في ذكرى استشهادها الـ 33... بيريتان هيفي رمز المقاومة والكرامة

أحييت منسقية حزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK) الذكرى الـ 33 لاستشهاد المناضلة بيريتان هيفي، وجددت عهدها بمواصلة الكفاح من أجل حرية المرأة، مستلهمة من تضحياتها وإرثها النضالي.

مركز الأخبار ـ أكدت منسقية حزب حرية المرأة الكردستانية، أن نضال بيريتان هيفي البطولي سيبقى منارة تهتدي بها الأجيال في مسيرتها نحو الحرية، مشيرةً إلى أن موقفها جاء تجسيداً لخط الحرية والكرامة.

بمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين لاستشهاد المناضلة بيريتان هيفي (كلناز كاراتاش)، أصدرت منسقية حزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK) اليوم الجمعة 24 تشرين الأول/أكتوبر بياناً جاء فيه "نحيي ذكرى الرفيقة بيريتان هيفي، التي وصف القائد أوجلان نضالها بأنه كان تجسيداً للحب والشرف، بكل مشاعر الاحترام والامتنان نستذكر تضحياتها البطولية التي أصبحت رمزاً للكرامة والمقاومة، ونؤكد أن إرثها النضالي سيبقى منارة تهتدي بها الأجيال القادمة في مسيرتها نحو الحرية".

وأشار البيان إلى أن بيريتان هيفي ولدت في سولهان عام ١٩٧١، وتنحدر من مدينة ديرسم، تعرفت على حزب العمال الكردستاني خلال سنوات دراستها الجامعية، وانضمت إلى صفوفه في عام ١٩٩١ ورغم أنها لم تُكمل عامها الثاني في صفوفه، إلا أنها سطرت اسمها في التاريخ بنضالها الذي يُضاهي نضال أوجلان، والذي أظهرته في أصعب الظروف.

وأوضح البيان أن العملية العسكرية التركية المعروفة بـ "ما وراء الحدود" التي أُطلقت عام 1983 لم تحقق أهدافها، مما دفع الدولة التركية إلى توسيع نطاقها بمشاركة قوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، في مواجهة هذه الهجمات الجوية والبرية العنيفة، أظهرت المقاتلات الكرديات شجاعة وتضحية استثنائية، وكانت الوحدات النسائية في طليعة الرد على الهجمات في عدة مناطق استراتيجية "في منطقة حفتانين تصاعدت وتيرة المقاومة بقيادة القائدة مهريبان ساران، بينما في جبهة خاكورك واجهت بيريتان هيفي محاولات الاستسلام بإصرارها على المقاومة، مجسدةً روح النضال والصمود حتى لحظاتها الأخيرة".

ولفت البيان إلى أنه في الخامس عشر من تشرين الأول/أكتوبر من عام 1992وقفت الرفيقة بيريتان هيفي شامخة كالحصن المنيع في وجه العدو تقاتل بشجاعة حتى آخر طلقة في سلاحها، وعندما نفدت ذخيرتها اختارت كسر سلاحها وألقت بنفسها من على جرف مفضّلة الشهادة على الوقوع في الأسر، هذه الملحمة البطولية لم تُروَ فقط من رفاقها بل حتى من شهادات البيشمركة الذين كانوا في صفوف العدو آنذاك، مما يعكس عظمة موقفها.

وأكدت منسقية حزب حرية المرأة الكردستانية في بيانها أن بيريتان هيفي جسدت مبدأ حرب الحرية الآبوجية، القائم على المقاومة حتى الرمق الأخير، وعدم الاستسلام مهما كانت الظروف، كانت مؤمنة بأن النصر يولد من رحم الصمود، وأن الكرامة لا تُفدى إلا بالتضحية، بهذه البطولة أثبتت أنها الوريثة الحقيقية لمواقف ظريفة وبسة وأنها رمزٌ خالد في ذاكرة النضال الكردي ضد القهر والاستسلام.

