ندوة "المرأة والثقافة المجتمعية"... رؤية جديدة لأدوار النساء

ضمن الفاعليات الثقافية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54 عقدت منظمة المرأة العربية ندوة، لمناقشة إمكانية تغيير النظرة القائمة للنساء ووضع رؤية جديدة لأدوارهن الاجتماعية تساعدهن في تغيير نمطية تلك الصورة.

أسماء فتحي

القاهرة ـ تعاني النساء في مختلف البلدان من نظرة نمطية تتعلق بدورهن المجتمعي وكأن هناك أتفاق عام على تلك الوضعية وهو الأمر الذي اقتضت معه الضرورة العمل على هذا التنميط الذي بالتبعية يؤثر سلباً على قدرة النساء على الاتساق والعمل الجاد في مسار تطلعاتهن الثقافية والسياسية.

منظمة المرأة العربية تمكنت من تسليط الضوء على قضايا النساء من خلال ندوتها التي عقدت أمس الاثنين 6 شباط/فبراير، تحت عنوان "المرأة العربية والثقافة المجتمعية"، ضمن فاعليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54.

 

علاقة المرأة بالثقافة المجتمعية تحتاج لوقفة حقيقية

 

 

أكدت المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية فاديا كيوان على أن الثقافة المجتمعية عادة ما تنشر صور نمطية عن النساء وأغلبها سلبي علماً بأن النساء شريك أساسي في إنتاج ثقافات الدول المختلفة ونشرها، لافتةً إلى أن تلك القضية تحتاج لتكاتف من أجل مواجهتها وإيجاد حلول لها لتحجيم تأثيرها على مسارات النساء.

وأوضحت أن المنظومة الثقافية تبدأ من الأهل والجيران وتصبح عادات وتقاليد مجتمعية ومن ثم تُخلق الثقافة السائدة، معتبرة أن المرأة أيضاً يقع على كاهلها عبء تغيير تلك الأفكار في محيطها الضيق ومنه للمجتمع الأوسع، معتبرة أن النساء القويات في المجالات المختلفة اقتصادية كانت أو سياسية قادرات على التغيير والتأثير المباشر.

وأضافت أن المجتمع أساس تكوينه الرجل والمرأة معاً ولن يمكنه النهوض والمواصلة والإنجاز بدون تلك الشراكة وهو ما يمكنه خلق بيئة أكثر اتزاناً وقدرة على مواجهة الأزمات أياً كان حجمها وتبعات تأثيراتها المختلفة.

 

لأدوات الإعلام الجديد والوسائط المتعددة دور في إنتاج ثقافي جديد عن المرأة

وعلى هامش الندوة أكدت الصحفية النسوية رنيم العفيفي على أن "لوسائل الإعلام المتنوعة دور في تغيير الصورة النمطية للنساء ومعالجة ما يعانونه من خلل بخطاب حساس للنوع الاجتماعي موجه لكلا الجنسين من شأنه أن يعالج الأزمات العالقة بينهما ويحفز على التعريف أكثر بقضايا المرأة المتنوعة".

وأوضحت أن لها تجربة عمل بدأت منذ 10 سنوات تمثلت في تأسيس مشروع صغير ومستقل استهدفت من خلاله اقامة امتداد للصحافة النسوية، موضحةً أن مصر فيها أقدم صحافة نسوية في المنطقة بدأت عام 1892 مع مجلة الفتاة واستمرت في التطور، ومع مرور الوقت تعددت المجلات النسائية التي كانت تتناول قضايا النساء كالتعليم والعمل والمشاركة السياسية.

ولفتت إلى أن "الفترة التي سبقت ثورة 25 كانون الثاني/يناير لم يكن هناك اهتمام بقضايا النساء العميقة والأزمات التي تمر بها خاصة تلك المطبوعات التي لا تصدر عن مؤسسات نسوية واكتفوا بقصر هذا الملف على الموضة والمكياج والتعاملات مع الزوج والأبناء فبات هناك تعزيز للصور النمطية من خلال الصحافة"، مؤكدةً على أن وجود تطور بعد تلك الفترة مع فتح المجال العام ومواقع التواصل الاجتماعي وما رافق ذلك من استخدام أدوات الإعلام الإلكتروني للتعاطي مع قضايا النساء وتبنيها.

واعتبرت رنيم العفيفي أن للإرادة السياسية دور كبير في التغيير "درية شفيق اعتصمت بنقابة الصحفيين في عام 1954 واستجابت لها الإرادة السياسية وبالنظر لثورة 1919 التي خرجت فيها النساء ولم تحقق مكتسبات سياسية نجد أن هذا الأمر قد حال دون حدوثه رفض الإرادة السياسية لذلك"، مؤكدةً على أن التغيير يحتاج لتوافق الإرادة السياسية مع الحراك العام ليتم ترجمة ما يمارسه المجتمع النسوي من ضغوط لقوانين وإجراءات حامية ملبية للاحتياجات.

 

 

التكاتف ضروري لتغيير نظرة وثقافة المجتمع

قالت مديرة الدراسات في منظمة المرأة العربية الدكتورة هند الشلقاني إن "هناك برنامج عمل رئيسي حول تغيير الصور النمطية للمرأة، والندوة سلطت الضوء على رؤية جديدة لصور وأدوار النساء".

وأكدت على أن "للحكومة دور كبير في دعم قضايا النساء بعدد كبير من الدول العربية على مستوى التشريعات، معتبرةً أنه ورغم تلك المكتسبات ترى أن الحكومة عليها تبني طرح ثقافي شمولي يشارك به مختلف القوى المجتمعية للعمل من أجل التغيير الحقيقي لكسر الحلقة المفرغة الخاصة بالحداثة والتغيير والخطاب المتطرف الموجه للنساء في عدد من الدول".

وأضافت الدكتورة هند الشلقاني، "أنه رغم المكاسب التي حققتها النساء على الصعيد التشريعي وتعزيز مشاركتها السياسية والاقتصادية، فإن هناك مفارقة مفادها استمرار السياق الثقافي  المميز ضد النساء، وبأن جهود الحكومة لا تقضي على جذور المشكلة الثقافية وأن الدول العربية بشكل عام في مقاربتها لقضية التغيير في وضع المرأة لم تستند إلى رؤية ثقافية كلية تم العمل على بلورتها ثم بدأ تفعيلها، إنما تبنت منظوراً براجماتياً جزئياً".