رقابة مشددة وحرمان من العلاج... تحذيرات من تدهور صحة وريشة مرادي
حذّرت حملة "الحرية لوريشة مرادي" من خطورة الوضع الصحي المتدهور للمعتقلة السياسية المحكوم عليها بالإعدام في سجن قرتشك بورامين، مؤكدة أن حرمانها المستمر من الرعاية الطبية تفاقم عقب نقلها من سجن إيفين الأمر الذي يُشكل تهديداً لحياتها.

مركز الأخبار ـ تواجه الناشطة في مجال حقوق المرأة وريشة مرادي التي تعتبر من أبرز الأصوات النسوية المعارضة في إيران، ظروف احتجاز قاسية تتضمن حرماناً ممنهجاً من أبسط حقوقها.
في بيان صدر أمس الجمعة 25 تموز/يوليو، أعلنت حملة "الحرية لوريشة مرادي" أن الناشطة في مجال حقوق المرأة والمحكومة بالإعدام وريشة مرادي لا تزال تُحرم من الحصول على الرعاية الطبية اللازمة، رغم نقلها مؤخراً من سجن إيفين إلى سجن قرتشك بورامين، مشيرةً إلى أن هذا الحرمان المستمر يشكل تهديداً خطيراً على صحتها وحياتها.
وأشار التقرير إلى أن الوضع الذي تمر به وريشة مرادي في سجن قرتشك يثير قلقاً بالغاً، خاصةً في ظل ورود تقارير تفيد بأنها تعاني من انزلاق غضروفي عنقي وتضيق في القناة الشوكية، وهما حالتان طبيتان تتطلبان متابعة دقيقة وعلاجاً متخصصاً لتجنب المضاعفات العصبية الخطيرة مما زاد من تدهور حالتها الصحية.
وأفاد التقرير أن غياب الأطباء المتخصصين داخل سجن قرتشك يشكل عقبة خطيرة أمام تقييم حالتها الصحية المتدهورة، خاصة أنها تعاني من مشاكل عصبية مزمنة تتطلب فحصاً دقيقاً وعلاجاً متخصصاً، لافتاً إلى أن وريشة مرادي تنتظر زيارة محتملة من طبيب خارجي، لكن لم يتم تحديد موعد أو تأكيد رسمي لهذه الزيارة حتى الآن.
وأكد التقرير أن وريشة مرادي اضطرت بمساعدة أحد السجناء الذي يمتلك معرفة أولية بالعلاج الطبيعي، إلى تثبيت يدها باستخدام وشاح، في محاولة للتخفيف من آلامها، ومع ذلك فإن غياب الخبرة الطبية اللازمة يعرضها لخطر الإصابة بمضاعفات إضافية، ما يفاقم من وضعها الصحي المتدهور.
ولفت التقرير إلى أن سلطات السجن كانت قد خططت في أيار/مايو الماضي، لنقل وريشة مرادي إلى الطبيب وهي مكبّلة اليدين ومقيّدة، مما دفع وريشة مرادي إلى رفض الذهاب احتجاجاً على المعاملة المهينة، أعقب ذلك تصنيف ملفها الطبي ضمن "الحالات المُشددة الحراسة"، رغم أن سجيناً سياسياً آخر نُقل قبل أيام فقط دون قيود لإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية، لكن تحت رقابة مشددة من عناصر المخابرات وحراس السجن.
وبحسب تشخيص طبيب مختص والذي أجري في تشرين الأول/أكتوبر2024 ، تبيّن أن وريشة مرادي بحاجة إلى تدخل جراحي عاجل، إلا أن هذه العملية لم تُنفذ حتى الآن ويقتصر العلاج على تقديم مسكنات للآلام والتي أثبتت عدم فعاليتها بشكل ملحوظ، وفي الأسابيع الأخيرة ازدادت مشاكلها في الجهاز الهضمي نتيجة الإضراب عن الطعام الذي خاضته العام الماضي داخل السجن، وقد ساءت حالتها أكثر بسبب رداءة الطعام المقدم لها.
وأعربت حملة الحرية لوريشة مرادي عن قلقها إزاء استمرار تدهور الحالة الصحية لوريشة مرادي، في ظل النهج الأمني الصارم الذي يقيد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة، مؤكدةً أن أي مضاعفات خطيرة قد تطرأ على صحتها تُحمل مسؤوليتها الكاملة السلطات الإيرانية وإدارة سجن قرتشك.
ودعت الحملة الرأي العام ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية، إلى التحرك العاجل لمعالجة أوضاع السجناء الذين يحتاجون إلى رعاية طبية، لا سيما أولئك الذين تم نقلهم من سجن إيفين، كما ناشدت وسائل الإعلام تسليط الضوء على هذه القضية، محذرةً من وقوع كارثة إنسانية لا يمكن تداركها ما لم يُول الاهتمام الكافي لأوضاعهم الصحية المتدهورة.