هاتاي... الإمكانيات قليلة والاحتياجات كثيرة

مر شهر على الزلزال الذي تسبب في دمار كبير ولكن لم يتم حتى الآن تلبية احتياجات ضحايا الزلزال. سفيلاي الماس قالت حول موضوع شح الإمكانات "ما أبقانا على قيد الحياة هو التضامن".

مدينة مامد أوغلو

 هاتاي ـ بعد الزلزال تستمر الحياة في هاتاي في حالة الطوارئ رغم الهزات الارتدادية. في المدينة التي تشهد موجة هجرة ضخمة، فإن من بقيو فيها يكافحون من أجل الحياة، تنضم فرق المتطوعين إلى الكفاح التضامني. والذين نجوا في العديد من المدن بدعم من الأهالي، سئموا من نقص الدعم وتقرب الأجندات السياسية.

 

"ما ابقانا على قيد الحياة هو التضامن"

تقول المسؤولة عن نقابة التربية فرع هاتاي، سفيلاي ألماس، وهي أيضاً ضحية للزلزال، وتدعم أهلنا طواعية منذ بداية الفاجعة وحتى الآن لم تتراجع عن العمل التضامني، مشيرةً إلى أنه لم يكن هناك أي تقدم فيما يتعلق بتأمين الأوضاع في المدينة ومن الصعب عليها الحديث عن معاناة الناس "لقد تمكنا من الصمود قليلاً بفضل التكاتف والتضامن ولم نتمكن من حل الكثير من المشاكل. لكننا كنا متضامنين مع بعضنا البعض".

 

"لقد تركنا وحدنا لفترة طويلة"

 وأشارت إلى أنهم بقوا بمفردهم لفترة طويلة بعد الزلزال ولم يكن هناك أي مساعدة طيلة أيام "لقد خرج الناس من منازلهم دون أن يعلموا أنهم لم يتمكنوا من رؤية أحبائهم. كان يوماً ممطراً، حاول الناس تدفئة أنفسهم أمام النار في الهواء الطلق، وكان من الصعب جداً الحصول على الضروريات الأساسية، وللأسف لم تبدأ عمليات البحث والإنقاذ في الوقت المناسب، وظل الناس هنا بمفردهم لمدة ثلاثة أيام. إما ما يتعلق بالاحتياجات الأساسية للناجين فهي مسألة مختلفة، مررنا بموقف خطير للغاية. كان الألم كبيراً وكنا وحدنا لفترة طويلة".

 

 "النواقص كبيرة جداً"

 وقالت سفيلاي الماس إنه على الرغم من أن بعض المساعدة جاءت من مجموعات متطوعة، إلا أن المشاكل والنواقص خطيرة، وأشارت إلى أن قسماً كبيراً منهم لا يزال غير قادر على الحصول على الخيمة. وبناً عليه دعت المؤسسات المعنية إلى اتخاذ الإجراءات والتدابير "إن مواد التنظيف الأساسية جاءت من نقابات العمال. قدمنا هذه المساعدة للشعب. لكن المشكلة لا تتعلق بالطعام أو بالنظافة الأشياء التي نحصل عليها صغيرة جداً لا تلبي الاحتياجات الكبيرة، وحتى الآن لم تصل الخيم إلى الناس. إمكانيات الشبكات التطوعية قليلة، والمشكلة كبيرة لدرجة أن مؤسسات الدولة يجب أن تتدخل لحلها، هنالك حاجة إلى منازل مسبة الصنع وخيام، ونحن نعلم أيضاً أن الخيم ليست أماكن مريحة ونظيفة".

 

"لا ينبغي تغيير الحدث"

وعبرت سفيلاي ألماس أيضاً عن سخطها حيال احتلال موضوع الانتخابات الصدارة في الإعلام بدل موضوع الزلزال "لا يعيش الناس حياة طبيعية هنا، يعانون الكثير من الحزن والألم. لكن من ناحية أخرى يتم تحويل أنظار الرأي العام إلى الانتخابات. تغير الحدث من مساعدة الناس والتواصل معهم إلى موضوع الانتخابات. كضحايا للزلزال، نحن غير راضون عن هذا الأمر. عندما نكون في وسط مثل هذه الكارثة الكبيرة، فإننا لن نكون راضين بتغيير الحدث بهذه الطريقة".