نساء السويداء تطالبن بتحرير المختطفات
نظّم أهالي مدينة السويداء وقفة احتجاجية في ساحة "الكرامة" للمطالبة بالإفراج الفوري عن المختطفين والمختطفات معتبرين بقاءهم رهائن يعني أن كل المساعي السياسية والإنسانية تبقى ناقصة وغير مكتملة.

روشيل جونيور
السويداء ـ أكدت المشاركات في الوقفة الاحتجاجية أن أي حديث عن حلول سياسية أو تفاوض لا يمكن أن يسبق مطلب تحرير المختطفين، لما تحمله القضية من أبعاد إنسانية واجتماعية ونفسية.
تتصدر قضية المختطفات والمختطفين في مدينة السويداء السورية المشهد الشعبي والسياسي، إذ يعتبرها الأهالي أولوية إنسانية وأخلاقية لا تحتمل التأجيل، ففي كل حروب تدور المعارك بين المقاتلين، لكن في الحالة السورية، وخصوصاً مع جهاديي هيئة تحرير الشام، استخدمت النساء كورقة ضغط على السويداء، في مشهد وصفته الناشطات بالانتهاك الصارخ لكل الأعراف والقوانين.
وأكد المشاركون في وقفة نظمت في مدينة السويداء اليوم السبت 23 آب/أغسطس في ساحة "الكرامة" وسط المدينة، أن أي حديث عن الحلول أو التفاوض لا يمكن أن يتقدم على مطلب الإفراج عن النساء والأطفال المختطفين، وأشار المشاركون إلى أن هذه القضية هي الأساس قبل أي ملف آخر، إذ تحمل أبعاداً اجتماعية ونفسية وقانونية، وتكشف حجم المعاناة التي يعيشها السكان في ظل الحصار الخانق ونقص المواد الغذائية والطبية.
وأكدت النساء المتواجدات في ساحة "الكرامة"، أن قضية المخطوفات أولوية، مشيرات إلى أن بقاء النساء والأطفال رهائن يعني أن كل المساعي السياسية والإنسانية تبقى ناقصة وغير مكتملة.
وعلى هامش الوقفة، قالت المشاركة أمينة أبو عساف "جئنا اليوم إلى ساحة الكرامة لنطالب بتحرير المختطفات اللواتي دفعن الثمن"، مؤكدةً أن بعضهن من أفرج عنهن كنّ قد تعرضن لاعتداءات جسدية وغيرها من الانتهاكات "نحن هنا لنطالب أيضاً بحق تقرير المصير لأن العيش مع هذه السلطة بات مستحيلاً بعد كل ما حدث".
وأشارت إلى أن المدينة تعيش حالة حصار قاسية منذ أكثر من أربعين يوماً "لا يدخل إلا القليل من القوت اليومي والأدوية، وهناك مرضى غسيل كلى وسرطان توفي بعضهم بسبب نقص العلاج، المستشفيات تعاني من عجز في الأدوية وحتى حليب الأطفال مفقود، الحياة شبه متوقفة مع نقص الوقود وانقطاع الكهرباء والإنترنت".
"نطالب بلجنة تحقيق دولية"
تيماء الشعراني مشاركة في الوقفة، أكدت أن الإفراج عن المختطفين يأتي في مقدمة المطالب، لافتةً إلى أن هناك قضايا أخرى لا تقل أهمية وهي فتح معبر إنساني لإدخال المواد الغذائية والطبية "نطالب بلجنة تحقيق دولية لتوثيق المجازر التي حصلت".
"لا يجوز المساومة"
أما المشاركة دارين عزام فقد شددت على ضرورة انسحاب القوى الأمنية والعسكرية التابعة للحكومة السورية المؤقتة التي تترأسها هيئة تحرير الشام من المدينة.
وأشارت إلى المعاناة التي تكبدتها النساء المختطفات عند الإفراج عنهن، موضحة أن جزءاً من المخطوفين تم تحريره بالأمس، إلا أن المشهد كان مؤلماً، إذ أُجبرت النساء على ارتداء الحجاب والخمار، متسائلة "ماذا لو كان الأمر معكوساً وأُرغمت نساء على خلعه؟ كيف ستكون ردة الفعل حينها؟"، مضيفةً أن السلطة، لو كانت فعلاً مسؤولة، لما تأخرت لحظة واحدة في إطلاق سراحهم، لكنها لا تعدو كونها عصابة".
من جانبها طالبت نور مكارم بحماية دولية ورفع الحصار عن المدينة "خرجنا اليوم إلى ساحة الكرامة للمطالبة بحقوقنا الأساسية وأبسطها العيش بكرامة، كما أننا نطالب بالكشف عن مصير المغيبات قسراً والإفراج عن المختطفين".