منظمات إنسانية تطلق نداءً عاجلاً لإنقاذ اليمن من كارثة إنسانية جديدة

دعت 116 منظمة إنسانية من بينها وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات دولية ومحلية، إلى تحرك دولي عاجل لمنع اليمن من الانزلاق نحو أزمة إنسانية أشد خطورة.

اليمن ـ يشهد اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث تتفاقم المعاناة نتيجة النزاع المستمر وتدهور الأوضاع الاقتصادية، في ظل تراجع الدعم الإغاثي وتقليص حجم المساعدات.

دعت 116 منظمة إنسانية اليوم الأربعاء 21 أيار/مايو، من بينها وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات دولية ومحلية، إلى تحرك دولي عاجل لمنع اليمن من الانزلاق نحو أزمة إنسانية أشد خطورة، محذّرة من أن فجوات التمويل الحادة تُهدد بتقويض الاستجابة الإغاثية في البلاد التي تواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وجاء هذا التحذير في بيان مشترك صدر عشية الاجتماع السابع لكبار المسؤولين الإنسانيين (SOM VII)، حيث حذّرت المنظمات من أن عام 2025 قد يكون الأصعب على الإطلاق بالنسبة لليمنيين، في ظل استمرار النزاع، والانهيار الاقتصادي، وتزايد الصدمات المناخية، بالتزامن مع تقليص كبير في حجم المساعدات الإنسانية.

وأوضح البيان أن خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لهذا العام لم يُموَّل منها سوى أقل من 10% حتى الآن، ما يهدد بتوقف برامج أساسية يعتمد عليها ملايين الأشخاص في مختلف أنحاء البلاد.

ورغم التحديات الأمنية وصعوبات الوصول، وعمليات الاحتجاز التي طالت بعض العاملين في المجال الإنساني، أكدت وكالات الإغاثة أنها تواصل تقديم خدمات منقذة للحياة، تشمل الغذاء والمياه والرعاية الصحية والتعليم والمأوى والحماية، بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني.

وشددت المنظمات على ضرورة توفير تمويل مرن ومستدام، يمكن التنبؤ به، للحفاظ على تلك المكاسب الإنسانية التي تحققت بشق الأنفس، مطالباً بتبنّي نهج متكامل يشمل تعزيز الدعم التنموي وتوفير فرص اقتصادية، وضمان الوصول إلى الخدمات الأساسية، إلى جانب الدفع نحو تسوية سياسية دائمة تُنهي الحرب المستمرة منذ سنوات.

كما أكد على أهمية اتخاذ خطوات ملموسة لحماية المدنيين، وضمان احترام القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك تسهيل وصول المساعدات إلى جميع المحتاجين دون عوائق أو تمييز، داعياً المجتمع الدولي إلى اغتنام فرصة الاجتماع المرتقب لاتخاذ قرارات جريئة تحول دون تفاقم الكارثة، وتمهّد الطريق أمام اليمنيين لإعادة بناء حياتهم بكرامة وأمل.