وأضاف البيان أن ما قامت به بيريتان هيفي لم يكن عملاً انتحارياً بل كان تجسيداً نقيّاً لخط الحرية، لقد واجهت القومية الرجعية والاستسلام، والانتهازية، والرجعية بكل شجاعة، وعبّرت من خلال موقفها عن رفضٍ قاطع لكل أشكال الخنوع والخضوع، مشيراً إلى أن حب بيريتان هيفي لحرب الحرية الآبوجية كان نابعاً من إيمان عميق بقضية الحرية، وإيمان لا يتزعزع بقوة المرأة ودورها الريادي في النضال، لقد ساهمت في ترسيخ هذا الإيمان من خلال مشاركتها الفاعلة في صفوف الكفاح، مما مهّد الطريق لاتخاذ قرار تاريخي بضم النساء إلى الجيش وجعل نضال المرأة جزءاً لا يتجزأ من مسيرة التحرر لتتحول بذلك إلى مصدرٍ حاسم للإيمان والقوة، ليس فقط لرفيقاتها، بل لكل من آمن بالحرية، وأن الكرامة تُصان بالمقاومة لا بالاستسلام.

وأشار البيان إلى أن بيريتان هيفي أصبحت تجسيداً حيّاً لتناغم القتال، والحرية، والجمال، والحب، من خلال انخراطها في حرب الحرية الآبوجية، تحولت إلى مناضلة من أجل انتصار في معركة الحرية الصعبة، وخاصة في نضال المرأة من أجل كرامتها ووجودها الحر، حيث أنها عرفت بشخصيتها العميقة والواعية وبقوة فكرها وصلابة إرادتها وشجاعتها التي لا تعرف التراجع وتضحيتها التي امتدت إلى كل جوانب حياتها من الفكر إلى القصيدة لقد عبّرت يومياتها وما تركته من أدب وشعر عن سعيها المتواصل نحو حياة حرة، ذلك السعي الذي يُضفي على حياة المناضل بُعداً إنسانياً، وينمو ويتطور عبر المقاومة، كما أنها  بروحها النضالية، وإصرارها، وحبها، ومعاييرها الصارمة في العمل، وموقفها الحازم من الخيانة لم تكن فقط رمزاً للتضحية، بل منارة تهدي دروب المناضلين، وستظل هذه الشعلة ساطعة في ذاكرة كل من آمن بالحرية والكرامة.

وشددت المنسقية في بيانها أن "شعلة بيريتان هيفي ستبقى متقدة في أيدينا، كمصدر للإلهام والقوة، سنواصل السير على دربها بفكر واضح وخطى شجاعة، كما نما جيشنا النسائي نما إرث الشهيدات ونما معه مطلبنا الجوهري في حماية الذات لكل النساء كحق أساسي لا يُساوم عليه، أن هذا المطلب يستند إلى معيار الاشتراكية وفلسفة الحياة الحرة للمرأة التي أرساها القائد أوجلان في نهجه التحرري تجاه المرأة، وهو ما يدفعنا اليوم لتعزيز نضالنا ضد ثقافة العبودية المفروضة على النساء، تماماً كما فعلت بيريتان هيفي ورفيقاتها في هذه المرحلة، أن البيان الذي يُجسد رؤى الحرية في عهد قائدنا هو قوة لبناء حياة جماعية.

وأكدت منسقية حزب المرأة الحرة الكردستانية في ختام بيانها أنهم سيعملون على تجسيد هذه الرؤية بعزيمة لا تلين، وإصرار لا يتراجع، وشجاعة لا تُهزم وإيمان لا ينكسر وفي شخص الشهيدات بيريتان هيفي "نستذكر جميع شهدائنا في درب الحرية، بكل احترام ومحبة وشوق وامتنان، ونُجدد عهدنا بأننا سنُكمل هذا الكفاح حتى تحقيق النصر الكامل للحرية".