مقتل خمس نساء في أفغانستان خلال أقل من شهر

في أفغانستان التي تحكمها طالبان، ارتفعت معدلات القتل والعنف ضد المرأة بشكل غير مسبوق، حيث قُتلت خمس نساء هذا الشهر.

بهاران لهيب

أفغانستان ـ تتزايد عمليات قتل النساء في أفغانستان كل يوم، لكن الأمر الأكثر إيلاماً هو أن مرتكبي هذه الجرائم لا ينالون عقابهم، كما يحاول الأصوليون أمثال طالبان وداعش جعل ثقافتهم مهيمنة، من خلال قمع النساء والمثقفين في المجتمع.

خلال فترة حكم طالبان منذ ثلاث سنوات، كان أي صوت يرتفع، حتى لو كان ضعيفاً، يشعر بأن هذه الكلمات قد تثير الوعي وتحشد الناس، وخاصة النساء، فسعى على الفور إلى قمعه وإسكاته.

في هذه الأيام، بالإضافة إلى جرائم قتل النساء، تعرض العديد من الأهالي للجلد العلني وحتى للانتقام، وقد لاقت هذه الإجراءات ترحيباً دائماً من قادة طالبان، حيث يتم تنفيذ جميع القوانين والأنظمة التي أعلنوها منذ ثلاث سنوات من قبل الملا هيبة الله أخُند زاده، لقد حولوا حياة الناس، خاصة النساء، إلى جحيم، ويعاني الناس كل يوم من آلام الفقر والبطالة والجوع والإهانات والإذلال.

وهناك إحصائيات حول جرائم قتل النساء في أفغانستان، ويمكن القول بكل تأكيد أن عدداً محدوداً فقط من هذه الجرائم يتم الإبلاغ عنها في وسائل الإعلام، حيث أقدمت فتاة مراهقة على الانتحار في منطقة إنجيل بولاية هرات، في 23 آذار/مارس، والدها أحد الملالي المتنفذين.

في 27 آذار/مارس، في منطقة شيرين تاجاب بولاية فارياب، أشعل رجل النار في زوجته، وبعد ثلاثة أيام ألقت امرأة تبلغ من العمر 24 عاماً بنفسها من سطح منزلها في مدينة لشكركاه بإقليم هلمند وأنهت حياتها.

وفي الأول من نيسان/أبريل، أقدمت امرأة في منطقة بانجي بولاية تخار على شنق نفسها في منزلها ليلاً وأنهت حياتها.

وفي مديرية خونجان بولاية بغلان، قُتلت امرأة وشقيقا زوجها بسبب نزاع عائلي، في 17 نيسان/أبريل.

لا تظهر الإحصائيات والحوادث المسجلة إلا جزءاً صغيراً من العنف المنتشر ضد المرأة في أفغانستان التي تحكمها طالبان، في حين أن النساء ضحايا للقمع والتمييز والقتل كل يوم، وإن الافتقار إلى حرية وسائل الإعلام والحرمان من العدالة أبقى هذه المآسي مخفية عن أنظار العالم، وإن استمرار هذا الوضع لا يشكل إنذاراً خطيراً لحقوق المرأة فحسب، بل ولجميع القيم الإنسانية في أفغانستان.