عروض مسرحية في غزة تسلط الضوء على العنف ضد المرأة

في اليوم العالمي للمرأة، سلط مركز البرامج النسائية ومؤسسة أيام المسرح، الضوء على قضايا النساء لكي تصل لأصحاب القرار، كما نظمت ورش توعوية حول العنف الإلكتروني.

رفيف اسليم

غزة ـ احتفلت مؤسسة "أيام المسرح" بالثامن من آذار، من خلال فعاليات مختلفة، منها عرض مسرحي وحكواتي وغيرها من أنشطة الفنون الأدائية التي طرحت قضايا العنف المبني على النوع الاجتماعي، مختتمين اليوم بمعرض للمنتجات النسائية اليدوية تحت عنوان "أثر الفراشة".

قالت عضو مجلس إدارة مركز البرامج النسائية فرع الشاطئ اعتدال الفرع، إنه في كل عام يحتفل المركز وفروعه السبعة منها الشاطئ الدرج، البريج، المغازي دير البلح، باليوم العالمي للمرأة، من خلال تسليط الضوء على قضايا النساء كي تصل لأصحاب القرار، لافتةً أنه بمناسبة هذا اليوم سيتم بث حلقة إذاعية حول العنف المبني على النوع الاجتماعي وعقد 14 ورشة توعية حول العنف الإلكتروني وكيفية التصدي له. موجهة رسالتها لجميع النساء بأنهن قويات تستطعن التعبير عن قضاياهن والتخلص من العنف الذي بات يحاصرهن من كل جانب كونهن عنصر خلاق ساهم في نهضة مجتمعه.

 

 

بدورها أشارت مديرة مركز البرامج النسائية فرع البريج نوال قدونة، إلى أن فعاليات الاحتفال بالثامن من آذار لهذا العام جاءت تحت شعار "التكنولوجيا وتمكين النساء" لتذكير المرأة بدورها في المجتمع وتعزيز ثقتها بنفسها، خاصةً أن النساء أصبحن تتخذن مناصب مختلفة في المجتمع بدء من ربة المنزل وحتى الوزيرة والقاضية، فجاء هذا اليوم بمثابة مكافئة لهن على جهودهن الدؤوبة.

ولفتت إلى أن المركز يسعى لتحقيق العدالة المجتمعية للنساء وإرساء المساواة بين الجنسين، عن طريق التوعية المجتمعية والرقمية والدعم النفسي والتمكين الاقتصادي، من خلال مشاريع صغيرة ودعم مشاركة المرأة في المعارض الدولية.

 

 

بدورها وجهت رئيسة اللجنة التنسيقية العليا للمركز تحرير الحاج، تحية لنساء فلسطين والعالم المحتفلات بإنجازات المرأة في كافة مجالات الحياة، طامحة خلال العام الحالي لاستمرارها في العمل الجاد الدؤوب ضمن استراتيجية تقدم خدمات متعددة للنساء عبر تحقيق مجموعة من المبادرات والمشاريع خاصة تلك التي تسعى لتمكين النساء المعيلات لأسرتهن وكذلك الخريجات الجامعيات.

وأشارت إلى أن من ضمن أعمالهم في العام السابق بناء قدرات طواقم العاملين وتعزيز الوعي القانوني للنساء والفتيات في المخيمات، وخلق ظروف بيئية آمنة للناجيات من العنف للوصول إلى العدالة، بالإضافة إلى مشروع تحسين البيئة الآمنة للنساء ذوات الاحتياجات الخاصة، وقد استفاد من تلك البرامج أكثر من 600 امرأة تعشن ظروف استثنائية في الحرمان من حقوقهن، مشددة على ضرورة تبني السياسات التي تدعم تمكين النساء وتعزز دورهن كشريك استراتيجي في عملية التنمية والبناء والتطور.

هناء عبد النبي ممثلة حكواتية ومساعدة مخرج لمسرحية "القصة مريضة"، قالت إنه في كل عام يكون هناك عرض حكواتي من النساء فقط، على غرار ما حدث اليوم فقد تم إشراك الرجل كون قضايا العنف ضد المرأة لا يمكن حلها سوى بتكاتف المرأة والرجل وعرض كافة وجهات النظر للوصول إلى حل يرضي الطرفان ويساهم في التخفيف من آثاره في المجتمع.

وقد استعرضت المسرحية أوضاع النساء في فترات زمنية مختلفة، فناقشت قصة شهريار الملك القاتل الأشهر للنساء في التاريخ وكيف غيرت شهرزاد ذلك الأمير وحقنت دماء نساء جيلها، كما استعرضت قوتهن عندما كن ملكات للبلاد، ومنها انتقلن للنساء عبر أزمنة مختلفة وصولاً للفلسطينيات اللواتي تناضلن ضد الهجمات الإسرائيلية في ظل غياب أزواجهن والتنكيل بهن وقصصهن مع النكبة والترحيل.

 

 

واختتمت المسرحية بقصص نساء عانين من العنف المبني على النوع الاجتماعي، الأولى قد سكنت في منزل العائلة وتعرضت للتهميش من زوجها لينتهي الأمر بزواجه عليها، والثانية تزوجت بمريض نفسي أخفى عليها الأمر فبدأت تشك بتصرفاته المريبة كضربه لها بسكين وشتمها دون أن تقترف أي ذنب إلى أن وجدت الأوراق التي أثبتت مرضه.

جميع قصص النساء الواردة في المسرحية هي واقعية تم سماعها من بعض الناجيات وأخريات كن روين أوضاع المرأة قبل وبعد موجة التكنولوجيا الحديثة، ليتم تعديلها كي تصبح نص مسرحي حكواتي يصحب الجمهور معه ليعرف كيف أصبحت قصص النساء مريضة، ومن الذي تسبب في مرضها وازدياد حالات العنف التي تواجهها في يومنا الراهن.