غرينبيس تحذر من انضمام سوريا إلى قائمة بؤر الحرائق
أكدت منظمة "غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" أن موجة الحرائق في مدن الساحل السوري وعلى رأسها اللاذقية اشتدت هذا العام، محذرة من تحول سوريا إلى واحدة من بؤر الحرائق المتزايدة عالمياً نتيجة التغير المناخي.

مركز الأخبار ـ تشهد مدن الساحل السوري خصوصاً اللاذقية موجة حرائق مقلقة تسببت في نزوح مئات الأشخاص وتدمير آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية والغابات، هذه الظاهرة ليست جديدة لكن حدّتها هذا العام تعكس تفاقماً واضحاً في آثار تغيّر المناخ على المنطقة.
أصدرت منظمة "غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" بياناً اليوم الأربعاء التاسع من تموز/يوليو، حذرت فيه من انضمام سوريا إلى قائمة بؤر الحرائق المتزايدة والذي يطرح سؤالا ملحاً أين المنطقة من التكيّف المناخي؟
وجاء في نص البيان "في ظل استمرار الحرائق عدة أيام في غابات مدن الساحل السوري كاللاذقية، والتي أسفرت عن نزوح ما لا يقل عن1.120 شخصاً وتدمير أكثر من 7000 هكتار من الغابات والأراضي الزراعية، وتأثّر أكثر من خمسة آلاف من السكان" مؤكداً أن المنطقة تشهد موسماً مقلقاً من الحرائق، تزداد حدته نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وتفاقم الجفاف الناجمَين عن تغيّر المناخ.
وقالت مسؤولة حملة "الملوّث يدفع" في غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كنزي عزمي إن سوريا تواجه منذ سنوات العديد من الحرائق وعواقبها الوخيمة، ولكن الحرائق الحالية في اللاذقية تُعدّ من أخطر الأزمات البيئية والإنسانية التي واجهتها سوريا في الآونة الأخيرة، ورغم جهود فرق الإطفاء من عدة بلدان، ومن ضمنها لبنان والأردن، إلا أن هناك عوائق لوجستية تجعل عملية الإطفاء والاستجابة معقدة.
ولفتت إلى أن الأوضاع تتفاقم بسبب الظروف التي مرت بها سوريا في السنوات الأخيرة والتي خلّفت وراءها بنية تحتية ضعيفة وغياب خطة استجابة للطوارئ ونظم الرصد، مما يعرّض الأرواح وسبل العيش وصحة المواطنين والبيئة والاقتصاد لمخاطر مضاعفة.
وأكدت أن هذه الحرائق باتت أكثر تكراراً وشدّة بسبب ارتفاع حرارة الأرض، خاصةً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي ترتفع حرارتها بمعدل ضعف المتوسط العالمي، لافتةً إلى أن السبب الأساسي لحدة وتواتر معظم الحرائق هو تغير المناخ الناتج بشكل أساسي عن حرق النفط والغاز والفحم "نحن نواجه بالفعل شحاً في المياه وتصحراً وتراجعاً في الغطاء النباتي وكلها عوامل تزيد من مخاطر اندلاع الحرائق".
ودعت الحكومات إلى وضع خطط تكيّف مناخي شاملة وعاجلة، مؤكدة على الحاجة الملحة إلى تمويل مناخي من الدول ذات الانبعاثات التاريخية العالية وشركات النفط العالمية، لمساعدة الدول في المنطقة على الاستعداد لمثل هذه الكوارث والتعافي منها "يجب الالتزام بإرشادات الوقاية من الحرائق التي توصي بها المنظمة، واتباع إجراءات السلامة عند حدوثها".