كونفرانس وحدة الصف والموقف الكردي يصيغ رؤية سياسية كردية مشتركة
لترجمة الرؤية التي توصل إليها الكونفرانس الوطني الكردي، إلى واقع سياسي، والتواصل والحوار مع الأطراف المعنية لتحقيق مضامينها، سيتم تشكيل وفد كردي مشترك.

قامشلو ـ أقرّ المشاركون في أعمال كونفرانس "وحدة الصف والموقف الكردي في روج آفا"، على الرؤية الكردية المشتركة التي قدمت إلى الكونفرانس، باعتبارها وثيقة تأسيسية تعبّر عن إرادة جماعية، وتقدم مقاربة واقعية لحل عادل وشامل للقضية الكردية في إطار سوريا موحدة.
اختتمت أعمال كونفرانس "وحدة الصف والموقف الكردي في روج آفا"، الذي بدأ صباح اليوم السبت 26 نيسان/أبريل في مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا، بمشاركة أكثر من 400 شخصية من روج آفا وشمال كردستان وإقليم كردستان وشخصيات من عدة مناطق سورية، وممثلو أحزاب وقوى كردية وكردستانية.
وجاء في البيان الختامي "انعقد كونفرانس وحدة الموقف والصف الكردي في روج آفا بعد حوارات مكثفة وجهود مشكورة من الأصدقاء والأشقاء، بمشاركة الأحزاب الكردية، ومنظمات المجتمع المدني، وحركة المرأة والمنظمات النسائية والفعاليات المجتمعية الكردية المستقلة من مختلف المناطق الكردية في سوريا، بهدف اعتماد رؤية كردية موحّدة حول بناء سوريا الجديدة والمشاركة في رسم مستقبلها وحلّ القضية الكردية فيها".
وأشار البيان إلى الكونفرانس "في المرحلة الهامة من تاريخ سوريا، وبعد إسقاط نظام الأسد الاستبدادي في الثامن من كانون الأول عام ٢٠٢٤، هذا النظام الذي استباح حرية وكرامة الشعب السوري بكل مكوناته القومية والدينية والمجتمعية، ودمر البلاد على كامل الجغرافيا السورية، وقتل وشرد وهجر الملايين من أبنائه، وبقدر ما قدم الشعب السوري من تضحيات لإسقاطه وإنهاء استبداده، وتحقيق حريته وكرامته".
وأضاف البيان "كما أن الشعب الكردي في سوريا لم يبخل أيضاً في تقديم التضحيات الجسام وآلاف الشهداء في مقارعة ذلك النظام، وناضل عقودا طويلة في سبيل إزالة الاضطهاد القومي عن كاهله وتحقيق حقوقه القومية، وربط دوماً نضاله القومي بنضاله الوطني للإتيان بنظام ديمقراطي تعددي لكل السوريين".
وانطلاقاً من المسؤولية التاريخية واستجابة لمتطلبات المرحلة الراهنة فقد تمت صياغة رؤية سياسية كردية مشتركة تعبر عن إرادة جماعية ومشروعاً واقعياً لحل عادل للقضية الكردية في سوريا كدولة ديمقراطية لامركزية، كما أوضح البيان.
وبحسب ما جاء في البيان فقد أقرّ المشاركون الرؤية الكردية المشتركة التي قدمت إلى الكونفرانس، باعتبارها وثيقة تأسيسية تعبّر عن إرادة جماعية، وتقدّم مقاربة واقعية لحلّ عادل وشامل للقضية الكردية في إطار سوريا موحّدة، بهويتها متعددةً القوميات والأديان والثقافات، ويضمن دستورها الحقوق القومية للشعب الكردي، ويلتزم بالمواثيق والمعاهدات الدولية لحقوق الإنسان ويصون حرية المرأة وحقوقها ويمكنها من المشاركة الفاعلة في كافة المؤسسات.
وتابع البيان "بإقرار الكونفرانس هذه الرؤية الكردية المشتركة فإنه يدعو إلى اعتمادها أساساً للحوار الوطني، سواء بين القوى السياسية الكردية ذاتها، أو بينها وبين الإدارة الجديدة في دمشق وسائر القوى الوطنية السورية، وتساهم في بناء سوريا جديدة، تتّسع لجميع أبنائها، دون اقصاء أو تهميش لأي مكون من مكوناتها، بعيداً عن الذهنية الأحادية تفكيراً وممارسة وتصون كرامتهم وحقوقهم دستورياً دون أي شكل من أشكال التمييز، وأن تحترم سوريا علاقاتها الإقليمية والدولية وتكون عامل استقرار وأمان في المنطقة".
وفي الختام قرر الكونفرانس تشكيل وفد كردي مشترك في أقرب وقت للعمل على ترجمة هذه الرؤية إلى واقع سياسي، والتواصل والحوار مع الأطراف المعنية لتحقيق مضامينها.