نساء إيران وأفغانستان... صرخة الحرية في سلاسل الاستبداد
من طهران إلى كابول، القمع والإعدام هما أدوات الأنظمة الاستبدادية، فهل يمكن إطفاء شعلة الحرية بهذه الأدوات؟
بهاران لهيب
أفغانستان ـ إن الشعب الإيراني كغيره من الشعوب المضطهدة، يحترق في نيران القمع والاضطهاد منذ سنوات، فقد ضحت هذه البلاد بالكثير من النساء والرجال إلى الشيوخ والشباب من أجل قضية الحرية والعدالة والإنسانية، والجرائم التي ارتكبت محفورة في ذاكرة التاريخ.
في كل مرة يرتفع صوت الاحتجاج من حناجر الإيرانيين المحبين للحرية، وسعى النظام الحاكم إلى إسكاته بكل ما أوتي من قوة، لقد كان السجن والتعذيب والإعدامات والاختفاء القسري أدوات ثابتة تستخدمها لقمع معارضيها، وتحكي مذكرات السجناء الناجين من سجون النظام وكيف كانوا يتعرضون لأقسى أنواع التعذيب من الفجر إلى الليل.
التعذيب المصمم لكسر عزيمتهم وإيمانهم بوطنهم وحريتهم، والجرائم المروعة والوحشية اكتسبت بعداً جديداً من الرعب، حتى بالمقارنة مع المآسي التي وقعت في ظل الحكومات السوفييتية والجهادية وطالبان العميلة في أفغانستان.
ورغم كل هذا القمع فإن المناضلين والمناضلات الإيرانيين من أجل الحرية لم يستسلموا أبداً، وعلى العكس من ذلك، فقد واصلوا النضال بشجاعة أكثر من أي وقت مضى، وأثبتوا أن نار الأمل من أجل الحرية لا يمكن إخمادها بالرصاص وحبال المشانق، إنهم، مثل المناضلين من أجل الحرية في أفغانستان، وقفوا من أجل مستقبل أفضل حتى في أصعب الظروف، ودمائهم المسفوكة رفعت راية المقاومة ضد الطغيان.
في الأشهر الأخيرة، تصاعدت موجة القمع في إيران، فقد سجنت سلطات هذا البلد الرجال والنساء الأحرار، وأخضعتهم لمحاكمات صورية، وفرضت عليهم أحكاماً قاسية، بما في ذلك عقوبة الإعدام، ومن بين هؤلاء الضحايا بخشان عزيزي امرأة شجاعة حُكم عليها بالإعدام، وقد أثار هذا الحكم غضباً واحتجاجاً عالمياً، ورفع الناشطين والناشطات الحقوقيين أصواتهم في جميع أنحاء العالم.
وسيمة سروش، ناشطة مدنية وإحدى المناضلات في ولاية تخار قالت "عندما سمعت أن بخشان عزيزي وصديقتها قد حكم عليهما بالإعدام، ارتجفت، ذكّرني هذا بالأيام التي كنت فيها أسيرة لدى طالبان، إن الألم والمعاناة التي تتحملها النساء لن ننساها أبداً".
أخذت نفسا عميقاً وتابعت بصوت يرتجف من الغضب "سواء في كابول أو طهران، فإن أعداء الحرية يخافون من النساء أكثر من أي شيء آخر، إنهم يخافون من وعي المرأة وشجاعتها ومقاومتها، لذلك يحاولون إسكات أصواتها، إن طالبان وأشقائهم الأيديولوجيين في إيران يفكرون ليل نهار في قمع النساء الباحثات عن الحرية، ولكنهم لا يعلمون أنه مقابل كل امرأة يتم قمعها، تنهض آلاف النساء الأخريات من رمادها".
وبثقة واضحة على وجهها، أضافت وسيمة سروش "أقول لهذه السلطات الفاشية، سواء في إيران أو أفغانستان، إن يوم الحساب أقترب، سيأتي اليوم الذي ستسقطكم فيه نفس النساء اللواتي تهينوهن وتعذبوهن، لن يدوم أي نظام مبني على القمع وسفك الدماء، التاريخ دليل على أن أي دكتاتور لم يتمكن من البقاء في السلطة إلى الأبد، لذا جهزوا أنفسكم لسقوط مرير".