نسرين عبد الله: وحدات حماية المرأة عازمة على أن تكون قوة لحماية الشعب والنساء
قالت القيادية في وحدات حماية المرأة نسرين عبد الله عن التطورات في سوريا وهجمات الاحتلال التركي على إقليم شمال وشرق سوريا "إذا استمرت الهجمات على مناطقنا فنحن عازمون على حماية الشعب والنساء".
جيندا أمارا
مركز الأخبار ـ بعد سيطرة هيئة تحرير الشام على دمشق بدأت مرحلة جديدة في سوريا، والدولة التركية التي تريد الاستفادة من هذا التغيير من الناحيتين العسكرية والدبلوماسية وعبر المرتزقة التابعة لها توسع احتلالها العسكري لإقليم شمال وشرق سوريا، والآن تتواصل الأزمة في سوريا بأقصى سرعة.
تحدثت القيادية في وحدات حماية المرأة نسرين عبد الله، لوكالتنا عن تطورات الأوضاع في سوريا، والحكومة المؤقتة التي تشكلت في دمشق، وهجمات الاحتلال التركي ومرتزقته على إقليم شمال وشرق سوريا، وإنجازات المرأة التي تحققت في المنطقة بقيادة المرأة الكردية، وذكرت أن النساء مستعدات لأخذ زمام المبادرة في سوريا الجديدة، وأن آلاف النساء من مختلف المكونات في صفوف وحدات حماية المرأة يحمين الأرض والمجتمع والمرأة.
"على الرغم من تسميته تحريراً إلا أن الصراع بدأ يظهر منذ الآن"
وسلطت نسرين عبد الله الضوء على مرحلة هجمات هيئة تحرير الشام التي أدت إلى إسقاط النظام، وقالت إنه مع هذه الهجمات ظهرت صورة جديدة في سوريا "بالطبع في 27 تشرين الثاني دخلت سوريا مرحلة جديدة، وظهرت صورة وكأن سوريا منقسمة إلى قسمين، في قسم منها وصلت هيئة تحرير الشام إلى دمشق وفي القسم الآخر يقوم الاحتلال التركي ومرتزقته بمهاجمة إقليم شمال وشرق سوريا بهدف الاحتلال، ويمكننا القول إنه كان زلزالاً سياسياً وعسكرياً واجتماعياً. لماذا؟ لأنه يبدو أن الأمر سيتضمن الكثير من المتاعب والأزمات، والانتقال من حالة الفوضى إلى فوضى جديدة. ورغم استخدام اسم التحرير، إلا أن الصراع قد نشأ بالفعل بين التشكيلات، والسبب في ذلك هو القوات التي دخلت سوريا. نحن نتابع ونرى أن هناك صراعاً ويتم فرض بعض الأشياء على المجتمع السوري".
التهديدات والمخاوف الحالية لا تجلب السلام
وأضافت "طبعاً نعلم أن سوريا بلد مكون من مكونات وهياكل كثيرة. هناك العديد من الديانات واللغات والثقافات وتاريخ غني جداً وهذا التاريخ يُعرف جميع المجموعات، ولكن عندما ننظر إلى الصورة الحالية، فإننا نواجه مخاطر كبيرة، ويبدو أن هذه المخاطر لن تجلب الاستقرار والديمقراطية. يمكننا أن نرى الآن أنهم يشكلون حكومة في دمشق، والعديد من الممثلين يأتون من دول مختلفة. بالطبع، هذا التحرك الدبلوماسي الذي يحدث في دمشق هو دبلوماسية الأنظمة والدول. فإلى أي حد ستخدم هذه الدبلوماسية الناس ليعيشوا حياة سلمية، في رأيي أن هذا السؤال موضوع للبحث وينبغي التعامل مع هذا الموضوع بشكل جيد للغاية. سيكون من الجيد أن تساعد هذه الحركة الدبلوماسية الشعب السوري على إعادة بناء نفسه وبناء ديمقراطية صحيحة. ولكن يبدو أن كل شيء يتم وفق المصلحة السياسية. جميع الأطراف تعتقد وتقول إنني يجب أن أصنع لي مكانة في سوريا وأتصرف وفق مصلحتي، لكن هذا فقط لا يكفي للشعب السوري، ما هو ضروري للشعب السوري هو تشكيل حكومة ديمقراطية وأن تشمل هذه الحكومة جميع مكونات سوريا. يجب أن تحرر هوية الجميع، لأن النضال منذ 2011 وحتى الآن كان نضالاً من أجل هوية حرة ومواطنين أحرار وشعب حر".
