مقدس أردوغدو: يجب اتخاذ خطوات ملموسة ضد نموذج الحل في القرن الـ 21

قالت الكاتبة مقدس أردوغدو عضوة المبادرة النسائية "أنا بحاجة إلى السلام"، إن قرار مؤتمر حركة التحرر الكردستانية يتضمن تغييرات جذرية ونموذج حل القرن الحادي والعشرين، مؤكدة أنه يجب على الحكومة الآن اتخاذ خطوات ملموسة.

أرجين ديليك أونجل

آمد ـ عقدت حركة التحرر الكردستانية مؤتمرها الثاني عشر بناءً على دعوة "السلام والمجتمع الديمقراطي" التي أطلقها القائد عبد الله أوجلان في 27 شباط/فبراير الماضي، أعلنت فيه "حل الهيكلية التنظيمية وإنهاء الكفاح المسلح".

بعد دعوة القائد عبد الله أوجلان وقرار حركة التحرر الكردستانية بإلقاء السلاح، تتجه الأنظار الآن إلى الدولة التركية، ولكي تتكلل العملية بالسلام والتحول الديمقراطي، يطالب الشعب البرلمان والحكومة وجميع الأحزاب السياسية بتحمل مسؤولياتهم.

وفي هذا السياق، قيمت الكاتبة مقدس أردوغدو، إحدى الناشطات اللواتي تناضلن من أجل دمقرطة تركيا منذ سنوات وعضوة في المبادرة النسوية "أنا بحاجة إلى السلام"، قرارات المؤتمر.

 

"لقد تجرأوا على بدء العملية من النهاية"

أشارت مقدس أردوغدو إلى أن حركة التحرر الكردستانية ظهرت بـ "مظهر التمرد الأخير" ضد سياسات تجاهل الشعب الكردي "في السابق، لحل هذه المشاكل الصعبة، كان لا بد من اتخاذ خطوات سياسية أولاً، ووضع إطار سياسي، ووضع مبادئ دستورية، وإحدى الخطوات الواجب اتباعها، حتى الأخيرة منها، هي إلقاء السلاح. ومع ذلك، في تركيا، تجرأ من يخوض هذا النضال، أي هيئته الرئيسية، وقائده، وكادره الأكثر مسؤولية، على البدء من النهاية".

وأوضحت أن أكبر عائق أمام الوحدة التركيّة الكرديّة والتحول الديمقراطي كان لسنوات طويلة الكفاح المسلح "الآن أعلنت حركة التحرر الكردستانية عن حل الهيكلية التنظيمية لها. ومع ذلك، فإن التصريحات التي نسمعها من الدولة التركية تفيد بأن جهاز الاستخبارات الوطني التركي (MİT) يجري المحادثات اللازمة، لكنه لا يستطيع تجاوز ذلك. قال الرئيس فقط إن "القائمين بالأعمال سيُستثنون"، وتحدث كما لو كان يُبدي نوعاً من الاستعلاء. تعيين القائمين بالأعمال غير قانوني بالفعل، كما أن السجون ممتلئة بعشرات الآلاف من السجناء السياسيين، 90% منهم مسجونون بسبب مشاركتهم في الحركة السياسية الكردية".

 

"لا يمكن العودة إلى الوراء"

في المؤتمر الثاني عشر لحركة التحرر الكردستانية، تم الحديث عن أن "حركة التحرر الكردستانية، ظهرت على الساحة التاريخية كحركة تحرر لشعبنا ضد سياسة إنكار وإبادة الكرد التي تستمد جذورها من معاهدة لوزان ودستور 1924" وحول ذلك قالت قال مقدس أردوغدو "لوزان كانت السبب الرئيسي للاضطرابات. بدأ هجوم على لوزان، لكن لا ينبغي اعتبار هؤلاء الأطراف المعنيين الرئيسيين. هناك قول مأثور في مثل هذه الأوضاع الصعبة (لقد خرج الجني من القمقم)، خرج منذ 8 أكتوبر، وهو مستمر في طريقه. القوى التي تحاول عرقلة هذا المسار، سواء كانت من الحكومة أو المعارضة، أو حتى من القوى القديمة المناهضة، أو من الأوساط العنصرية والقومية، لم يعد بإمكانها إيقاف هذه العملية".

