ليبيا... ورشة تدريبية لمناهضة خطاب الكراهية ضد النساء

ضمن مشروعها "لا لخطاب الكراهية الموجه ضد النساء" نظّمت منصة "هي تتحقق" ورشة تدريبية بمدينة سبها، لتسليط الضوء على حالات واقعية لنساء من المجتمع المحلي تعرضن للابتزاز الرقمي أو لحملات تشويه سمعة، نتيجة تداول صور أو معلومات كاذبة.

منى توكا

ليبيا ـ أكدت المشاركات في الورشة أن الهدف الأساسي من الورشة خلق مساحة تفاعلية لتبادل الخبرات حول مكافحة الأخبار الزائفة وخطابات الكراهية التي تستهدف النساء.

في ظل تصاعد خطابات الكراهية ضد النساء على المنصات الرقمية وفي الحياة العامة، نظّمت منصة "هي تتحقق" ورشة تدريبية بمدينة سبها، أمس الأربعاء 28 أيار/مايو، ضمن مشروعها "لا لخطاب الكراهية الموجه ضد النساء"، بدعم من مركز الحوار العالمي (كايسيد)، وبالشراكة مع برنامج مشاريع ـ حوارية.

ركزت الورشة التي استهدفت مجموعة من النساء الناشطات والمهتمات بالشأن العام، على تفكيك مفهوم خطاب الكراهية، تعريفه وأشكاله، وأبرز القنوات التي يُروَّج من خلالها، خاصة في ظل الانتشار الواسع للمعلومات المضللة على وسائل التواصل الافتراضي، كما ناقشت طرق رصد هذا الخطاب والتصدي له، مع تسليط الضوء على حالات واقعية لنساء من المجتمع المحلي تعرضن للابتزاز الرقمي أو لحملات تشويه سمعة، نتيجة تداول صور أو معلومات كاذبة.

وأوضحت الصحفية المستقلة ومنسقة الورشة ريما الفلاني، أن الهدف الأساسي من هذه الورشة هو خلق مساحة تفاعلية لتبادل الخبرات حول مكافحة الأخبار الزائفة وخطابات الكراهية التي تستهدف النساء، مضيفةً أن مثل هذه الورش تفتح الباب أمام نقاشات جادة حول أثر هذه الخطابات على السلام المجتمعي وعلى سلامة النساء النفسية والجسدية.

من جهتها قالت مديرة صالون الثقافة النسائي التابع لمكتب اليونسكو في سبها فاطمة الزهراء معتوق، إن الورشة تمثل خطوة مهمة نحو توعية النساء بأشكال الابتزاز الرقمي وخطاب الكراهية على الإنترنت، مشددةً على ضرورة إيجاد آليات فاعلة للحماية، من بينها تخصيص خطوط ساخنة للإبلاغ عن هذه الانتهاكات، وتمكين النساء قانونياً ومجتمعياً للوقوف في وجه هذه الظواهر.

وفي مداخلة لافتة، شاركت عزيزة محمد، وهي إحدى الحاضرات تجربتها قائلة "النساء في مجتمعنا تواجهن هجمات متكررة، لا تأتي فقط من المحيط العام أو المنصات الرقمية، بل من داخل بعض العائلات ذاتها، هذه التهجمات كثيراً ما تكون نتيجة معلومات مغلوطة أو صور مفبركة أو مأخوذة خارج سياقها، وتُتداول بشكل مضلل، ما يؤدي أحياناً إلى تبعات مأساوية قد تصل إلى التهديد أو حتى القتل".

وأوضحت أنه "هناك من يُقدم على أذى بناته أو قريباته تحت تأثير خطاب الكراهية والتضليل، كثير من النساء لا تعرفن كيف تحمين أنفسهن قانونياً، ولا إلى أي جهة يمكن أن تتوجهن عند تعرضهن للابتزاز أو التشهير، أنا شخصياً هذه أول مرة أشارك في ورشة من هذا النوع، واليوم فقط علمت بوجود جهات أمنية يمكن اللجوء إليها"، مؤكدةً أن "التوعية لا يجب أن تقتصر على النساء، بل يجب أن تبدأ من داخل العائلة، لأنها غالباً تكون مصدر الخطر الأول أو الحامي الأول".

في ختام الورشة، خرجت المشاركات بعدد من التوصيات التي تهدف إلى بناء بيئة رقمية أكثر أماناً وإنصافاً للنساء، من بينها دعم الحملات التوعوية، تدريب النساء على الأمن الرقمي، والتشبيك مع المؤسسات الأمنية والقانونية لضمان حق النساء في الحماية والمساءلة القانونية للمعتدين.