الكوادر الطبية في السويداء يرفعون صوتهم ضد التهديدات والانتهاكات
نظم أهالي مدينة السويداء السورية وقفة احتجاجية للتنديد بالانتهاكات التي تطال الكوادر الطبية، والمطالبة بتوفير الحماية للعاملين في القطاع الصحي.

روشيل جونيور
السويداء ـ باتت الاعتداءات على الكوادر الطبية تشكل خطراً مباشراً على سلامتهم الشخصية والمهنية وقالت مصادر طبية إن حالات التهديد والاعتداء من بينها حوادث تهديد لأطباء بالسلاح داخل المستشفى باتت تتكرر، مما أثار موجة من الغضب والاستياء في الأوساط الطبية.
في ظل التحديات التي تواجه القطاع الصحي في سوريا، تتزايد الاعتداءات على الكوادر الطبية، مما يهدد حياة العاملين ويضعف الخدمات المقدمة للأهالي في مدينة السويداء خاصة بعد أن تصاعدت هذه الانتهاكات بشكل مقلق، ورداً على ذلك دعت نقابة الأطباء والمهن الصحية إلى وقفة احتجاجية اليوم الخميس 29 أيار/مايو، للتنديد بالانتهاكات المتواصلة والمطالبة بتوفير الحماية للكوادر العاملة في القطاع الصحي.
وكانت الطبيبات والممرضات في الخطوط الأمامية للوقفة الاحتجاجية، في الوقت التي تواجه فيه المستشفيات فراغ حاد في الكوادر الطبية الذكورية نتيجة النزوح القسري وهجرة الأطباء إلى خارج البلاد خلال فترة الأزمة التي شهدتها سوريا على مدى سنوات، وأدى هذا النقص الحاد إلى تحميل الكوادر النسائية من طبيبات وممرضات العبء الأكبر في تسيير العمل داخل المستشفيات.
وتؤدي الطبيبات والممرضات اليوم مهامهن في ظروف بالغة الصعوبة، وتحت ضغط نفسي وأمني كبير، في ظل غياب الحماية الكافية، ونقص الدعم اللوجستي، وتفشي الفوضى في بعض المرافق الصحية.
وقالت رئيسة دائرة الصحة المدرسية في السويداء ثروت عبد الخالق "نقف اليوم تضامناً مع زملائنا الأطباء والممرضين وجميع العاملين، بعد أن أصبحنا نتعرض للتهديد في أماكن عملنا رغم أننا نقوم بواجبنا على أكمل وجه ونقدم خدمات مجانية"، مؤكدةً أن معظم العاملين في القطاع الصحي كان لديهم فرص للهجرة لكنهم اختاروا البقاء من أجل البلد إلا أن بقاء السلاح بيد من لا يستحق جعل الفوضى سيد الموقف.
وأشارت إلى أن من يرفع سلاحه بوجه طبيب أو ممرضة أو موظف حكومي لا يمثل من يدافع عن الجيل والبلد، بل استخاف خاصةً الكوادر النسائية التي أصبحت تشكل عماد القطاع الصحي.
من جانبها عبرت الممرضة ريم أيوب من نقابة التمريض والمهن الصحية عن استياء الكوادر التمريضية "ما يحصل في المستشفيات خارج عن القانون والإنسانية، الكادر الصحي يمارس عمله في أقسى الظروف ويتحمل المآسي لكننا نتعرض لسوء معاملة وتهديد دائم رغم أننا نعمل بأجر زهيد".
وشاركت في الوقفة منظمات من المجتمع المدني وقالت نيفين الكردي من منظمة "جذور" إن "ما جرى هو تعدي على مديرية الصحة والتي من المفترض أن تحظى بأعلى درجات الحماية، سيارات الإسعاف لم تسلم من التعديات حيث تم تفجير سيارة إسعاف تنقل مرضى الكلى وهذا يهدد حياة الأهالي"، مؤكدةً أن بقاء السلاح دون ضوابط يهدد المجتمع بأكمله "نحن لسنا ضد وجود السلاح بل مع تنظيمه ووضعه في يد من يعرف كيف يستخدمه لحماية البلد لا لتهديد أهله".
أما أسيمة النبواني إحدى المنضمات للوقفة فأكدت، أن المشاركين والمشاركات في الوقفة جاءوا ليقولوا كلمة الحق "نحن ضد دخول السلاح إلى المشافي والمراكز الحكومية والمدارس هذه أماكن سلام وطبابة لا يجوز أن تتحول إلى ساحات فوضى، سندافع عن الحق مهما كلفنا الأمر السلاح يجب أن ينسحب من يد من لا يعرف قيمته ونحن إلى جانب الكادر الطبي دوماً".
والجدير بالذكر، أن ستة أشخاص أصيبوا بانفجار عبوة ناسفة في سيارة إسعاف تنقل مرضى لغسيل الكلى على طريق عريقة نجران بريف السويداء الغربي.