مشاركات في لقاء تضامني مع الموقوفين: العمل الإنساني ليس جريمة
بمشاركة فنانين وممثلي المجتمع المدني، نظمت عائلات الموقوفين لقاءً تضامنياً في العاصمة التونسية، أكدوا خلاله مساندتهم للموقفين داخل السجون والنضال من أجل تحقيق العدالة.

نزيهة بوسعيدي
تونس ـ يواجه الناشطين في تونس انتهاكات عدة لعملهم الإنساني والتعبير عن آرائهم، حيث أنهم يتعرضون للاعتقال والسجن والحرمان.
بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري نظم أمس الأحد 23آذار/مارس، عائلات الموقوفين لقاءً تضامنياً في العاصمة التونسية حضره فنانين وممثلي المجتمع المدني للتعبير عن مساندة العمل المدني وحرية التعبير، وأكدت المشاركات عن مواصلة النضال من أجل تحقيق العدالة لأن العمل الإنساني ليس جريمة.
وفي هذا الاطار قالت الناشطة بالمجتمع المدني لبنى سعيدي "اجتمعنا اليوم لمساندة شريفة رياحي وعائلتها وجميع المعتقلين بسبب عملهم المدني والإحاطة بالمهاجرين خاصةً من جنوب الصحراء، الذين مكثوا في السجن طيلة 10أشهر ورغم طول المدة تنتظر عائلاتهم أن يكون الحكم عادلاً خاصةً بعد أن سقطت تهم الفساد وتبييض الأموال وظلت تهم إيواء الأجانب والتي تمت في إطار التعاون مع الحكومة في هذا المجال".
وأشارت إلى أن هذا اللقاء التضامني جمع المساندين من ناشطين وفنانين ليقولوا كفى ظلماً "كان يمكن محاكتهم وهم في حالة إطلاق سراح لأن لديهم عائلات وهناك من لديها رضيعة وطفل وهناك من لديهم حالات اجتماعية لذلك نستطيع القوال أن هؤلاء لا يمثلون خطراً ومكانهم ليس في السجن".
من جانبها قالت ليلى الرياحي من لجنة التضامن "نحيي اليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري وتونس كانت سباقة لإلغاء الرق والعبودية, وعلى الرغم من وجود القانون رقم 50 الصادر في 2018 الذي يجرم التمييز العنصري, نعيش اليوم في وضع سيء ومشحون بخطابات الكراهية وبالمعلومات الزائفة والمظللة ، في ظل انتهاكات تمارس بحق المهاجرين وملاحقات قضائية واعتقالات لنشطاء بالمجتمع المدني بسبب العمل الإنساني"، مؤكدةً أن كل هذا وأكثر بسبب بناء وتأسيس سردية اعتبرها سردية مهينة للتاريخ التضامني في تونس.
ومن جانبها قالت ضحى النحيلي من لجنة التضامن "فتحت تونس أبوابها على مدى التاريخ للجميع لكن أصبح اليوم الكلام جريمة، لقد قمنا بثورة لكننا عدنا إلى الوراء وتونس التي تعاقبت عليها حضارات كثيرة أصبحت اليوم تتبرأ من أفريقيا"، مشددة على أهمية دور الفنانين في مجال المساندة لأنه عنوان الرقي في المجتمع.
وقالت الممثلة المسرحية بسمة العشي عندما أرى صور الموقوفين وأسمع شهادات العائلات أشعر بالعجز وأشعر بالألم لأننا عدنا إلى الوراء بعد أن قمنا بثورة، أصبحنا نخشى القيام بالعمل الجمعياتي لأننا نرى أناساً في السجن أمثال سنية الدهماني وشريفة الرياحي ولم نستطع فعل أي شيء لهم".
رسالة شريفة الرياحي
وكانت شريفة الرياحي قد كتبت رسالة وهي في السجن قالت فيها "أود أن أتوجه بخالص الشكر لكل من وقف إلى جانبي عائلتي، أصدقائي، والمجتمع المدني، شكراً لكم جميعاً، فقد كان تضامنكم مصدر قوة لي في هذا الوقت الصعب، إن هذا التضامن لا يُقدّر بثمن.
أود أن أبدأ برسالة إلى محاميي أطالب فيها بتسريع إجراءات التعقيب، وذلك من أجل تحديد جلسة في أقرب وقت ممكن، لم أندم أبداً على عملي في المجال الإنساني، من غير العدل أن تتم إدانة الأشخاص بسبب التزامهم في مجال العمل الإنساني، لم يكن سجني في حد ذاته أسوأ التجارب، بل كان أسوؤها حرماني من زيارة مباشرة مع طفليّ، اللذين يبلغ أحدهما من العمر عاماً والآخر ثلاثة أعوام، حيث لم يُسمح لهما بزيارتي بشكل مباشر، مصحوبين بأحد أفراد عائلتي.
كما تم حرماني من إرضاع طفلتي التي كانت لا تتجاوز ثلاثة أشهر وقت اعتقالي، وظل ارتباطي بابنتي وإرضاعها مشروطًا بوجودها معي في السجن، في حين أنني طلبت حلاً بسيطًا للغاية، يتمثل في إرضاع ابنتي يومياً في غرفة مخصصة، ثم إعادة تسليمها إلى أمي.
إن إجراءات الزيارة المباشرة مع أطفالي كانت بطيئة ومعقدة إلى درجة كبيرة، حتى يمكنني القول إنها تشبه عملية تعذيب للسجينات، خاصة اللواتي يتم إحالتهن بموجب قانون 2015 لمكافحة الإرهاب وغسيل الأموال.
السجن يجب أن يكون استثناءً، لم أرغب في تسليط الضوء على قضيتي في وسائل الإعلام، لأنني لم أريد أن أمارس ضغطاً على العدالة، أنا واثقة من براءتي وكان لدي إيمان قوي بعدالة نزيهة، اليوم، قرر القاضي إسقاط التهم المتعلقة بغسيل الأموال، ومع ذلك لازلت اقبع في السجن، وأدفع ثمن التزامي ونشاطي في مجال العمل الإنساني".