السكان في السودان في مواجهة الموت والأوبئة ونقص الإمدادات

تسبب قصف قوات الدعم السريع على مخيم أبو الشوك وزمزم للنازحين، بمقتل 500 شخص خلال أربعة أشهر الماضية.

مركز الأخبار ـ يعيش السودان منذ عام وتسعة أشهر أوضاعاً إنسانية كارثية، تمثلت بانتشار المجاعة والأوبئة بين السكان وتدمير المرافق الصحية والبنى التحتية، فضلاً عن نزوح الملايين خارج البلاد وداخلها.

أكد ناشطون في العمل الإنساني بمخيمات النازحين في مدينة الفاشر، أمس الأربعاء الأول من كانون الثاني/يناير، أن قصف قوات الدعم السريع على مخيم أبو (الشوك، زمزم) أسفر عن مقتل قرابة 500 نازح خلال أربعة أشهر، وقبل يومين أسفر قصف قوات الدعم السريع على مخيم الشوك عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين.

ويقطن في مدينة الفاشر قرابة مليوني شخص، نزح حوالي ثلث سكانها خلال الشهور الماضية مع اتساع رقعة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في وقت حذر فيه حاكم إقليم دارفور من إبادة جماعية بحق المدنيين في الفاشر جراء القصف الممنهج من قبل قوات الدعم السريع.

ويتسبب القصف في الكثير من الأحيان بتوقف إيصال المساعدات الإنسانية والمطابخ الجماعية، لصعوبة الحصول على الإمدادات، الذي يعتمد عليها آلاف المدنيين.

 

معدل الإصابات بالكوليرا

وقالت وزارة الصحة السودانية، أن عدد ضحايا الكوليرا ارتفع إلى 1316 حالة وفاة، مشيراً إلى أنها سجلت 34 حالة إصابة جديدة بالكوليرا خلال اليومين الماضين، مؤكداً أن عدد الإصابات بالكوليرا أرتفع إلى 49 ألف و554 إصابة بينها ألف و316 حالة وفاة.

ويتزامن انتشار وباء الكوليرا مع استمرار المعاناة الإنسانية جراء استمرار النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف نيسان/أبريل 2023، خلفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد عن 14 ألف نازح ولاجئ وفقاً لبيانات الأمم المتحدة الأخيرة.

 

64% من السودانيين بحاجة للمساعدات

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان "أوتشا"، في تقرير عن خطة الاستجابة الإنسانية لهذا العام أن 30.4 مليون شخص أي ما يعادل 64% من إجمالي السكان البالغ عددهم 47.5 مليون نسمة بحاجة للمساعدات الإنسانية خلال عام 2025.

ولفت التقرير إلى أن هذا الرقم يمثل زيادة بنسبة 23% مقارنة بـ 24.8 مليون شخص كانوا بحاجة للمساعدات الإنسانية العام السابق، مؤكداً أن هذا الارتفاع يعود إلى تصاعد النزاع ومحدودية الوصول للإمدادات الإنسانية.

وأوضح التقرير أن 16مليون طفل بحاجة للمساعدة الإنسانية والحماية العاجلة خلال العام الجاري، وهو أكثر من نصف عدد الأشخاص الذي يحتاجون للمساعدات، لافتاً إلى أن المناطق الأكثر احتياجاً للمساعدات الإنسانية تتمثل في جنوب دارفور وشمالها والجزيرة والخرطوم حيث يحتاج 11.4 مليون شخص للمساعدات.

وأضاف التقرير، أن السكان في دارفور يواجهون أزمة إنسانية مروعة بشكل خاص، حيث يحتاج 79% من سكانها للمساعدات الإنسانية والحماية، كما يحتاج 61% من سكان كردفان و48% من سكان الخرطوم للمساعدات.

ولفت إلى أن الاحتياجات الإنسانية في المناطق التي تعاني من ارتفاع معدلات الفقر وشدته، تتمثل في الأمن الغذائي والمياه، الصرف الصحي، الصحة والحماية.

وقال المكتب، أن أتساع رقعة النزاع والصدمات المناخية وتفشي الأمراض فاقم الاحتياجات الإنسانية، كما قلب حياة 24 مليون طفل منهم 17 مليون خارج المدرسة، مما أدى إلى كارثة تمتد لأجيال، لافتاً إلى أن عدد الأشخاص المعرضين لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي تضاعف ثلاث مرات منذ اندلاع النزاع، ليبلغ 12 مليون امرأة وفتاة ورجل وشاب.

وأكد المكتب أن أقل من 25% من المرافق الصحية تعمل في المناطق الأكثر تضرراً، بينما انخطفت تغطية التطعيم من 85% إلى 50% حيث تتدنى إلى 30% في مناطق النزاع النشطة، فيما أغلقت العديد من المدارس في البلاد.