"ليلى، لطيفة، شيمامندا" مسرحية تجمع ثلاث نساء كافحن ضد النظم الأبوية

على مدى ثلاثة أيام تم عرض مسرحية "ليلى، لطيفة، شيمامندا" والتي جمعت نساء رائدات من لبنان، مصر ونيجيريا والتي سلطت الضوء على دور المرأة في القيادة ومراكز صنع القرار.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ سلطت مسرحية "ليلى، لطيفة، شيمامندا" وهي 3 نصوص لثلاث نساء من لبنان ومصر ونيجيريا، الضوء على الدور الذي تلعبه النساء في القيادة وتحدي النظم الأبوية التي يهيمن عليها الذكور والمجتمع.

نظم المعهد العربي للمرأة في الجامعة اللبنانية الأميركية على مدى ثلاثة أيام 29 ـ 30 ـ 31 كانون الثاني/يناير الفائت مسرحية "ليلى، لطيفة، شيمامندا" ضمن مشروع "مساهمة النساء في القيادة"، على أن يتم عرض المسرحية فيما بعد في كافة المناطق اللبنانية.

واستهلت المسرحية بكلمة لمديرة المعهد العربي للمرأة ميريام صفير أكدت فيها على أنه بالرغم من تمكن عدد من النساء من كسر هذه الحواجز والوصول إلى مواقع صنع القرار، إلا أن هذه النظم لا زالت تحد من هذا النجاح خصوصاً عندما تناصر المرأة مبادئ النسوية وسياسات المساواة الجندرية، مشيرةً إلى أنه هناك نشاطات متنوعة للتعريف بإنجازات النساء في جميع المجالات حيث يتابع المعهد جمع قصص النساء الشخصية في المجالات السابقة للإضاءة على الدروس المكتسبة "هناك مشاريع مستقبلية منها مسرحية حول الناشطة وداد حلواني بعد اختفاء زوجها خلال الحرب الأهلية ودفعها لتأسيس لجنة عائلات المخطوفين والمفقودين في لبنان، حيث سيتم عرضها في المناطق اللبنانية المختلفة، ومشروع إعادة نشر قاعدة معلومات للنساء القياديات مع نشاطاتهن وإنجازاتهن، كذلك نشر عدد خاص من مجلة "الرائدة" للإضاءة على إنجازات النساء، ونشر كتاب خاص تحت عنوان "الذاكرة النسوية" والذي بدأته مديرة المعهد الراحلة منى خلف وتعهدنا بإنجازه".

وعن مسرحية "ليلى، لطيفة، شيمامندا" قالت ميريام صفير إنه "من خلال مقتطفات من أعمال النيجيرية شيمامندا نغوزي أديشي (مانيفستو نسوي في خمسة عشر مقترحاً)، والمصرية لطيفة الزيات (أوراق شخصية) واللبنانية ليلى بعلبكي (أنا أحيا)، جمعنا قصص وكفاح ثلاث نساء في مواجهة النظام الأبوية لتبرزن كقدوة على المستويات المحلية في بلدانهن وحول العالم".

وحول دورها في المسرحية قالت الممثلة جنى أبي غصن "أجسد دور لينا فياض وهي إحدى شخصيات كتاب ليلى بعلبكي "أنا أحيا"، وقد أثرت هذه الشخصية على نطاقي الداخلي، لأني تفاجأت بطاقتها الشخصية على الرغم من أنها تبلغ من العمر 20 عاماً، وروحها الثورية لتوصل رسائل لمحيطها، ولا يجب أن ننسى أن حكاية لينا فياض في الأعوام ما بين 1958ـ 1959 لم نكن حينها معتادين أن تتكلم المرأة بهذه الحرية عن نفسها والأهداف التي تريد الوصول إليها، وأحاول الاستفادة من هذه الشخصية وأخذ صفاتها وتطبيقها على نفسي، مثل عدم الخوف من إبداء رأيي والتعبير عنه بكل وضوح، حتى لو لم يتقبل الآخرين هذا الرأي".

أما لمى الأمين فعن دورها في المسرحية قالت "عندما علمت أنني سأجسد الشخصية "شيمامندا" كامرأة ذات بشرة سمراء فرحت كثيراً لأن لبنان بلد عنصري تجاهي وتجاه ذوي البشرة السوداء والسمراء، وليس لديهم الاندماج أو تقبل الشخص المختلف عنهم، عانيت من هذا كثيراً خاصة عندما كنت أصل إلى المطار، كما أنني عانيت كثيراً في مرحلة الطفولة"، مضيفةً أنها سعدت كثيراً بهذه الشخصية لأنها تتحدث عن كيفية تربية الأبناء وهو أمر مهم في المجتمع أن يروا امرأة ذات بشرة سمراء مثل شيمامندا.

وتساءلت "ماذا تعني لي شيمامندا؟ عندما قرأت النص شعرت أن بيننا صلة قرابة، وأن على المرأة أن تحصل على حقوقها كما يحصل الرجل على حقوقه، شعرت وكأن شيمامندا جاءت لتقول لي إن كل ما تربيتِ عليه صحيح، ويمكن أن أكون أماً في المستقبل إذا قررت أن أنجب أطفالاً".

وأوضحت المخرجة لينا أبيض سبب اختيارها الشخصيات الثلاث "هناك تكامل بين هذه الشخصيات، وكل منهن تتكلم عن تجربتها في عمر معين، فشخصية لينا فياض في كتاب ليلى بعلبكي عمرها 20 عام، ولطيفة الزيات تبلغ من العمر 60 عاماً ولديها تجربة في الحياة، وشيمامندا لديها تجربة أخرى وعالمية وامرأة ذات بشرة سمراء فكل منهن لديها قصة مختلفة في حياتها".

وعن الرسالة التي تريد إيصالها من خلال المسرحية لفتت إلى أنه "ليس ثمة رسالة بل بالنسبة لي فأنا امرأة نسوية، ودائما أحب الإشارة إلى القضايا النسوية والمساواة بين الجنسين ومتابعة هذه القضايا"، مشيرةً إلى أن من حضر المسرحية يستطيع أن يغير من نفسه ويتأثر بها ويعمل على تغير أفكاره.

ولفتت إلى إمكانية النساء في التغيير على المستوى السياسي قائلة "النساء دخلن المحور السياسي وهي قصة مختلفة عن العدالة بين المرأة والرجل، فالجمهور تابع المسرحية وتفاعل معها بشكل إيجابي.

من جهتها قالت الناشطة السياسية المهندسة ناهدة خليل "كان مهماً الإضاءة على ثلاث نساء رائدات، ومنهن من لسن من الزمن الحديث ومنهن لطيفة الزيات التي مرت بتحديات كثيرة وناضلت خلال عهد كان يتم العمل فيه باتفاقية كامب ديفيد وكذلك علاقتها بالماركسية وبمواضيع حساسة في سبعينيات القرن الماضي، ومن جهة ثانية البحث في موضوع النسوية، وليس القالب والأفكار المسبقة التي تحاول تشويه هذا المصطلح بأن المرأة ضد الرجل، على العكس فهي شخص له حقوق مثل الرجل، وليست ضده، لذلك من المهم تصحيح مفاهيم مغلوطة وإعطاء أمثلة عن أثر هؤلاء النساء والإضاءة على إنجازاتهن، هناك حاجة للإضاءة على نساء وناشطات حققن العديد من الإنجازات، وألا يقتصر على المناداة بالمساواة وحقوق النساء فحسب، بل الإضاءة على أن المرأة لديها كل المقومات والقدرة للوصول إلى مراكز صنع القرار".