"مش من حقك تهرسلني"... حملة توعوية لمحاربة العنف الرقمي ضد النساء
نظمت جبهة المساواة وحقوق النساء بتونس، حملة توعوية وُجهت للطالبات والطلبة للتنبيه من خطورة الصمت إزاء العنف بمختلف أشكاله وخاصة الرقم، والتي جاءت ضمن سلسلة فعاليات اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.
زهور المشرقي
تونس ـ دعت ناشطات حقوقيات ومدنيات إلى كسر حاجز الخوف والصمت والتبليغ عن العنف السيبراني الذي يٌحاصر النساء من كل جهة ويفرض رقابة عليهن ويمنعهم من النشاط عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ضمن حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، نظمت جبهة المساواة وحقوق النساء، بالمعهد العالي للعلوم الإنسانية "ابن شرف" بتونس، حملة توعوية وُجهت للطالبات والطلبة للتنبيه من خطورة الصمت إزاء العنف بمختلف أشكاله وخاصة الرقمي، وتفاعل الحاضرون بتجارب متنوعة تبرز الوعي الواضح وعدم الخوف من التبليغ والتنديد بالعنف.
وقالت الناشطة الحقوقية فتحية البدوي، إن العنف السيبراني عبر مواقع التواصل الاجتماعي هو عنف يمارس في فضاء محدود عبر صفحات أو رسائل خاصة وتكمن خطورته في الصمت تجاهه نتيجة الخوف من ردة فعل الأسرة والمحيط حيث تُحمل المرأة المسؤولية دائماً، فتختار الضحية السكوت.
وأكدت أن عدم استيعاب خطورة العنف الرقمي من قبل الأسرة التونسية يدفع بتوسع الآفة وانتشارها "حين تختار المراهقة الصمت سيوسع المعنف دائرته وهرسلته، وقد يصل الأمر إلى إشكاليات كبيرة، خاصة وأن السكوت دائماً ما يكون نتيجةً للجهل بالقانون الذي تتمكن الضحية عبره من معاقبة المعنف ومحاسبته".
وأفادت بأن السلطات من مسؤوليتها التحرك وتوعية النساء والفتيات التونسيات بالتشارك مع المجتمع المدني الذي يلعب دوراً كبيراً في مسألة الإرشاد والنصح وإيصال المعلومات للمتضررات حتى تبلغن دون خوف من أي خطوة يمكن أن يتخذنها.
ودعت الفتيات إلى التبليغ واتخاذ الإجراءات القانونية التي ينص عليها القانون 58 لمناهضة العنف ضد النساء الصادر عام 2017، متطرقة إلى الآثار النفسية المضاعفة لهذا النوع من العنف كالاكتئاب والانتحار.
ولفتت إلى أن العنف السيبراني خطير ويدفع إلى عرقلة النساء وأعمالهن "بعضهن تعملن عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهو مصدر رزق لهن ونحن نرفض منعهن من التواجد في هذه الفضاءات التي نحاول أن تكون آمنة لهن وتحفظ كرامتهن".
وأضافت أن حملة "مش من حقك تهرسلني'" هدفها توعية النساء والفتيات والتشديد من خلالها على أن وجود النساء لا يمكن لأي طرف التحكم فيه أو منعه، ومن حقهن أن تكن ناشطات وأن تعملن دون تضييقات وهرسلة وتخويف وترهيب فقط لأنهن نساء، مشيرةً إلى أن التنمر عبر مواقع التواصل بسبب اللون أو الشكل أو اللهجة أو الجنس يعاقب عليه القانون وهو ما لا تفهمه بعضهن.
واعتبرت أن التضييقات تجعل الفضاءات الرقمية غير آمنة وقد تدفعهن إلى التراجع عن أعمالهن ونشاطاتهن وهو ما تريده العقلية الذكورية والنظام الأبوي الذي يتعمق من هذا التوجه ويخدم مشروعه.
وقالت إن العنف الرقمي عادة ما يخرج من فضاءه الضيق إلى الواقع ويكبر حين تصمت الضحية إزاء هذه التضييقات الخطيرة والهرسلة، ويؤثر أيضاً على الاستمرارية الاقتصادية للعاملات عبر الإنترنت خوفاً من تبعات ذلك العنف.
وحذرت من ترك ضحايا العنف الرقمي وحدهن دون دعم نفسي واجتماعي، وتشجيعهن على التبليغ ومقاضاة المعنف، مشددةً على ضرورة تسليط الضوء على العنف الرقمي والذي بات أمراً ملحاً لوقف آلة استهداف مستمرة من وراء شاشة الكمبيوتر.