'نحن الأفغانيات مثل بخشان عزيزي ووريشة مرادي لدينا ألم مشترك'

نساء أفغانستان يصرخن بنفس صوت نساء إيران، ألمهن المشترك هو أنهن تعانين من ورم متقيح من الإسلاميين، وأن هذه الصرخات جعلتهن يفكرن بنفس الطريقة ويحاولن دائماً أن تكن في طور النضال معاً.

بهاران لهيب

أفغانستان ـ لقد تلون تاريخ إيران بدماء المناضلين من أجل الحرية والتقدميين والقوميين والرواد، رجالاً ونساءً، ولم تتوقف السلطات الفاشية عن قتلهم وإعدامهم، مستخدمة مختلف الذرائع في سجنهم وتعذيبهم ووضعهم في الحبس الانفرادي والحكم عليهم بالإعدام.

نظراً لطبيعتهم المتخلفة، يعتبر الأصوليون المرأة عدوهم الأول، وإذا اصطفت هؤلاء النساء لمحاربتهم، فإن مستوى إجرامهم واضطهادهم سيتضاعف مئات المرات.

في هذه الأيام، أرق خبر الحكم بإعدام وريشة مرادي نوم جميع النساء، لأنه بالتواطؤ مع السلطة الأبوية يتم قتل النساء المحبات للحرية يوماً بعد يوم ويحكم على الأبرياء بالإعدام، ولهذا السبب، رفعت العديد من الأفغانيات أصواتهن احتجاجاً وتضامناً وأعلنَّ دعمهن للمرأة الإيرانية والكردية.

تقول الناشطة في مجال حقوق الطفل مينا العسكري أن "النظام الإيراني، يمارس الإجرام وقد حكم على الناشطة الاجتماعية بخشان عزيزي بالإعدام وكذلك الناشطة في مجال حقوق المرأة وريشة مرادي، اللتين تتعرضان للتعذيب والقمع في سجون هذا النظام الإجرامي منذ سنوات"، معتبرةً أن حكم الإعدام "صدر لإسكات صوت التحرر والمساواة، لكنهم يقرؤون بشكل أعمى".

وأشارت إلى شجاعة ومكانة بخشان عزيزي بعد صدور حكم الإعدام بحقها، مؤكدةً أنها تواصل المقاومة بشكل أكثر من ذي قبل "لا نخاف من الموت ولكن نخاف من الحياة، من العار والعبودية، لإن جريمتنا نحن النساء المحكوم علينا بالإعدام هي الربط بين الحياة والمرأة والحرية".

وأضافت "نحن الأفغانيات، مثل زينب جلاليان وبخشان عزيزي ووريشة مرادي وغيرهن من النساء في السجن، لدينا ألم مشترك. ولذلك فإننا نعرب عن تضامننا معهن ونطالب بالإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين والعقائديين في سجون هذا النظام المجرم".

 

 

فيما لفتت يلدا أحمد، وهي عالمة نفس وناشطة في مجال حقوق المرأة، إلى أن "إيران بلد له تاريخ طويل في القتال ضد الحكومات الوحشية، ولحسن الحظ، لعبت المرأة في معظم هذه النضالات دوراً نشطاً وقيماً، بل وأخذت زمام المبادرة في بعض هذه الحركات، وأصبحت مقاومة وشجاعة المرأة الإيرانية مثالاً للمقاتلين الآخرين في العالم، ومن خلال التعلم من مقاومة المرأة الإيرانية، تمكن المقاتلون من أعدائهم وانتصروا، وحصلوا على حقوقهم".

وأكدت أنه "منذ تأسيسها، قامت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائماً بقمع هؤلاء المقاتلين، وكما نعلم جميعاً، فقد تم خلال انتفاضة جينا أميني اعتقال عدد كبير من الشباب والشابات وإرسالهم إلى السجون ومراكز التعذيب، أو إطلاق النار عليهم في الطرقات، وفي الوقت الحالي، تمتلئ السجون الإيرانية بالمقاتلات اللاتي يمكن ذكرهن بالاسم وريشة مرادي وبخشان عزيزي وزينب جلاليان ومئات النساء الأخريات، ويعقد نظام مصاصي الدماء في إيران محاكم خاصة ويتهم هؤلاء الناشطات بارتكاب جرائم معادية للإسلام ويصدر أحكام قاسية عليهن ومنها الإعدام".

وشددت يلدا أحمد على تضامنها مع الناشطات في إيران "باعتباري امرأة من أفغانستان، أعلن تضامني مع نساء إيران وأعتقد أننا النساء، يمكننا العمل جنباً إلى جنب وبشكل متزامن في الحرب ضد الجهلة والمناهضين للمرأة، والحكومات الأصولية سواء الملالي أو حركة طالبان وفي مختلف البلدان التي يسيطر عليها الجهاديين، سوف نقاتل وننتصر".

 

 

"آمل انتصار النساء في جميع أنحاء العالم"

من جهتها قالت نيلوفار شوجا، إحدى المحتجات في الإقليم الشرقي لأفغانستان، عن رسالتها التضامنية مع المناضلات في إيران "أنا وأخواتي الإيرانيات نعيش في أرض حيث، باسم الحجاب، ومعاداة الإسلام وآلاف اللعنات الأخرى يصدر بحقنا حكم الإعدام"، لافتةً إلى أنه "عندما سمعنا نبأ إعدام وريشة مرادي شعرنا بالغضب، وقلت لنفسي أن جميع الأصوليين دائماً ما يفكرون في قمع المناضلين من أجل الحرية".

وأضافت "باعتباري واحدة من نساء أفغانستان، أعرب عن تضامني مع جميع أخواتي الإيرانيات المناضلات، ودعونا نتذكر أنه من خلال إعدام النساء الشجاعات، لا يمكنهم إسكات الحركة النسائية الإيرانية الغاضبة، وسيأتي اليوم الذي ينتهي فيه النظام الفاشي في إيران".