ندوة في تعز لتسليط الضوء على الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة

تعاني النساء في اليمن من حرمانهن من حقوقهن الأساسية، مما يجعلهن ضحايا صراعات تحرمهن من الأمل في مستقبل أفضل.

هالة الحاشدي

اليمن ـ أقيمت في مدينة تعز اليمنية ندوة بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة ضد المرأة، تحت عنوان "المرأة اليمنية خلال الحرب: ضحية للعنف المركب"، لتسليط الضوء على مختلف الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة اليمنية.

في ظل النزاع الذي يعيشه اليمن، تبرز المرأة اليمنية كعصب حيوي يُجسد الصمود والتصميم على الحياة، إلا أن وراء هذا الظهور القوي تكمن تجارب مأساوية لعنف مركب، حيث تتنوع أنماط الانتهاكات وتتشابك لتفرض قيوداً غير مرئية على حياتهن.

حيث أشارت إحصائيات منظمات حقوق الإنسان إلى ارتفاع ملحوظ في حالات العنف ضد النساء، بما في ذلك العنف المنزلي، والاعتداءات الجنسية، والتمييز الاقتصادي.

وقد سلطت ندوة نظمت في تعز أمس الثلاثاء 26 تشرين الثاني/نوفمبر، الضوء على قصة المرأة اليمنية كتجسيد لواقع مرير، وتخللت الندوة نقاشات حول سبل دعمها واستعادة حقوقها المسلوبة.

وأكدت صباح راجح خلال كلمتها في الندوة على أهمية دعم وصول المرأة إلى حقوقها، بما يحافظ على عادات وتقاليد المجتمع "المجتمع اليمني يحتاج إلى رؤية واضحة لدور المرأة، فهناك أخلاقيات وسلبيات يجب التصدي لها"، داعيةً إلى ضرورة تعليم الفتيات لتصبحن قادرات على تحقيق استقلالهن اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، مشيرةً إلى أهمية رفع وعي الجيل الجديد بدور المرأة في المجتمع.

من جانبها، تحدثت نوال علي عن أهمية مكافحة العنف ضد المرأة، سواء من خلال الزواج المبكر أو العنف الأسري أو الابتزاز الخارجي "في اليوم العالمي للمرأة، نؤكد على أهمية تعزيز النقاشات النوعية بين الرجال والنساء لمواجهة العنف وتوعية الرجال بدورهم على احترام المرأة ودعمها".

كما أشارت إلى ضرورة التصدي للابتزاز الإلكتروني والعنف بجميع أشكاله، مشددةً على مكانة المرأة كونها نصف المجتمع، وداعيةً إلى الالتزام بحمايتها.

من جانبها سلطت هيام سيف الضوء على تعدد أشكال العنف ضد المرأة "العنف لم يعد مقتصراً على الضرب، بل يشمل حرمان المرأة من التعليم والعمل وحتى حقوقها كأم أو زوجة، وهناك أيضاً العنف الإلكتروني واللفظي، والجسدي والعاطفي"، مضيفةً أن التحطيم النفسي وحرمان المرأة من حقوقها الأساسية يمثلان وجهاً آخر للعنف الذي تفاقم بسبب النزاع الدائر في اليمن.

وأوضحت أن العنف منتشر في كل مكان في المنزل والشارع، وحتى في مواقع التواصل الاجتماعي، والنزاع كان من أكبر الأسباب التي عمّقت معاناة المرأة، حيث تعرضت للتهجير وفقدان فرص التعليم والعمل، مؤكدةً أن هناك نساء تقاومن الظروف القاسية وتثبتن أنهن قادرات على مواجهة التحديات، رافضات الاستسلام لهذا الواقع الأليم.

اختُتمت الندوة بالدعوة إلى تعزيز الجهود المجتمعية لدعم المرأة اليمنية، وتوفير بيئة آمنة تحترم حقوقها وكرامتها. كما تم التأكيد على أهمية إشراك مختلف فئات المجتمع في مواجهة العنف ضد المرأة، وبحث حلول عملية ومستدامة تعيد للمرأة اليمنية صوتها وحقوقها المسلوبة.