لدعم أبنائهن وحماية مكتسباتهن... نساء كوباني تتوجهن إلى سد تشرين

توجهت نساء مدينة كوباني بمقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا إلى سد تشرين للمشاركة في فعاليات المناوبة لدعم قواتهم وحماية السد من هجمات الاحتلال التركي.

نورشان عبدي

كوباني ـ أكدت نساء مدينة كوباني المشاركات في القافلة المتوجهة إلى سد تشرين، أنهن لن تتوقفن عن المشاركة في المقاومة وستدافعن عن سد تشرين حتى رمقهن الأخير، لأنهن تعتبرن حماية مكتسباتهن واجب وطني يقع على عاتقهن.

بدأت هجمات مرتزقة الاحتلال التركي على محيط سد تشرين وجسر قراقوزاق في الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024 ومن أجل التصدي لتلك الهجمات تبدي مقاتلات قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة مقاومة تاريخية من أجل حماية السد والأهالي في المنطقة.

وللمساهمة في حماية سد تشرين، توجه الآلاف من مقاطعة الجزيرة والرقة والطبقة والفرات في إقليم شمال وشرق سوريا نحو السد، وبدأوا بفعاليات المناوبة لحمايته من الهجمات ودعم قوات سوريا الديمقراطية، وفي اليوم الأول من المناوبة قام الاحتلال التركي باستهداف قافلة المتوجهين إلى السد، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين.

وتوجه أهالي مدينة كوباني اليوم الأربعاء 15 كانون الثاني/يناير نحو سد تشرين، للمشاركة في فعاليات المناوبة للمرة الثانية، مؤكدين أن هذه المناوبة مقاومة تاريخية بالنسبة لهم وأن حماية السد واجب وطني يقع على عاتقهم.

وقالت نادية حسو إحدى المشاركات في فعالية المناوبة من مدينة كوباني "اجتمعنا هنا اليوم بصوت واحد للمشاركة في قافلة المناوبة المتجهة نحو سد تشرين، ومن أجل حماية السد من هجمات الاحتلال التركي"، مشيرةً إلى أن هدف تركيا من هذه الهجمات هو القضاء على مكتسبات الشعب واحتلال أراضيه "بإصرارنا ومقاومتنا وبتواجدنا هنا لن تستطيع تركيا تحقيق أهدافها في احتلال أرضنا، وسنقاوم لحماية مكتسباتنا ومن ضمنها سد تشرين".

ولفتت إلى أن سد تشرين بالنسبة لأهالي إقليم شمال وشرق سوريا مصدر للحياة، لذلك تستهدفها تركيا من أجل تهجير المدنيين، فهي تعتقد أنها بذلك ستقضي على مشروع الأمة الديمقراطية والإدارة الذاتية "مهما حاول الاحتلال التركي تخويفنا وتهجيرنا لن ينجح، نحن أبناء هذه الأرض ولن نتخلى عنها ولا عن قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة الذين يقاومون من أجل حمايتنا".

من جانبها أكدت لينا بوزو أنها تشارك للمرة الثانية في فعالية المناوبة "توجهنا إلى سد تشرين من أجل حمايته وإذ تطلب الأمر سنذهب لمئات المرات، من أجل الحفاظ على مكتسباتنا وأرضنا"، مشيرةً إلى أنه "يحب على تركيا أن تعلم أن هجماته وتهديداته لن تخفينا ولن نتراجع عن ما بدأنه".

وأوضحت أنه في المرة الأولى التي توجهت فيها إلى السد بدأت طائرات الاحتلال التركي باستهدافهم من أجل إيقاف القافلة، لكنهم لا يعلمون أن هذه الهجمات لن تخيف أحد من المتوجهين، لأن أصرار أهالي كوباني أكبر من هجماتهم، لذلك أكملوا الطريق سيراً على الأقدام، ولم يتراجعوا على الرغم من أن الاستهداف أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين "كشعب كردي نحن أكبر من الموت وسنبقى منتصرين بفضل دماء شهداءنا".

بدورها أوضحت فريدة جلال أنهم توجهوا إلى سد المقاومة والنضال من دعم أبناءهم الذين يقاتلون في الجبهات الأمامية للتصدي لهجمات الاحتلال التركي، لافتةً إلى أن الهجمات على السد فاقمت معاناة الأهالي في مقاطعة الفرات حيث تسببت بانقطاع المياه والكهرباء "منذ شهر وتركيا تستهدف السد من أجل حرماننا من أبسط حقوقنا المتمثلة بالمياه والكهرباء من أجل تهجيرنا، لكنها لا تعلم أننا لن نترك أراضينا وسنتوجه إلى جبهات القتال لندعم قواتنا ونحمي السد".

وأكدت أن طائرات الاحتلال التركي وهجماته المستمرة لن تخيفهم ولن تضعف من إرادتهم بل على العكس تزيدهم إصراراً وقوة "لنقف بجانب أبنائنا وندافع معاً عن أرضنا".

واستنكرت زينب نعسان، هجمات الاحتلال التركي على سد تشرين وجسر قراقوزاق "نحن الآن متوجهين إلى السد من أجل حمايته من الهجمات المستمرة، سنناضل ونقاوم وسنسير على خطا شهداءنا، فنحن لا نخاف من الطائرات التركية، ولن نتراجع عن الاستمرار في المقاومة لأننا نعتبر هذه المرحلة مسألة وجود أو اللاوجود".

وأكدت أنهم كشعب "لن نطلب الدعم من أي دولة لأنهم صامتين حيال ما تفعله تركيا من جرائم وانتهاكات بحق المدنيين في إقليم شمال وشرق سوريا، فنحن على ثقة بأن قواتنا قادرين على حماية أرضنا من أي اعتداء ولذلك سنبقى بجانبهم وندعمهم حتى آخر رمق من دمائنا، لأنهم اليوم يسطرون ملاحم البطولة التاريخية في سد شترين الذي أصبح بنضالهم سد المقاومة"