قرابة 72 بالمائة من النساء العاطلات عن العمل في إيران حاصلات على تعليم عالٍ

أكدت الباحثة في مجموعة دراسات المرأة بمعهد الدراسات الثقافية والاجتماعية خديجة كيشاورز، أن 72 في المائة من النساء العاطلات عن العمل في إيران حاصلات على تعليم عالٍ.

مركز الأخبار ـ تواجه النساء في إيران تحديات كبيرة في سوق العمل، وانخفضت نسبة تواجدهن مقارنة بالرجال، كما أن معدل البطالة بين النساء في إيران بات أعلى بكثير من المعدل بين الرجال.

أفادت عضوة مجموعة دراسات المرأة في معهد الدراسات الثقافية والاجتماعية والحضارية خديجة كشاورز، أن معدل المشاركة الاقتصادية للمرأة في إيران أقل من الدول المجاورة ودول مثل المملكة العربية السعودية، مؤكدةً أن هذا يأتي نتيجة لتعزيز الأيديولوجية السائدة القائمة على تقسيم العمل على أساس الجنس.

وتحدثت خديجة كيشاورز عن أزمة البطالة بين النساء المتعلمات في إيران قائلة، إن 72 في المائة من النساء العاطلات عن العمل في إيران حاصلات على تعليم عالٍ، في حين أن هذا الرقم لا يتجاوز 28 في المائة بالنسبة للرجال، مشيرةً إلى أن عدد المتقدمات لامتحان القبول قد ارتفع "سوق العمل مغلق أمامهن ومعدل المشاركة الاقتصادية للمرأة في إيران أقل بكثير من معدل المشاركة في الدول المجاورة والمملكة العربية السعودية".

وأوضحت، أن فكرة الرجل هو المعيل والمرأة هي ربّة المنزل في المجتمع الإيراني قد ترسخت في إيران، وهذا يعني أن تقسيم العمل بين الجنسين يُعزّز باستمرار في المحافل الرسمية، "يُوجّه المجتمع رسالةً للنساء مفادها أنهن إن رغبن فعليهن الحصول على التعليم، لأنه إذا حصلت المرأة على التعليم فستكون أماً أفضل ويمكنها حتى أن تزيد من مكانتها الاجتماعية، وستكون زوجةً أفضل للرجال".

ولفتت إلى أن هذه الذهنية لا تزال قائمة حتى اليوم، حتى في ظلّ إغلاق سوق العمل بشكل صارم أمام النساء "في الواقع في سوق العمل الحالي أرى أن قبول الرجال المتعلمين أصعب من قبول الرجال غير المتعلمين، وهذا يعني أن سوق العمل هذا لا يستوعب القوى العاملة التي درّبتها الجامعات بفعالية".

أكدت أن الحواجز الجندرية في المناطق الأقل حظاً تكون أشد، وأن سوق العمل أكثر انغلاقاً أمام النساء "في العديد من المناطق يكون سوق العمل أكثر انغلاقاً أمام النساء، وفي الواقع تزداد قوة النظرة التي تُركز على تقسيم العمل بين الجنسين، أي أنها تصف النساء بأنهن ربات بيوت وأمهات وزوجات، وأن الرجل هو المعيل".

وأشارت إلى أنه بسبب انغلاق سوق العمل أمام النساء، اتجهن إلى العمل في البيع بالتجزئة والعمل المنزلي "على الرغم من أن وجود المرأة في العمل في البيع بالتجزئة والعمل المنزلي ليس في الإحصاءات الرسمية، إلا أننا نراها على نطاق واسع وهذا يعود إلى الظروف الاقتصادية التي تواجهها الأسر حالياً، إذ لا يمكن العيش على راتب واحد".

وأضافت "أعتقد أنه بالنظر إلى التغيرات الاجتماعية التي طرأت على المجتمع فإننا نواجه حاليا جيلا متعلماً"، لافتةً إلى أن التعليم توسع بشكل كبير وزاد الوعي الاجتماعي بشكل كبير "نحن نواجه جيلاً انفتح حقاً على العالم، ولذلك فإن لديهم وجهة نظر أكثر انفتاحاً ومساواة تجاه العديد من العلاقات بين الجنسين، ولكن رغم هذه الظروف فإننا نرى في الواقع تناقضاً بين وعيهم المتطور ووضعهم المادي".

وأكدت أنهن بالرغم من أن إيران كانت تمتلك أعلى معدل توظيف للنساء في الشرق الأوسط خلال الستينيات والسبعينيات، إلا أن الوضع تغير مع مرور الوقت، حيث ارتفعت معدلات البطالة بين النساء والرجال على حد سواء، وفقاً للبيانات الرسمية.

وبحسب البيانات الموسمية لمركز الإحصاء الإيراني، بلغ معدل البطالة بين النساء في سيستان وبلوشستان 21.5 في المائة في صيف عام 2024، بزيادة قدرها 4.9 نقطة مئوية مقارنة بالعام نفسه بزيادة قدرها 1.4 نقطة مئوية مقارنة بصيف العام الذي سبقه، وكان هذا الرقم أعلى بنحو 7.3 نقطة مئوية من متوسط ​​معدل البطالة بين الإناث على المستوى الوطني.

وتشير البيانات الموسمية الصادرة عن المركز الإحصائي الإيراني، والتي تقارن معدل البطالة في خريف وشتاء العام الماضي، إلى أن معدل البطالة بين الرجال ارتفع من 11.6% في الخريف إلى 12.1% في الشتاء، وبين النساء من 24.1% إلى 25.2%، وفي المناطق الحضرية من 15.1% إلى 15.2%، وفي المناطق الريفية من 11.3% إلى 13.2%.