نساء السويداء تجددن الوقفة الاحتجاجية في ساحة الكرامة دفاعاً عن منطلقات الثورة

تجمع العشرات من أهالي السويداء لتجديد الاحتجاج للمطالبة ببلد يحكمه القانون، ونددت المشاركات بسياسة تغييب المرأة المتعمدة.

روشيل جونيور

السويداء ـ في مشهد متجدد يؤكد إصرار أبناء مدينة السويداء السورية على المطالبة بحقوقهم الأساسية جاءت الوقفة الاحتجاجية اليوم الأحد ٢٧ نيسان/أبريل في ساحة الكرامة امتداداً لسلسلة وقفات منذ إصدار الحكومة المؤقتة الإعلان الدستوري.

أكد المشاركون والمشاركات على مطالبهم ببلد يحكمه القانون وحق المواطنة، واحترام الحريات العامة، وضمان حقوق جميع فئات المجتمع بعيداً عن سياسات الإقصاء والتهميش.

وحملت هذه الوقفة رسالة واضحة ومباشرة إلى السلطات، مفادها أن أهالي السويداء، متمسكون بمبادئ الثورة السورية الأولى التي خرجوا من أجلها منادين بالحرية والكرامة والأمان والاستقرار ومؤكدين أن محاولات القمع أو التمييع السياسي لن تثنيهم عن مواصلة المطالبة بحقوقهم.

ونددت المشاركات بسياسة تغييب المرأة المتعمدة عن مواقع اتخاذ القرار والمراكز التنفيذية الحساسة، مؤكدات أن الحكومة المؤقتة لا تزال تتعاطى مع المرأة باعتبارها "عنصراً تكميلياً"، يتم الزج بها في مناصب شكلية لا تعبر عن حجم تضحياتها ولا عن مكانتها الحقيقية، مما يعزز الفكر الذكوري السائد ويكرس سياسة الإقصاء المنهجي.

وقالت لبنى اشتي "من هنا، من ساحة الكرامة، قمنا بثورة على نظام الاستبداد والظلم ثورة خرجت من أجل مطالب نبيلة، الحرية والكرامة والأمان لكل السوريين، ولكن للأسف، لاحقاً سرقت هذه الثورة من قبل أطراف مثل الجولاني، الذين انحرفوا بها عن مسارها الحقيقي واستبدلوا شعاراتها الإنسانية بأجندات متطرفة بعيدة عن طموحات الشعب السوري".

فيما قالت مثيلة عبود "نحن ضد النظام القائم اليوم في سوريا، ليس فقط بسبب ممارساته القمعية، بل أيضاً بسبب الدستور الذي فرض على السوريين ولم يراعِ تطلعاتهم الحقيقية، هذا الدستور الجديد لا يلبي احتياجات الشعب ولا يمثل آماله بالإضافة إلى ذلك نرفض وجود الأجانب والميليشيات غير السورية على أراضينا كما نستنكر المجازر التي وقعت في الساحل السوري والتي راح ضحيتها الأبرياء. نقف هنا اليوم لنترحم على أرواح الشهداء الذين سقطوا برصاص الإرهاب".

من جهتها أكدت سماهر العنداري أن وقفتهم مستمرة ولن تتوقف "وقفتنا تتجدد كل يوم أحد، وهي تعبير صادق عن تمسكنا بالحق مهما حاولوا تجاهله وقبل يومين تابعنا تشكيل المكتب التنفيذي الجديد في السويداء ولاحظنا بكل أسف استبعاد المرأة منه بشكل كامل وهذا ليس مجرد خطأ عابر بل هو تهميش ممنهج لدور المرأة، هم يتعاملون مع المرأة وكأنها مجرد تفصيل يكمل الصورة لكن الحقيقة أن المرأة السورية كانت وستظل عنصراً أساسياً في النضال، والمرأة هنا في السويداء كانت حاضرة عبر تاريخنا في مقاومة الاحتلال، مثل البطلة سعدى ملاعب، وغيرها من النساء اللواتي سطرن أسماءهن في صفحات المجد الوطني".

وأضافت "نحن هنا اليوم أيضاً لنكرم الشهيد المرحوم حاتم أبو سعد، الذي كان ضحية للغدر والإرهاب. كان يسعى للهجرة بحثاً عن حياة أفضل له ولأسرته، ويحمل بطاقة تسوية رسمية تثبت براءته وعدم تورطه بأي عمل عسكري، ومع ذلك، قتل ظلماً لأن هناك من استغل الظروف الأمنية الهشة، وارتكب بحقه جريمة لا يجب أن تمر دون حساب. نطالب بمحاسبة كل من تورط في قتله، لينالوا جزاءهم العادل".