محتجات: لم نكن يوماً طائفيين وما يجري في السويداء مأساة عالمية بكل المقاييس

وسط حضور نسائي بارز احتج المئات من أهالي مدينة السويداء السورية في ساحة الكرامة، مطالبين بفتح الممرات الإنسانية وإرسال لجنة للتحقيق في المجازر والانتهاكات التي تعرض لها المدنيون "هذه الجرائم يجب ألا تبقى بلا محاسبة".

السويداء ـ "نحن شعب واحد وسنكون يداً واحدة، لا يجوز التفريق بين درزي وسني ومسيحي بل يجب أن نتوحد لمواجهة هذا الظلم"، بهذه الكلمات أكدت المشاركات في الاحتجاج على رفض الطائفية.

شهدت مدينة السويداء السورية، اليوم السبت 16آب/أغسطس، مظاهرات جماهيرية حاشدة، حيث تجمع المئات في ساحة الكرامة ليعبروا عن رفضهم القاطع لعودة الجماعات الإرهابية التابعة لجهاديي هيئة تحرير الشام إلى المدينة، وقد برز الحضور النسائي بشكل لافت، إذ عادت نساء السويداء إلى ساحة الكرامة مجدداً، حاملات شعارات الاستقلال ومنددات بالمجازر التي ارتُكبت بحق المدنيين على يد الجماعات الإرهابية التابعة لجهادي هيئة تحرير الشام.

وأكدت المشاركات في الاحتجاج، أن وجودهن في قلب الحراك هو امتداد لدور طويل في الدفاع عن مدينتهن وعن عائلاتهن التي قدمت التضحيات.

وبالتزامن مع الاحتجاجات المركزية في مدينة السويداء، شهدت بلدات المدينة مظاهرات متفرقة عبّر فيها الأهالي عن مطالبهم السياسية والإنسانية، مؤكدين على حقهم في تقرير المصير، وارتفعت الأصوات مطالبة بفك الحصار المفروض، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات الغذائية والطبية، إلى جانب دعوات لتأمين حماية دولية للمدنيين، وتميز المشهد ليس فقط بكثافة المشاركة الشعبية، بل أيضاً بحدة شعارات الاستقلال التي عكست عمق الأزمة وتنوع المطالب، ما يدل على حجم المعاناة التي يعيشها السكان، وإصرارهم الواضح على إحداث تغيير حقيقي في واقعهم.

 

"لم نكن يوماً طائفيين"

وعلى هامش المسيرة قالت الناشطة نور حميدان إنها عادت إلى الساحة حاملة علم الشعب الكردي كرمز للتضامن معهم "الكرد قدوتنا في الصمود ولم يتخلوا عنا يوماً، نحن في السويداء لم نكن يوماً طائفيين، بل عشنا مع المسيحيين وبقية الطوائف، اليوم نقف ضد الظلم ونطالب بفتح معبر إنساني وإرسال لجنة تحقق في المجازر والانتهاكات التي ارتكبت بحق المدنيين، هذه الجرائم يجب ألا تبقى بلا محاسبة".

من جانبها أكدت المشاركة فلوديا أبو راس على أن ما يجري في السويداء مأساة عالمية بكل المقاييس "نحن نطالب العالم كله بالوقوف معنا، ونريد حماية دولية حقيقية، أولويتنا تحرير المخطوفات، لن نقبل المساومة عليهن تحت أي ظرف، صحيح أننا نموت جوعاً بسبب الحصار لكن تحرير المخطوفات بالنسبة لنا أهم من أي شيء آخر".

وأضافت "عندما ذبح أطفالنا واغتصبت نساؤنا لم يتحرك أحد، لكننا وجدنا نخوة وكرامة لدى شعوب ودول أخرى، هؤلاء الذين رفعوا شعارات الدين خانوا الدين والإنسانية معاً".

 

"حصار خانق وموت بطيء"

وعن حجم المعاناة اليومية تحت الحصار قالت دلع أبو الفضل من ريف السويداء الغربي "منذ أكثر من شهر ونصف لا دواء ولا غذاء ولا مياه، الناس تموت جوعاً ولا نستطيع حتى رفع الجثث من الطرقات، الوضع مأساوي لا يحتمل، وكل ما نطلبه هو فتح معابر إنسانية لإدخال الدواء والغذاء والمساعدات، نحن لم نرتكب ذنباً حتى نعاقب بهذا الشكل، نحن شعب واحد لذلك سنكون يداً واحدة، ودم السوري على السوري حرام، لا يجوز التفريق بين درزي وسني ومسيحي بل يجب أن نتوحد لمواجهة هذا الظلم".

أما نغم سراي الدين فعبرت عن موقف أكثر حدة، مؤكدة أن الأهالي فقدوا الثقة بالدول المجاورة، وأكدت "بعد كل ما رأيناه من خيانات ومن إعلان النفير العام ضدنا، لم يعد ممكناً التعايش معهم".

 

"تهجير ومجازر ومطالب بتحقيق دولي"

من جانبها أكدت باسمة العقباني أن ما جرى في الريف الغربي والشمالي للسويداء لم يكن مجرد اشتباكات، بل "غزوة هدفها إبادة وتهجير"، موضحةً أنه تم إحراق القرى وتهجير أكثر من 190 ألف إنسان يعيشون اليوم في مراكز استضافة بلا ماء ولا كهرباء ولا محروقات "نحن نطالب بلجنة تحقيق دولية توثق الانتهاكات، وتعيد للمهجرين بيوتهم، وتضع حداً لتمركز القوات التي تمنع الناس من العودة"، مؤكدةً أنها مسألة إنسانية أولاً وأخيراً لا يجوز أن يبقى الناس بلا مأوى، بلا غذاء، بلا دواء "يجب فتح المعابر الإنسانية والدولية بشكل عاجل".