبلغ عن 77 حالة إضافية من الاعتداء الجنسي على الأطفال، معظمها محاولات اغتصاب.

السودان ـ أفادت اليونيسف في تقرير لها أن نسبة الإناث اللاتي تعرضن للاغتصاب بلغت 66%، مقابل 33% من الناجين من الذكور، لافتةً إلى أن هناك 16 ناجياً تحت سن 5 سنوات، منهم 4 أطفال بعمر سنة واحدة، وقد تم الإبلاغ عن حالات في تسع ولايات سودانية مختلفة.
أشار تقرير اليونيسف تحت عنوان "العنف الجنسي على الأطفال في السودان" إلى التحديات التي يواجهها الناجون من عمليات الاغتصاب متمثلاً في وصمة العار والإبلاغ وطلب المساعدة والوصول إلى الخدمات.
وفي ذات التقرير قالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل إن "تعرّض أطفال بعمر السنة للاغتصاب هو أمر جلل يجب أن يهزّ أركان كل إنسان ويدفعه إلى اتخاذ إجراءات فورية، حيث أن ملايين الأطفال في السودان يواجهون خطر الاغتصاب وأشكالاً أخرى من العنف الجنسي إذ يُستخدم كتكتيك في الحرب، وهذا انتهاك مروع للقانون الدولي وقد يرقى إلى مستوى جريمة حرب، ولا بدّ أن يتوقف".
وأضافت أن "وحشية العنف والخوف من التعرض له يدفعان النساء والفتيات إلى مغادرة منازلهن وأسرهن والفرار إلى مدن أخرى؛ فينتهي بهنّ المطاف غالباً في مواقع نزوح غير رسمية أو مجتمعات محلية تفتقر إلى الموارد، وخطر العنف الجنسي مرتفع أيضاً داخل هذه المجتمعات المحلية، خاصة ضد الأطفال النازحين".
وفي سياق متصل أشار تقرير "العنف الجنسي على الأطفال في السودان" إلى الآثار الهائلة للعنف الجنسي على الناجين بأنها غالباً تكون خفية، لكنها قاسية شديدة طويلة الأمد وقد يكون منها الصدمة النفسية القوية، والعزلة القسرية، ورفض الأسرة للناجي بسبب الوصم الاجتماعي، والحمل، والأمراض المنقولة جنسياً، وإصابات خطيرة، ومضاعفات أخرى.
وأوضح التقرير أن اليونيسف تعمل مع شركائها على إنشاء مساحات آمنة تقدّم خدمات للناجين من العنف الجندري كما تعمل على دمج هذه الخدمات في خدمات الصحة في المراكز الصحية والعيادات المتنقلة وعلى توفير المستلزمات الطبية ذات الصلة.
وتقوم اليونيسف أيضاً ببناء قدرات العاملين في الخطوط الأمامية بما في ذلك المختصين الاجتماعيين والخبراء النفسيين والصحيين لنشرهم في السودان لتقديم خدمات مجتمعية منها خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي والإحالة.
كما قالت كاثرين راسل إن "العنف الجنسي واسع النطاق في السودان قد زرع الرعب في قلوب الناس، وخاصةً بين الأطفال، وعلى أطراف النزاع، وكل من له تأثير عليهم، بذل كل جهد لوضع حد لهذه الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، هذه الندوب الناتجة عن الحرب هائلة يصعب تصورها وستدوم طويلاً".
وأوضح فريق عمل التقرير أن التقرير يشمل الفترة من كانون الأول/ديسمبر حتى كانون الثاني/يناير الماضيين، وقد وثّقت اليونيسف العشرات من شهادات العيان عن العنف الجندري بما في ذلك إفادات من ناجين أطفال تعرضوا للعنف الجنسي خلال السيطرة على المدن، أو أثناء الفرار من الخطر، أو أثناء احتجازهم من قبل مسلحين.
وقدم فريق عمل التقرير ملاحظة حول البيانات قائلاً إن حجم العينة ليس كبيراً، لكن هذه البيانات توفّر لمحة مفيدة عن المخاطر الكبيرة التي تهدد النساء والأطفال، كما توضّح الحاجة الملحة لمزيد من الاستثمار في خدمات الاستجابة التي تركز على الناجين وفي أنظمة آمنة وأخلاقية تحمي بياناتهم.
كما أوضح التقرير أنه خلال شهر آذار/مارس 2023، قام مسلحون باغتصاب الأطفال والاعتداء عليهم جنسياً، بما في ذلك الرضع الذين لا تتجاوز أعمارهم عاماً واحداً، في خضم الصراع الذي يعمّ السودان، مضيفاً أن بيانات تظهر العنف الجندري في السودان بصورة مؤلمة للأزمة التي يتعرض لها الأطفال؛ إذ تم تسجيل 221 حالة اغتصاب للأطفال منذ بداية عام 2024.
وقد وصف فريق التقرير أن أرقام الحالات المسجلة لا تمثّل إلا جزءاً صغيراً فحسب من إجمالي الحالات، فغالباً لا يرغب الناجون وأسرهم في الإبلاغ عمّا جرى أو لا يستطيعون ذلك بسبب صعوبة الوصول إلى الخدمات والعاملين في الخطوط الأمامية، أو الخوف من الوصم، أو الخوف أن تلفظهم أسرهم أو مجتمعاتهم، أو الخوف من انتقام الجناة، أو الخوف من تسرب المعلومات.