"يبدو أن الحكومة الحالية تبني نفسها على أساس لون واحد"
ولفتت نسرين عبد الله إلى أنه "لو لم تكن هناك مثل هذه المشاكل فلن تكون سوريا بحاجة الخارج. إن الخيرات التي كانت ولا تزال موجودة في سوريا تكفي لكي يقف الشعب السوري على قدميه. لكن يبدوا أن الحكومة الحالية تبني نفسها على أساس لون واحد وهي تفعل ذلك بشكل سريع جداً. ولكن إلى أي مدى ستخدم الشعب السوري. لا يمكننا أن نسابق الزمن ونبني نظاماً بسرعة، فإذا لم تتصرف هذه الحكومة بحساسية ولم تتصرف بشكل ديمقراطي، وتجاهلت حساسية الشعب السوري ولم تعترف باحتياجاته، فهل ستكون قادرة على تمثيل الشعب السوري. هذه المخاوف موجودة. لنتسابق، ولكن بأي أساليب وأهداف، يجب أن يتصرف المتسابقون على أساس مصلحة الشعب السوري، ويستجيبوا لمشاكله. إن أهداف الشعب السوري واضحة، فهو عبر عن رغباته وعبر عن نفسه بصوت عالٍ منذ سنوات".
"لسنا بحاجة إلى دولة مثل أفغانستان"
وتساءلت "الحكومة الجديدة من تمثل الآن؟ وبأي ذهنية ووعي تمثلهم، هذه أسئلة مهمة. ومن حق الشعب السوري أن يفهم ويستقصي ويحلل هذا الوعي. ومن حق شعب سوريا أن يقف ضد كل من يرتكب الجرائم والتقصير. لقد فقد آلاف الأشخاص حياتهم في سجن صيدنايا من أجل العيش كبشر. وعلى الرغم من كل الفظائع والوحشية، فإن هذا الشعب لم يتخل عن هدفه، وكان دائما مرتبطاً بهدفه. كل من الشعب الكردي والشعوب الأخرى يقدرون ذلك ويقولون إننا بحاجة إلى بلد ديمقراطي وبيئي وضامن لحرية المرأة. فهل الحكومة التي يتم تشكيلها في دمشق جاهزة لذلك؟ هذا هو الهدف. نحن لسنا بحاجة إلى دولة تتصرف وفقاً لذهنية الشريعة الإسلامية، مثل أفغانستان، ونعتقد أن النماذج الخارجية لا يليق بسوريا".
"هل ستكون هذه الحكومة التي تم تشكيلها قادرة على تمثيل هويتنا؟"
وأجابت نسرين عبد الله أثناء حديثها عن السؤال؛ ما هو نوع الحكومة التي يريدها الشعب السوري "إنها دولة من دول الشرق الأوسط، لكنها دولة تحوي خصوصية، ويجب أن تكون أي خطوة يتم اتخاذها تناسبها، وإلا فإن مستقبل هذه الحكومة لن يكون طويلاً ونحن نرى أن جميع الأديان والمجتمعات تواجه تهديدات ومخاوف خطيرة. المناخ المدني الذي أرادوا بناءه لم يتطور، والجميع في خطر. هل ستكون هذه الحكومة التي تم تشكيلها قادرة على تمثيل هويتنا؟ هل ستكون قادرة على تمثيل استقلاليتنا، هل ستكون قادرة على ضمان وجودنا واستقلالينا؟ هل ستكون قادرة على أن تكون صوتنا، هل ستكون قادرة على التصرف وفقاً لمصالح الشعب كله؟ الشعب السوري بحاجة لمثل هذه الحكومة. وعلى ما يبدو فإنها ليست بهذا الشكل. ونحن، كنساء إقليم شمال وشرق سوريا ناضلنا لسنوات من أجل حرية مجتمعنا، وقدمنا مئات الشهداء، وبذلنا الكثير من الجهود".
