ندوة حوارية في حلب حول حقوق المرأة وأزماتها المعاصرة
ناقش مجلس المرأة الديني ومنظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة خلال ندوةً حوارية في مدينة حلب السورية، دور المرأة في نهضة المجتمعات وأهمية إنصافها وإبراز مكانتها.
سيرين محمد
حلب ـ ناقشت مشاركات في ندوة حول قضايا تتعلق بحقوق المرأة في الإسلام، دورها عبر العصور والتحديات الاجتماعية الراهنة، إضافة إلى ظاهرة الانتحار، والقرارات الجديدة التي أقصت الأم من حق الوصاية على أطفالها.
نظم مجلس المرأة الديني ومُنظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة ندوةً حوارية، اليوم الاثنين 22 كانون الأول/ديسمبر بعنوان "تكريم المرأة في الإسلام والصراع الكوني لإثبات الوجود"، وذلك في قاعة اجتماعات مجلس سوريا الديمقراطي في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب السورية، بحضور عدد من الشخصيات النسوية المُستقلة وعضوات من الأحزاب السياسية والمؤسسات المدنية.
وأدارت الناطقة باسم منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة أمل إسماعيل، المحور الأول بعنوان "حقوق المرأة والمساواة وتكريمها في الإسلام الحقيقي"، والمحور الثاني بعنوان "من الصراع الكوني لإثبات الوجود إلى أزمة الانتحار"، وأوضحت أن اختيار هذه القضايا وتسليط الضوء عليها أمر ملح، كونها تعكس ظواهر بارزة في المجتمعات وتشكل تحديات جدية تحد من دور النساء، مما يستدعي البحث عن حلول عملية لمواجهتها والحد من آثارها السلبية.
تكريم الإسلام للمرأة
وتولت نسرين إبراهيم، الإدارية في مجلس المرأة الديني، قراءة المحور الأول، أشارت خلالها إلى أن تناول قضية حقوق المرأة في الإسلام هو في جوهره حديث عن تكريم إلهي سبق جميع المواثيق البشرية، مؤكدةً أن التشريع أنصف المرأة، ومنحها حقوقها كاملة، وحافظ على كرامتها وارتقى بمكانتها، في وقت كانت فيه المرأة تُهان وتُجرد من إنسانيتها في كثير من الحضارات الأخرى.
بعدها قرأت عضوة منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة زينب عليكو المحور الثاني، والذي أشارت من خلاله إلى دور النساء الذي برز عبر العصور وساهم في إثبات هويتها وذاتها بين الأسرة والمُساهمة الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية والدينية، وصولاً بها إلى النضال الفكري والأدبي والفني في العصور الحديثة والمعاصرة.
ظاهرة الانتحار
ولفتت إلى أن المرأة اليوم تُواجه مشاكل اجتماعية مُتعددة، منها غياب الوعي أي عدم إدراك حقوق المرأة، والجهل بأضرار العنف المُمارس عليها، واستخدام القوة لإخضاعها لقراراتٍ وقوانين ذكورية، وكل هذه الضغوطات الاجتماعية تؤدي بها للجوء إلى ظاهرة مُنتشرة بكثرة ألّا وهي الانتحار لتكون هذه الظاهرة الأكثر تَصدراً في المشهد المجتمعي.
الإسلام المُضاد
عقب ذلك فُتح باب المداخلات والنقاشات أمام الحاضرات، حيث شددت زينب قنبر، الإدارية في مكتب المرأة بمجلس سوريا الديمقراطي، على أهمية النظر إلى الأديان باعتبارها ثورات أخلاقية تحمل رسائل وأهداف يمكن إسقاطها على واقعنا المعاصر، وأوضحت أن الإسلام مرّ بمراحل متعددة، فكان ديناً أرستقراطياً وديمقراطياً سعى إلى تحقيق المساواة والإنصاف بين الرجل والمرأة، ومنح النساء حقوقهن وصان كرامتهن، غير أن الزمن أفرز ما سمّته بـ "الإسلام المضاد"، المرتبط بالسلطات الحاكمة، حيث يلعب بعض المفتين دوراً في شرعنة ممارسات تخدم مصالح تلك السلطات وتتماشى مع أهدافها.
إقصاء الأم السورية من حق وصاية أطفالها
في مداخلة أخرى، تناولت ميس شاشو، الإدارية في مجلس الشهيدة شيلان، الواقع الراهن واصفةً إياه بـ "الجاهلية الجديدة" التي تشهدها سوريا تحت حكم جهاديي هيئة تحرير الشام ذوي الذهنية الداعشية، وأكدت أن المرأة كانت على مدى أربعة عشر عاماً من الحرب المحاربة الأولى، تتحمل العبء الأكبر في مواجهة التحديات "أن السلطة الجهادية أصدرت مؤخراً قراراً يقصي الأم من حق الوصاية على أطفالها، مانحاً هذا الحق للأب أو لأي ذكر من عائلة الأب، وهو ما يُعد تهميشاً صارخاً للأم ولجميع النساء داخل الأسرة".