مهاباد... غياب شبه كامل للنساء في مهرجان "هالبيراكي" يثير جدلاً واسعاً
شهدت مدينة مهاباد انطلاق الدورة الثالثة من مهرجان "هالبيراكي" الكردي الإقليمي، غير أن الحضور النسائي كان شبه معدوم، مما جعل أجواء المهرجان أحادية الجنس إلى حد كبير وأثار موجة واسعة من الانتقادات وردود الفعل.
مركز الأخبار ـ مهرجان "هالبيركي" فعالية ثقافية كردية تُقام دورياً، أبرزها في مدينة مهاباد بأذربيجان الغربية، تشارك فيه فرق فنية من مختلف المناطق لتقديم عروض موسيقية ورقصات جماعية أمام الجمهور، في إطار تعزيز الهوية الثقافية وإبراز التراث الشعبي الكردي.
انطلقت في مدينة مهاباد بمحافظة أذربيجان الغربية أمس الخميس 27 تشرين الثاني/نوفمبر، فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان "هالبيركي" الكردي الإقليمي، بمشاركة فرق فنية من مختلف المناطق الكردية، ويهدف المهرجان إلى إحياء رقصة "هالبيركي" الجماعية بوصفها جزءاً من التراث الشعبي الكردي، وتعزيز الهوية الثقافية وروح التضامن الاجتماعي.
وبحسب التقارير، أنه من بين نحو 100 عمل مقدم، تأهل أكثر من 200 فنان موزعين على 10 مجموعات، من مدن أذربيجان الغربية وكردستان وكرماشان وإيلام وطهران إلى المرحلة النهائية وسيقدمون عروضهم في قاعات وأماكن عامة في مهاباد.
ولكن ما لفت الانتباه أكثر منذ اليوم الأول كان الغياب شبه الكامل للنساء في المجموعات، وهي القضية التي جعلت أجواء المهرجان أحادية الجنس إلى حد كبير وأثارت ردود فعل واسعة النطاق من المستخدمين والناشطين الثقافيين.
وقال النقاد إن أي مهرجان يزعم "الحفاظ على تراث هالبيركي" لا يمكنه أن يتجاهل نصف هذا التراث، فالنساء وفقاً لهم كنّ جزءاً أساسياً في كثير من احتفالات هالبيركي، إذ يقوم المبدأ الكردي لهذا التراث على مشاركة الرجال والنساء معاً، كما يظهر في رقصة (القمح والشعير) التي يؤديها الطرفان جنباً إلى جنب، ومن ثم فإن إقصاء النساء من تشكيل الفرق لا يعني فقط إغفال الجذور الجماعية لهذا الإرث، بل يشكّل أيضاً إعادة إنتاج صريحة للبنى الأبوية داخل المجال الثقافي.
وأكد المنظمون، أن هدف المهرجان هو التعريف بالقدرات الثقافية وتبادل الخبرات بين المجموعات، إلا أن المنتقدين يشيرون إلى أن هذه القدرات لن تكتمل إلا بوجود المرأة.
بينما تتواصل العروض، يتصاعد الجدل حول إقصاء المرأة عن خشبة المسرح وضرورة ضمان حضورها المتكافئ في الفعاليات الثقافية، سواء على منصات التواصل الافتراضي أو بين الناشطين في الحقل الثقافي. والأهم أن هذا الجدل يكشف عن مسار معاكس في المشهد الثقافي، داخل منطقةٍ كانت انتفاضةJin Jiyan Azadî قد قدّمت فيها المرأة بوصفها طليعة النضال، ويرى الناشطون أن هذا الاتجاه لا يكرّس إقصاء المرأة فحسب، بل يعكس أيضاً تراجعاً عن إرث تلك الانتفاضة، وإعادة إنتاجٍ للبنى الأبوية وتوسيع دوائر القمع.