"نحن بحاجة إلى بلد يمكننا أن نمثل فيه أنفسنا"
وأكدت أنه "لدينا أيضا حقوق لمجتمعنا، وعلى الحكومة قبول هذا المطلب، ونريد ضماناً لذلك، ونحتاج إلى مدرسة خاصة ندرس فيها بلغتنا، ونحتاج إلى بلد يمكننا أن نمثل فيه أنفسنا. بلد لا أسلم فيه هويتي وحمايتي ووجودي لأي نظام ويمكنني فيه اتخاذ قراراتي وتحديد مصيري بنفسي. لقد كنا نناضل منذ سنوات، وكنساء يجب أن نكون في المقدمة في هذه الحكومة وأن نستلم القيادة وأخذ زمام المبادرة بطابعنا ووعينا واستقلاليتنا. ونحن لا نريد أي ضمانات تتجاوز هذه الأمور. نضالنا من أجل الحقوق سيستمر، لقد أنشأوا لوحة وصورة للمرأة ويقولون لنا أنه يجب عليكم جميعاً أن تنظروا إليها وأن تكونوا مثلها، لكن هذا لا يجوز، ونحن لا نقبل تشكيل حكومة بوعي وذهنية الدولة التركية، فنحن نعرف تاريخ الدولة التركية جيداً، ونعلم ما فعلته الدولة التركية بالشعب السوري. نحن نعلم جيداً مقدار الأزمة والصراع الذي خلقته الدولة التركية في سوريا وكيف عمقتها وحولت سوريا إلى جحيم، ولهذا السبب دعونا نسأل سؤالاً عن مدى صحة بناء دولة بوعي وعقول أجنبية؟ هل سيكون الوعي الخارجي هو الحل؟".
الدولة التركية تريد أن تصبغ نهجها ووعيها على الحكومة الجديدة
وترى أن "الدولة التركية تحاول الآن وبشكل سريع الاستفادة من الوضع الراهن وهي على عجل. تريد أن تصبغ نهجها ووعيها على هذه الحكومة، لكننا نقول إن هذه الحكومة بحاجة إلى وعي وذهنية سورية، وليس ذهنية الدولة التركية. كلنا نعرف ما فعلته ذهنية الدولة التركية بالشعب السوري، نحن أيضاً قرأنا التاريخ. إننا نرى تهديدات ومخاوف خطيرة أمامنا، ونحن نناضل منذ سنوات للقضاء على هذه التهديدات، ولكننا نرى الصورة أمامنا، فإذا سارت الأمور على هذا النحو فإن البلاد ستشهد أزمة جديدة وستزيد من معاناة الشعب السوري".
"وفي سبيل هذا الهدف قدمنا آلاف الشهداء وسنتمسك بهذا الهدف"
وسلطت نسرين عبد الله الضوء على نضال الشعب الكردي ضد نظام البعث منذ سنوات ولفتت إلى أن الشعب الكردي هو الأكثر معاناة في تاريخ نظام البعث وأنه لم يحني رأسه "لم نتعرض فقط للرفض والإنكار، لقد نفذت ضدنا مثل هذه السياسة التي جعلتنا نصبح غرباء عن أنفسنا. لقد أرادوا فقط أن يسمعوا منا شيئاً وهو أن نقول لست كردياً، أنا لا شيء، ولست سوى خادمكم. كان هناك نظام يريد فقط سماع هذا، ولهذا السبب بدأنا الثورة، هذه ليست مسألة عنصرية، كل المكونات السورية لديها الحق في العيش بهويتها الخاصة، وأن تجد هذا النظام ضامناً لهويتها. لقد قمنا بثورة لهذا الغرض، وسنتمسك بهذا الهدف. وفي سبيل هذا الهدف قدمنا آلاف الشهداء وسنتمسك بهذا الهدف. لن نخون دماء الشهداء".
