نساء السويداء: المرأة صوت السلام والمقاومة المدنية في وجه الفتنة والكراهية

شهدت ساحة الكرامة في السويداء وقفة صامتة تضامناً مع ضحايا التفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار إلياس في العاصمة السورية دمشق، حيث عبّرت النساء عن رفضهن للعنف والانتهاكات ودعين إلى التمسك بالسلام والمحبة كقوة مضادة للكراهية.

روشيل جونيور

السويداء ـ أكدت المشاركات في الوقفة الصامتة التي تم تنظيمها في مدينة السويداء السورية، أن هذه الوقفة لم تكن فقط لإدانة العمل الانتحاري، بل لإعلاء صوت من يؤمن بأن الحياة أقوى من الموت، وأن الإيمان أقوى من الحقد، مشيرات إلى أن هذه الرسالة تشكل وجهاً من أوجه المقاومة المدنية التي لا تحمل السلاح، بل تتسلح بالمواقف.

شهدت ساحة الكرامة في السويداء اليوم الثلاثاء 24 حزيران/يونيو وقفة صامتة شارك فيها عدد من الأهالي، إحياءً لذكرى ضحايا التفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار إلياس في دمشق قبيل يومين، وعبّر المشاركون، وعلى وجه الخصوص النساء، عن تضامنهم مع ذوي الضحايا، مؤكدين رفضهم القاطع لكل أشكال الإرهاب الذي يطال المدنيين الأبرياء.

الوقفة لم تكن فقط لإدانة التفجير الانتحاري، بل جاءت لتأكيد الإيمان بقوة الحياة في وجه الموت، والانتصار للمحبة على الكراهية، بحسب ما أوضحته المشاركات، اللاتي اعتبرن هذا الفعل شكلاً من أشكال المقاومة المدنية.

في هذا السياق، قالت أصالة أصلان، الناطقة باسم مكتب المرأة السورية في السويداء، إن الجريمة ارتُكبت "باسم الجهاد"، في تجاهل صارخ لقيم الدين التي تدعو للسلام والمحبة، مشددةً على أن المرأة تلعب دوراً مركزياً في بناء السلام ومواجهة التطرف.

ودعت أصالة أصلان إلى مشاركتها الفاعلة في صنع القرار "النساء لسن فقط رمزاً للعطاء في الأسرة، بل لهن دور كبير في بناء بلادها، وعلينا أن نكون شريكات حقيقيات في مواقع صنع القرار، لا أن ننحصر في الأدوار النمطية".

من جهتها، أكدت حياة سعيد، إحدى المشاركات في الوقفة، أن النساء غالباً ما يتحملن أعباء بلادهن دون أن يحصلن على التقدير والحقوق الكافية، مضيفةً أن المرأة تنشر ثقافة السلام، وتضطلع بدور محوري في كافة مجالات المجتمع.

أما الناشطة السياسية باسمة العقباني، فرأت أن التنوع الطائفي في سوريا يشكّل مصدر غناها، داعيةً إلى تعزيز الوحدة الوطنية، ورفض التهميش، وتمكين النساء في الحياة السياسية والاجتماعية "سوريا وطن لكل أبنائها، ولن نقبل التعدي على أي مكون من مكوناته، وواجبنا أن نعيد اللحمة الوطنية ونرفض التهميش والإقصاء، ونطالب بإشراك النساء في صنع القرار".

وفي ختام الوقفة، وجّهت لينا أبو حمدان رسالة إلى الحكومة السورية المؤقتة، تطالب فيها باتخاذ إجراءات صارمة ضد كل من يهدد أمن وسلامة المواطنين، مشددةً على أن حماية الأرواح والمقدسات واجب وطني لا يحتمل التراخي.

وعبرت عن رفضها لتنميط دور المرأة "دورنا ليس في التربية فقط، نحن شريكات في بناء الدولة ومواجهة الفكر المتطرف وتواجدنا ضرورة وطنية لا يمكن الاستغناء عنها".