نساء الشيخ مقصود والأشرفية يواصلن النضال رغم الحصار والانتهاكات

الحصار يتجدد على الشيخ مقصود والأشرفية، ومعه تتجدد مقاومة النساء اللواتي يثبتن أنهن خط الدفاع الأول في وجه الهجمات والانتهاكات.

سيرين محمد

حلب ـ في ظل ظروف إنسانية صعبة وحصار خانق يفرضه جهاديي هيئة تحرير الشام على حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب، يبرز دور المرأة كعنصر أساسي في المقاومة والدفاع عن المجتمع مؤكدات أن عزيمتهن لن تنكسر.

منذ سقوط نظام البعث، لم يعرف أهالي الشيخ مقصود والأشرفية الراحة، إذ توالت عليهم الهجمات والحصار من مختلف القوى المسلحة، واليوم، يعيد جهاديي هيئة تحرير الشام، مشهد الحصار والاعتداءات، محاولين إخضاع الحيين بشن الهجمات الوحشية بالأسلحة الثقيلة مستهدفين المدنيين والنساء والأطفال، لكن الأهالي، وخاصة النساء، يواصلون الوقوف بثبات، مدافعين عن أرضهم وحقوقهم، ومؤكدين أن إرادتهم أقوى من كل محاولات

شهد حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب صباح أمس السبت 27 كانون الأول/ديسمبر، إغلاق جميع المعابر التي تربطها بباقي أحياء المدينة، حيث اقتصرت حركة التنقل على المشاة فقط، وسط إجراءات مشددة من تفتيش وتدقيق على الهويات الشخصية، مع مواصلة تحشيد الأسلحة الثقلية في محيط الحيين. 

وفي سياق ما تشهده الحيين من هجمات وانتهاكات يمارسها جهاديي هيئة تحرير الشام أوضحت إدارية مكتب المرأة في المجلس العام للحيين شيرين شيخو، أن الأهالي لم ينعموا بالراحة بسبب الحصار الذي فرض منذ سقوط نظام البعث، إذ سرعان ما فرض جهاديي هيئة تحرير الشام حصاراً متكرراً واستخدمت الأسلحة الثقيلة والدبابات في هجماتها، ما أدى مؤخراً إلى إصابة 19 مدنياً ومقتل امرأة، في الوقت الذي قطع فيه الكهرباء بشكل كامل عن الحيين نتيجة القصف، إضافة إلى قطع المياه عن عشرين شارعاً، ما ألحق الضرر بأكثر من 400 عائلة. 

وأشارت إلى أن الهجمات لم تقتصر على المدنيين، بل طالت جامع معروف الكبير في حي الشيخ مقصود، حيث تسبب سقوط قذيفة بأضرار مادية، هذه الاعتداءات دفعت الأهالي إلى إغلاق محالهم التجارية والامتناع عن الذهاب إلى أعمالهم خارج الحي، مما زاد من صعوبة الحياة اليومية.

رغم ذلك، لعبت نساء قوى الأمن الداخلي دوراً محورياً في حماية الحيين، وأكدت شيرين شيخو أن النساء سيواصلن النضال والمقاومة إلى جانب القوى الأمنية، مشيرة إلى أن الأهالي صمدوا 14 عاماً في وجه النظام السابق، ولن يسمحوا اليوم بكسر إرادتهم "لن نترك حي الشيخ مقصود والأشرفية".

 

الشيخ مقصود والأشرفية... منبع المقاومة

من جانبها استذكرت زليخة شيخ قنبر، شقيقة الشهيد أورهان "جودي رستم"، الهجمات التي تعرض لها الحيين منذ عام 2011 حين واجهوا 27 كتيبة من المرتزقة المدعومين من الاحتلال التركي، مؤكدة أن النساء كان لهن دور أساسي في الدفاع، مشيرةً إلى الهجمات العنيفة عام 2016 التي هدفت إلى تهجير السكان، لكن الأهالي خرجوا متحدين ودحروا المهاجمين. 

وشددت زليخة شيخ قنبر على أن المكانة الاستراتيجية لحي الشيخ مقصود الذي كان يطلق عليه سابقاً "جبل السيدة"، جعلته هدفاً دائماً للقوى المعتدية، إلا أن الأهالي يواصلون الدفاع عنه، لافتةً إلى أن الكومينات لعبت دوراً جوهرياً في تنظيم النساء وتوعيتهن وإشراكهن في الجبهات والمشافي، ورغم الحصار ونقص المواد الغذائية والتدفئة، يصر الأهالي على البقاء والمقاومة "يقع على عاتقنا اليوم أن نحمي المكتسبات التي حققها الشهداء بنضالهم".