"إما أن نعيش بهويتنا أو لا نريد هذه الحياة"
ولفتت إلى أنه "نحن نعيش في القرن الحادي والعشرين ولكن في العديد من البلدان لا يزال هناك تدمير وإبادة للهوية والوجود، وإبادة الهوية أسوأ بكثير من الإبادة الجسدية. ونحن لا نقبل هذا فقد قمنا بثورة لمنع هذه الإبادة، وإذا استمرت نفس السياسة، فستستمر الثورة أيضاً. نقول صراحة إما أن نعيش بهويتنا وكياننا أو لا نريد هذه الحياة. لدينا الحق في اختيار الحياة التي نريدها، وهذا حقنا كشعب سوري، ولا يجوز تجاهله. الشعب السوري لم يعد ضحية، فلننتبه إلى الانتفاضة التي تتطور، والمواقف تتجلى، ونحن كشعب كردي لن نقبل به إذا تم وفق منطق البعث".
وبينت أنه "في إقليم شمال وشرق سوريا، ظهر مثال ملموس للغاية، بثقافة ديمقراطية، وبإدارة ذاتية، تمثل إرادة جميع الكيانات. لقد عشنا مع هذا النظام لسنوات ووجدنا أنه الأفضل بالنسبة لنا. وهذا هو النظام الأنسب لسوريا أيضاً. الهدف هو إنشاء سوريا لا مركزية، لا تدار بطيف واحد، ولا بمكون واحد، وعلينا أن نبني سوريا الجديدة بهذه الذهنية. كشعب كردي نحن على استعداد للقيادة، وكنساء كرديات نحن على استعداد للقيادة، وهو ما فعلناه. لقد حاولنا أن نكون قادة حقيقين لسنوات. وفي الواقع، كان الشعب الكردي قادراً على تمثيل سوريا خلال الثورة. لقد أصبح قائداً صادقاً ومتفانياً، وقادراً على إحياء روح سورية دون أن يفرق بين المكونات والهياكل، وفي هذه المنطقة هناك شعوب من العرب والسريان والآشوريين وغيرهم، ويواصلون حياتهم بحرية وسلام".
"وحدات حماية المرأة مستعدة لحماية الأرض والمجتمع والمرأة"
وشددت نسرين عبد الله على دور وحدات حماية المرأة في سوريا الجديدة وبينت أن عضوات وحدات حماية المرأة يعتبرن أنفسهن قائدات وقالت إنهن مستعدات لسوريا ديمقراطية وحمايتها "الآن في إنشاء حركة وليس في بناء جيش جديد، في رأيي، هناك ضرورة للحوار والمناقشة. دعونا نلقي نظرة خلفنا. في الماضي كان هناك جيش وطني سوري، لكن هذا الجيش كان جيش البعث. في البداية قام ببناء الجيش واستخدمه كعصا على رؤوس الشعب. لكنه تحول إلى جيش مستسلم، ونحن نرى الأوضاع الأخيرة، وكيف لم يتمكن من تمثيل جيشه. لأنه لم يكن جيشاً سورياً، ولم يكن جيشاً لحماية الشعب السوري. الشعب السوري في الوقت الحالي يحتاج فعلاً إلى جيش وطني، جيش يحمي البلد، جيش يرى نفسه قوة جوهرية لشعبه. لا ينبغي أن يُبنى بذهنية الدولة، ولا ينبغي أن يُبنى كقوة احتلال، بل ينبغي أن تكون قوة لحماية الشعب، عدا ذلك، ليست هناك حاجة للجيش".
"يجب أن تكون هناك قوة نسائية ضمن هذا الجيش"
وأشارت إلى أنه "في المحصلة مررنا بمرحلة. لقد رأينا أنه إذا لم تبني المرأة قوتها الجوهرية بنفسها فلن يحميها أحد. لا يستطيع الجيش ولا الأب والأخ والزوج أن يحميها، بل هي فقط من تستطيع أن تحمي نفسها. لقد شهدنا تجارب عظيمة، ورأينا في سوريا وشنكال وفي بلدان أخرى ما هو حال المرأة وما تمر به. كما أننا لا نقبل إنشاء جيش بذهنية ذكورية. في هذا الجيش، الذي أسميه القوة الجوهرية، يجب أن تكون هناك قوة نسائية أيضاً، لأننا لا نسلم مصيرنا لأحد. سنحمي أنفسنا ومجتمعنا ووطننا بقوتنا المستقلة، وهو ما كنا نفعله حتى الآن. البلاد ليست بحاجة لبناء جيش رجال، نريد أن نلفت الانتباه إلى ذلك. كنساء كرد، نحن على استعداد لأخذ زمام المبادرة في هذا الشأن. اليوم، آلاف النساء ومن مختلف المكونات يناضلن من أجل الأرض والمجتمع والمرأة. نحن كوحدات حماية المرأة مستعدون لذلك. إذا تم إنشاء جيش وطني، فمن المؤكد أن النساء سوف يأخذن مكانهن في عملية تحرير الأراضي برمتها. هذه ليست مسألة يجب ربطها بالنفسية أو الناحية الجسدية، والأقاويل التي يتم تداولها بهذا الصدد ليس لها معنى، فهي مدمرة، ولا أحد يصدقها، ولا ينخدع بها، ويمكن للعالم كله أن يرى النضال الذي نخوضه".
