مقومات الأسرة والتنشئة الاجتماعية للأطفال محور ندوة حوارية في الرقة

سلطت الندوة الحوارية التي عقدتها كل من هيئة المرأة والتربية والتعليم في مدينة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا، الضوء على أهمية التنشئة السوية للأطفال، الأمر الذي سيساهم بدوره في بناء أسرة سوية ومجتمع أخلاقي ديمقراطي حر.

الرقة ـ شددت المشاركات في ندوة حوارية أقيمت في مقاطعة الرقة، على أهمية تنفيذ برامج تدريبية نوعية في مجال الرعاية الأبوية والأسرية للطفل، وإعداد برامج تعليمية وتنفيذها داخل المدرسة والمجتمع المحيط لتعزيز حقوق الطفل وثقته بنفسه وقدراته ومهارته وسلوكياته، لبناء مجتمع أخلاقي حر.

في ظل التداعيات السلبية للحروب التي شهدتها المنطقة والتي أثرت بشكل كبير على واقع الأطفال، وبهدف توضيح كيفية التعامل مع الطفل ضمن أسرته ومدرسته ولخلق تنشئة اجتماعية سليمة، عقدت هيئة المرأة في الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا بالتنسيق مع هيئة التربية والتعليم ندوة حوارية حول مقومات الأسرة والتنشئة الاجتماعية للأطفال تحت شعار "أسرة ديمقراطية... طفولة سليمة... مستقبل آمن"، اليوم الأربعاء 14أيار/مايو.

وعلى هامش الندوة قالت نائبة هيئة المرأة لإقليم شمال وشرق سوريا نيروز مسلم "بين كل حين وآخر تقوم هيئة المرأة بعدة أنشطة منها الفعاليات والندوات حول الطفل خاصة في الآونة الأخيرة وما يعيشه الطفل في المنطقة بعد سنوات من الأزمة التي مرت بها البلاد، وكان لها تأثير سلبي عليه، لذا ارتئينا عقد الندوة لتسليط الضوء على كيفية تربية وتنشئة الطفل بدءً من أسرته ومدرسته، إلى جانب التطرق للأساليب التي يجب أن يُتعامل بها ضمن مدرسته وأسرته".

وحول أهمية الندوة قالت "كان الحضور من قبل بعض أولياء الأمور والكوادر التدريسية لتبادل وجهات النظر وطرح المشاكل والحلول لها فكانت النقاشات جداً قيمة ومهمة"، مؤكدةً "تلعب الأم دور هام وكبير في تربية الأطفال، لذا من المهم أن تعيش حياة اشتراكية وحرة مع الأب دون أي ضغوطات أو عنف والتنسيق مع إدارة المدرسة والمدرسين في متابعة ومراقبة سلوكيات أطفالها لبناء أسرة ديمقراطية حرة".

وأوضحت أن الأطفال يمثلون أجيال المستقبل "هم اللبنة الأساسية في بناء المجتمع وأهمية بنائه تقع على عاتق المجتمع، وكون المرأة والطفل المتضررين الأبرز من تداعيات الحروب التي مرت بها المنطقة، لذا يجب إطلاق ندوات بشكل مستمر لطرح التحديات وإيجاد حلول جذرية لها وإعادة بناء وتنشئة سليمة للأطفال وهذا يحتاج إلى وقت".

من جانبها بينت الاخصائية النفسية نارمان محمود ما تناولته الندوة "تضمن محورها الحديث عن القيم الأسرية وشرح كيفية التربية الصحيحة للطفل، وتأثير التواصل الاجتماعي وتداعياته السلبية والإيجابية على واقعه".

وعن تأثير دور الأسرة والمدرسة على تربية الأطفال أوضحت "تنبى شخصية الطفل منذ الصغر وبحسب البيئة التي نشأ بها والظروف التي عاشها، فإذا تعرض الشخص في طفولته لضغوطات نفسية أو مشاكل أسرية وعنف، فلهذا تداعيات وآثار سلبية تنتج عنها وترافقه طيلة حياته، وتؤثر على صحته العقلية والجسدية وتسبب له الاكتئاب والتوحد وتبعده عن القيم الأخلاقية، ويصبح عنيف وشرس مع محيطه".

وحول دور المدرسة في التربية "يلعب المعلم والمعلمة دور أساسي وكبير في تنشئة الطفل الصحيحة، وركزنا على ذلك من خلال شرح آلية أساليب تعامل المدرس مع الطفل، وكذلك الطفل مع أصدقائه ومع الأخرين، وكيفية تعزيز ثقته بنفسه من خلال دفعه وتشجيعه للمشاركة".

وشددت نارمان محمود على أهمية دور الأسرة في التربية السلمية للطفل "يجب على الأهل الرعاية والاهتمام بأطفالهم بشكل أفضل ومتابعة سلوكياتهم ضمن المنزل وخارجه، وتوفير مساحة آمنة لهم من خلال الاستماع إلى ما يعانون من صعوبات ومساندتهم، وتعليمهم كيفية التعامل مع الأخرين لبناء مجتمع أخلاقي حر".

وانتهت الندوة بجملة من التوصيات أبرزها "أهمية تصميم وتنفيذ برامج تدريبة نوعية في مجال الرعاية الأبوية والأسرية للطفل، وتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي ومختلف المساحات الإعلامية، وتعزيز أدوارها في التعاون مع كافة المؤسسات التربوية لتعزيز القيم الأخلاقية لدى الأطفال، إلى جانب تنفيذ برامج توعوية لكافة شرائح المجتمع، وإعداد برامج تعليمية وتنفيذها داخل المدرسة والمجتمع المحيط لتعزيز حقوق الطفل، وتوسيع نطاق مؤسسات التنشئة الاجتماعية مثل المدرسة وتزويدها بالكفاءات اللازمة لتعزيز القيم الاجتماعية وتكييفها مع التغيرات المعاصرة، كونها المؤسسة الأساسية، لذلك يجب على الجهات المعنية أن توليها اهتمامات خاصة من خلال توفير الدعم اللازم لها وتطويرها، وتوفير برامج تدريبية مستمرة للمعلمين لتزويدهم بالمهارات اللازمة، كما يجب تطوير كافة المناهج الدراسية لتشمل قيمة اجتماعية واضحة تعالج القضايا المعاصرة التي تواجه الشباب".