من معرض الكتاب في مصر... جنولوجي علم له مستقبل في الأوساط النسائية

هناك عدد من الأزمات تعاني منها النساء في الشرق الأوسط يحتل العنف والذهنية الذكورية السلطوية مقدمتها، وهو الأمر الذي يتطلب تدخلات وأطروحات فكرية جديدة للتعامل معه.

أسماء فتحي

القاهرة ـ واحد من العلوم التي أصبح له رواد ومتابعين تتمثل في جنولوجي (علم المرأة) الذي يناقش مختلف مجالات الحياة ويدمج الكثير من الأفكار للوقوف على حلول جذرية لوضعية المرأة وسط المجتمعات التي تسيطر عليها الذهنية الذكورية.

خلال الفترة الأخيرة لاقت الأفكار التي تتمثل في علم جنولوجي رواج وبات هناك عدد من المهتمين به خاصة المهتمين بالتاريخ والباحثين في العلوم، إلا أنه جذب كذلك عدد ليس بالقليل من النسويات المهتمات بقضايا المرأة وما تتعرضن له من ضغوط وانتهاكات تتعلق بالثقافة السائدة حول صورة المرأة النمطية.

وفي خضم العمل الجاد على تغيير واقع المرأة من الجهات التنفيذية والحكومية والمجتمع المدني وخاصة النسوي ظهرت العديد من الأفكار محلياً منها علم جنولوجي والتي عملت عليه مجموعة من الناشطات النسويات الكرديات وتبنوا نشره في مختلف أنحاء العالم.

وخلال فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، أطلقت دار "نفرتيتي" للنشر مجموعة من الكتب المعنية بالثورة والمرأة وأخرى سياسية تاريخية.

 

جنولوجي باب الخروج من الأزمات الحالية

قالت عضوة أكاديمية جنولوجي الشرق أوسطية نوجين يوسف، أن كتب جنولوجي تصدر لأول مرة في مصر ويتم عرضها في معرض الكتاب بالإضافة لمستقبل ثورة المرأة في إقليم شمال شرق سوريا وأساسها التاريخي الصادر في جزئيين، مبينة أنهم يعتمدون على كتاب جنولوجي في النشاطات الاجتماعية والسيسيولوجية والدينية وغيرها سواء على صعيد المجتمع بشكل عام أو النطاقات النسويات.

وأشارت إلى أن مصطلح جنولوجي جديد وهو أحد مقترحات القائد عبد الله أوجلان في عام 2008 "أن كلمة جنولوجي عادة ما تدفع للتساؤل حول ماهيتها والتي تعني علم المرأة"، لافتةً إلى أنهم يعملون عليها منذ قرابة 14 عام في الأبحاث والدراسات، لأنه يعتبر الدواء الأساسي للمرأة ليصبح كل شيء يستند إلى العلم ذاته.

وأوضحت أن محاور جنولوجي عديدة منها علم الأساطير والفلسفة والأديان، فما هو العلم ولماذا ومنطق الحرية والمواطنة والديموغرافية والصحة والتشاركية بين الرجل والمرأة "إنهم معنيين بدرجة كبيرة بالناحية الاجتماعية والمساواة بين الجنسين، فضلاً عن التعاطي مع الذهنية الذكورية".

وأكدت نوجين يوسف أنها لمست خلال فترة وجودها إقبالاً ملحوظاً على الكتاب وتساؤلات حول مصطلح الجنولوجيا "جذبت كتب جنولوجي الناشطات النسويات اللاتي ترغبن في المعرفة أكثر حول هذا المفهوم"، لافتةً إلى أن لديهم عدد من الأنشطة في مجال علم المرأة منها قراءة الكتاب وفتح نقاشات حوله خاصة في القاعدة النسوية المصرية والحديث حول التجارب المختلفة للمرأة الكردية والمصرية والعربية بشكل عام فلكل منها دور في إثراء الأفكار.

وأوضحت أن العنف الواقع على النساء في الشرق الأوسط بشكل عام ومصر على وجه الخصوص يحتاج للجنولوجي كون أحد محاوره هو علم الاجتماع وكذلك المرأة والأسرة بالإضافة للحرية والأخلاق والإرادة والثقة بالنفس فجميعها أمور تؤثر وتغير وتُعمق بالتدريبات والنقاشات والورش لتصبح قوة حقيقية تواجه مثل تلك الانتهاكات.

 

 

"نفرتيتي" تتميز بإصداراتها حول المرأة والثورة والسياسة

من جانبها قالت المتخصصة في الشؤون السياسية فرناز عطية، إن دار نفرتيتي يحتوي على كتب سياسية وتاريخية والعديد من الإصدارات الخاصة بالمرأة منها المدخل إلى جنولوجي الذي يدرس الظروف المختلفة للمرأة، مضيفةً أن كتب جنولوجي وثورة المرأة وغيرهما من الكتب المتخصصة في قضايا النساء صادرة عن مجموعة من الكاتبات المهتمات بشؤون المرأة.

وعن حجم الإقبال لفتت إلى أن هذه الأنواع من الإصدارات لاقى قبول أكثر بين النخبة من المتخصصين والباحثين والمعنيين بتلك القضايا بدرجة أكبر من القارئ العادي، معتبرةً أن أحد عوامل الجذب للأفكار المرتبطة بالجنولوجي تتمثل في الحالة العامة التي تتجه نحو تمكين أكثر للمرأة وفتح مجالات إشراك أكبر لها ومناهضة العنف بكل صوره.

وشددت على أن المجتمع بحاجة أكثر لمثل هذه الأفكار والأطروحات التي تساعد النساء أكثر للتعرف على ذواتهن وعلى الآخر كذلك، والقدرة على تغيير الثقافة المجتمعية تجاه صور النساء والنابعة بالأساس من الذهنية الذكورية السلطوية.