"هجمات الدولة التركية على إقليم شمال وشرق سوريا هي أكبر عار"
وتابعت القيادية في وحدات حماية المرأة نسرين عبد الله حديثها بالقول "عندما تمت الإطاحة بنظام البعث، توقع الشعب إنشاء سوريا ديمقراطية، لأن الآلاف من الناس كانوا يبذلون جهوداً عظيمة. لقد قدموا الكثير من التضحيات لكنهم لم يفقدوا رباطة جأشهم حتى يأتي هذا اليوم. مما لا شك فيه أن الأفكار والأحلام كانت صحيحة، وهذه هي جدلية الشعب المتحد في حركة التحرر. لقد أطيح بنظام البعث، لكننا اليوم نواجه هجمات مختلفة. إن هجمات الاحتلال التركي والمرتزقة التابعة له على إقليم شمال وشرق سوريا هي عار كبير. على من يتم الهجوم وماذا ستنقذون وماذا ستحررون. هذه قضايا متناقضة. قبل الآن قيل سندمر نظام البعث ونحرر البلاد، والآن عن ماذا تتحدثون وماذا تريدون أن تفعلوا؟ لماذا تهاجمون إقليم شمال وشرق سوريا وتسمون أنفسكم الجيش الوطني ومن تمثلون؟ لقد اعتمدتم على الدولة التركية وترتكبون المجازر بحق الشعب السوري".
"نعلم بأي ذهنية يتم تقسيم الأراضي السورية"
وأكمل "أنتم الآن تمثلون طعنة في ظهر سوريا. ما الذي تبحثون عنه في إقليم شمال وشرق سوريا؟ الأمر واضح بالنسبة لنا، فنحن نعلم بأي ذهنية يتم تقسيم الأراضي السورية. وبما أنكم جعلتم من أنفسكم جيش وطني، إذاً هذه المرة قوموا بواجباتكم، ولا تشنوا الهجمات ولا ترتكبوا المجازر. يجب أن تخدموا هذا الشعب. واعلموا أن الدولة التركية تستخدمكم لمصلحتها، فهي تريد احتلال أرضكم. يجب على هؤلاء الأشخاص السوريين أن يفكروا ملياً ويتساءلوا عما يفعلون. وشعب سوريا يرى ذلك ويشهد عليه. الشعب السوري لم يعد كما كان، لن يصدق كلامكم وما تفعلونه تحت مسمى الثورة".
وأردفت "عندما ننظر إلى واقع إقليم شمال وشرق سوريا، كانت هذه المنطقة لسنوات عديدة المكان الأكثر سلاماً وأماناً لجميع الشعوب، وكان هناك العشرات من مخيمات اللاجئين الذين فروا من النظام السابق واستقروا في هذه المنطقة، لأن هذا الشعب يعلم أنه سيتم ضمان حقه في هذه المنطقة، ولكن عندما نرى أن هذا الاستقرار يتعرض للهجوم، فإنني أدعو الأطراف الأخرى إلى التخلص من تلك الفخاخ في أسرع وقت ممكن. الدولة التركية نصبت الفخاخ، ويجب أن لا تقعوا فيها، هذه الحرب التي تخوضونها ليست في مصلحتكم. دعونا نوحد قواتنا في سوريا. إن شعبنا ليس مستعدا لآلام جديدة. يرى شعبنا الآن حاجته إلى الحرية. نحن نقاتل من أجل هذا. لا ينبغي لنا أن نكون ضحية للسياسات الخارجية".
