نساء حلبجة يكسرن القيود ويطالبن بالدعم الرياضي
في مدينة حلبجة بإقليم كردستان حيث كانت ممارسة الرياضة علناً من قبل النساء تعد تحدياً للأعراف، بدأت الفتيات تشكلن فرقاً رياضية وتخضن المباريات وتحلمن بالبطولات.

مهريبان سلام
حلبجة ـ في قلب مدينة حلبجة حيث تختلط ذاكرة المجازر برغبة الحياة، تنهض النساء من جديد وهذه المرة في ساحات الرياضة، بالرغم من أن الطريق لم يكن سهلاً فالمجتمع الذي طالما نظر إلى الرياضة النسائية بنظرة دونية، بدأ اليوم يتقبلها شيئاً فشيئاً.
في السنوات الماضية، واجهت نساء حلبجة تحديات اجتماعية كبيرة في سبيل ممارسة الرياضة، إذ كانت النظرة المجتمعية للفتيات الرياضيات، خاصة اللواتي يظهرن علناً، مليئة بالتحفظ والرفض، لكن اليوم وبفضل جهود النساء أنفسهن استطعن كسر هذه الحواجز، وأصبحت الرياضة النسائية أكثر قبولاً، وإن بقيت العقبات الاقتصادية تشكل العائق الأكبر أمام تطورها.
تقول بيمان زين الدين المشرفة على فريقي الفتيات لكرة الصالات والطائرة، وهي سكرتيرة نادي سيرواني حلبجة "كنت لاعبة كرة الصالات والطائرة بين عامي 2003 و2021، ثم انتقلت للعمل الإداري وما زلت مستمرة، في السابق كنا نخوض المباريات بست لاعبات فقط، دون بديلات أما اليوم فقد أصبح تشكيل الفريق أسهل، وعدد الفتيات في تزايد مستمر".
وأضافت "بعض الأهالي كانوا يعتقدون أن الرياضة ستؤثر سلباً على دراسة الفتاة، لكننا نؤكد دائماً أن التعليم يأتي أولاً، ثم الرياضة، لقد تجاوزنا العقبات الاجتماعية، ولم يتبق أمامنا سوى العقبات الاقتصادية".
وأشارت إلى أن الفرق النسائية لا تتلقى أي دعم مالي مما يصعب تأمين المستلزمات الرياضية أو المشاركة في البطولات "كل ما حققناه كان بجهودنا الذاتية فقط، خاصة في رياضتي كرة الصالات وكرة القدم، حيث كل شيء يحتاج إلى المال"، لافتةً إلى أن الدعم المؤسسي بات ضرورة ملحة.
ورغم التقدم الذي أحرزه نادي سيرواني حلبجة، ما زال العائق الاقتصادي يحد من الطموحات، في الوقت الذي بات فيه الأهالي أكثر تقبلاً لإرسال بناتهم إلى النوادي الرياضية، سواء في السباحة أو الجمباز أو الكاراتيه، وهناك اهتمام متزايد من الفتيات في خورمال وحلبجة بمتابعة الرياضة، لكن غياب التمويل يهدد هذا الزخم.
وفي ختام حديثها ناشدت بيمان زين الدين الأهالي أن يمنحوا الرياضة أهمية ويبعدوا أطفالهم عن شبكات التواصل الافتراضية، ويمنحوهم فرصة لممارسة الرياضة، داعية الحكومة والجهات المعنية إلى إعادة دعم الأندية دون تمييز "دخلت النساء عالم الرياضة ويجب أن يُمنحن الاهتمام الذي يستحقنه".