 

مصدر عدم ثقة الشعب الكردي بالدولة التركية

قيّمت مقدس أردوغدو عدم ثقة المجتمع الكردي بالدولة التركية في هذه العملية "مصدر عدم الثقة هذا هو هيمنة الأجنحة القومية التركية والشوفينية والعنصرية،

 

"على جميع الشرائح أن تتبنى هذه العملية"

وأكدت مقدس أردوغدو أنه "يجب على الدولة اتخاذ خطوات لإنهاء هذه العملية، أولاً وقبل كل شيء، مناقشة وضع السجناء المرضى، ويجب رفع العزلة عن القائد عبد الله أوجلان الذي قال "لا يهم أين سأبقى" فمن خلال هذا الموقف المهم والناضج، يجب أن يرى الجميع هذا الأمر ويثقون به، ولكن هناك وزير عدل غير مسؤول لدرجة أنه يقول "حق الأمل ليس على جدول أعمالنا"، فإذا أرادت هذه الدولة أن تطرح إرادة للحل، فعليها أولاً أن تزيل هذا التناقض، وعلى المعارضة الرئيسية وجميع المجموعات التي تطالب بالحقوق والقانون والعدالة أن تتبنى هذه العملية، وقد قدم حزب الشعب الجمهوري إشارة إيجابية في هذا الصدد، ومع ذلك، يحتاج هذا الحزب تبني مطالب ملموسة لسجناء إمرالي، لذلك لا يمكن لوزير العدل في الدولة التي وضعت الحل على جدول أعمالها أن يتحدث بهذا الشكل، ويمكن لحزب الشعب الجمهوري أن يقول هذا بوضوح شديد لأن نفس السياسة يتم تطبيقها حالياً على حزب الشعب الجمهوري الذي يهاجمه حزب العدالة والتنمية، وبهذا المعنى، تدور حرب سياسية داخلية بين الحزبين".

ولفتت إلى أنه "إذا أراد حزب الشعب الجمهوري التخلي عن خط الماضي في هذه القضية وتطوير القيادة الفعلية للنضال من أجل الحقوق والقانون والعدالة في نظر المجتمع الغربي، فعليه أن يتبنى ذلك مباشرة"، قائلة "أنا أصف النضال الكردي بأنه ثورة قومية كردية، لأن هذه العملية كشفت أن هناك مشكلة ديمقراطية في تركيا، وأن قرار حركة التحرر الكردستانية بحل هيكليته التنظيمية ينطوي على تغييرات جذرية".

 

"يجب على الدولة خلق الثقة لدى الشعب"

أكدت مقدس أردوغدو على ضرورة أن تتخذ الدولة إجراءات لزيادة ثقة الشعب بها "هناك حاجة إلى كسب ثقة الشعب، ينبغي سحب الأوصياء على الفور، وإطلاق سراح أكرم إمام أوغلو، وعلى حزب العدالة والتنمية إعادة خوض الانتخابات الرئاسية، وكونه رئيس بلدية يجب أن يكون مكانه على رأس بلدية إسطنبول وليس سجن سيليفري".

 

"المرأة في عمليات السلام"

لفتت مقدس أردوغدو الانتباه إلى دور المرأة في عمليات السلام "أنشأت المرأة في مبادرات السلام السابقة منظمة خاصة وناضلت من أجل السلام الذي شكل نضال من أجل الديمقراطية والحقوق والقانون في تركيا ذات النظام الأبوي الذي تعد فيه النساء الفئة الأكثر اضطهاداً، فقد كن دائماً في طليعة النضال، ووُلدت هذه الروح الريادية من رحم النضال الكردي نفسه. دعونا نتأمل الصدمة التي أحدثها انتفاضة Jin Jiyan Azadî، فكما أن فترات الحرب هي أكثر الفترات قهراً على المرأة، فإنها للأسف في العالم كله حيث يوجد نظام أبوي ذكوري تتحمل عبء وقت السلم، لذلك يجب أن تظهر المرأة على الساحة السياسية كفاعلة قوية".

 

"المرأة ضمانة المجتمع الديمقراطي"

وذكرت مقدس أردوغدو أن مبادرة "أنا بحاجة إلى لسلام" النسائية التي تأسست في شباط/فبراير الماضي مثال مهم يمكن أن يشارك في عملية السلام "بالطبع، ما يجب القيام به لا يقتصر على المبادرة، يجب على المنظمات النسائية في الأحزاب السياسية، والنقابات، وجميع المنظمات الجماهيرية الديمقراطية، والبرلمانيات أن يرددن السلام والديمقراطية في كل مكان، لأننا بحاجة إلى مجتمع ديمقراطي، وضمان ذلك هي المرأة، فبدون أن تكون المرأة حرة، وبدون أن تتنفس هواء الديمقراطية، لا يمكن للمجتمع أن يكون حراً".