"نحن مصممون على أن نكون القوة التي تحمي الشعب والنساء"
كما قيمت نسرين عبد الله هجمات الاحتلال التركي والمرتزقة التابعة له وقالت إنه إذا استمرت الهجمات فإنهم عازمون على الدفاع عن أنفسهم "نحن لا نخون شعبنا. نحن ندافع عن قومية شعبنا. القواعد التي اتبعناها منذ بداية الثورة ستستمر حتى النهاية. نحن مصممون على أن نكون القوة التي تحمي الشعب والنساء من أجل بناء بلد حر. لقد أوضحت المكونات الموجودة الآن في هذه المنطقة مواقفها. لقد شهد العالم كله كيف أنه تتم حماية وصيانة الشرف والكرامة هنا. لقد تم أسر بعض رفاقنا، ما فعلوه بهؤلاء الرفاق ذكرنا بشيء واحد فقط، وهو أن هذه الأفعال هي أفعال داعش. لقد تعاملوا مع هؤلاء الرفاق الأسرى بوعي داعش وهدفها. وأهانوا حرمة الجثث، فماذا يمثل هذا التوجه سوى وعي داعش؟ رأينا أعلام داعش على المركبات، ورأيناها على أكتافهم أيضاً، ويطلقون على أنفسهم اسم الجيش الوطني. إن التعامل مع أسرانا وشهدائنا لا يؤثر علينا سلباً، بل على العكس يعزز قرارنا وإصرارنا. لن يكونوا قادرين على إجبارنا على التراجع".
"لا ينبغي للمجتمع الدولي أن يكون شريكاً في هذه الانتهاكات"
وناشدت المجتمع الدولي بالتدخل وألا يصبح شريكاً بالانتهاكات "يقول المجتمع الدولي إننا لا نهتم بالأقوال، بل نهتم بالممارسة، ها هي الممارسات أمام أنظاركم. لا ينبغي للمجتمع الدولي أيضاً أن يكون شريكاً في تلك الانتهاكات. ولنفترض أيضاً أنه إذا تم تقديم الدعم وتتم هذه الأفعال والممارسات، فهذا يعني أن القوات الدولية شريكة أيضاً في هذه الأفعال، وهذا أيضا غير مقبول. وإذا عرفنا مفهوم الإرهاب، فما هو الإرهاب؟ نحن نعرفه كالتالي؛ إذا دمرت هوية شعب وقمعته، وسلبته حريته، فهذا إرهاب. الانتهاكات بحق الشعوب أليست إرهاباً؟ إذا تم تدمير كافة حقوق المرأة، أليس هذا هو الإرهاب؟ الهجمات على إقليم شمال وشرق سوريا أليست إرهاباً؟".
نداء إلى النساء والشباب
ودعت القيادية في وحدات حماية المرأة نسرين عبد الله، كافة نساء وشباب إقليم شمال وشرق سوريا إلى حماية الإنجازات التي تحققت بقيادة المرأة والشباب، وقالت على الجميع أن يلتفوا حول قوات سوريا الديمقراطية "أدعو جميع الناس والنساء إلى اتخاذ موقف، ورفع أصواتهم ضد هذا الإرهاب الذي يجري تطويره. واليوم يريدون استهداف كوباني أيضاً، كوباني هي هوية لجميع الشعوب على المستوى العالمي وليس فقط في الشرق الأوسط. نضالنا في كل مكان سيكون مثل كوباني. لدينا موقف واضح بهذا الشأن، ونحن نؤمن بأن كفاحنا ضد الإرهاب هو حماية للمجتمع الدولي بأسره، وحماية لجميع المجتمعات والنساء، وليعلم الجميع جيداً أن النصر سيكون انتصاراً للجميع، والهزيمة أيضاً ستكون هزيمة للجميع. أننا نصر على النصر، ولهذا على الجميع القيام بواجبهم. وأدعو شباب سوريا إلى أن يعوا هذا الوضع. يجب عليهم الانضمام إلى القوة الجوهرية. والانضمام إلى قسد ليحموا مناطقهم ويحموا شعبهم. لقد حان الوقت للشباب أن يقوموا بواجبهم في حماية وطنهم ومجتمعهم. تعالوا وانضموا حتى نتمكن من الاستجابة لهذه المرحلة".