'أملٌ في أفغانستان خالي من وصمة التطرف'

أكدت الناشطة يلدا أحمد أن الشعب الأفغاني، رغم القمع قادر على المقاومة بإمكاناته الذاتية لأنه يدرك أن لا منقذ له سوى نفسه، وترى أن التغيير الحقيقي لن يتحقق إلا عندما يرفض الشعب الفاسدين ويبدأ ببناء مستقبل أفضل بخطواته الخاصة.

بهاران لهيب

أفغانستان ـ على مدار السنوات الأربع الماضية، واجهت النساء في أفغانستان ظروفاً قاسية ومؤلمة، سواء من بقي منهن داخل البلاد أو من اضطررن إلى مغادرتها، فلم تقتصر معاناتهن على الفقر والبطالة والحرمان من الحقوق الأساسية، بل امتدت مؤخراً إلى انقطاع الإنترنت وشبكات الاتصالات، ما أدى إلى فقدان التواصل مع أحبائهن، وتعطيل التعليم، وتوقف الأعمال الرقمية.

هذا الانقطاع لا يزال يثير القلق، إذ تنتشر يومياً على وسائل التواصل الافتراضي أخبار عن احتمال تكراره، مما يضع الناس في حالة من التوتر والخوف المستمر إلى جانب الأثر النفسي، خلّف هذا الوضع خسائر مالية كبيرة، خاصة للتجار والمشاريع المرتبطة بالإنترنت، ما يشكّل ضربة موجعة للمجتمع الأفغاني قد تستمر آثارها لسنوات.

وفي هذا السياق، عبّرت الناشطة في مجال حقوق المرأة وعالمة النفس الأفغانية يلدا أحمد، عن تجربتها الشخصية ورؤيتها حول تأثير انقطاع الإنترنت وشبكات الاتصالات على حياة النساء والمجتمع بشكل عام.

وقالت إن "وصول حركة طالبان إلى السلطة أدخل الشعب الأفغاني، خاصة النساء في مرحلة مظلمة من حياتهم، حتى بات التنفس أحياناً تحدياً يومياً"، مضيفةً أن "طالبان تمارس تضييقاً ممنهجاً على الحياة اليومية، حيث تغلق أبواب المدارس والجامعات والمكاتب في وجه النساء، وتصدر قرارات معادية لحقوقهن، وصولاً إلى قطع الإنترنت الكامل في البلاد".

وأوضحت أن "انقطاع الإنترنت لمدة 74 ساعة خلّف آثاراً جسيمة، إذ يعتمد كثير من الأفغان على العمل والتعليم الإلكتروني، ما أدى إلى توقف أنشطتهم بالكامل، كما خلّف هذا الانقطاع حالة من الذعر النفسي، حيث خشي الناس من اندلاع حرب جديدة، والنزوح مجدداً، وفقدان أحبائهم".

وأشارت إلى أن "وراء هذا الانقطاع ترتيبات سياسية وعسكرية واستخباراتية، ما زاد من حالة الخوف والقلق، وجعل حياة الناس عرضة للمراقبة والسيطرة، مع حرمانهم من أبسط وسائل التواصل والفرص المتاحة".

وعبرت يلدا أحمد عن إيمانها العميق بقدرة الشعب الأفغاني على الصمود والمقاومة "لديّ أمل كبير في أبناء بلدي، فهم قادرون على إيجاد سبل للمواجهة مهما كانت بسيطة، لأنهم يدركون جيداً أنه لا منقذ لهم سوى أنفسهم".

وانتقدت الاجتماع الأخير الذي عُقد في باكستان، والذي ضمّ شخصيات من المعارضة، رجالاً ونساءً ممن كانوا خلال العقدين الماضيين جزءاً من منظومة الفساد والخيانة في أفغانستان، واصفةً هذا اللقاء بأنه محاولة فاشلة لتقديم حلول مزعومة للوضع الراهن، خاصة فيما يتعلق بحقوق النساء.

وأكدت أن الشعب الأفغاني بات أكثر وعياً، ولم يعد مستعداً للوقوع في فخ أولئك الذين سبق أن خذلوه، مشيرةً إلى أن هؤلاء لا يسعون إلا لتحقيق مصالحهم الشخصية "لن يتحقق التغيير الحقيقي إلا عندما يدرك الشعب قوته الذاتية، ويبدأ ببناء مستقبل أفضل بإمكاناته الخاصة، ولو من خلال خطوات صغيرة، ونحن على أمل أن تتحرر أفغانستان من دنس التطرف، وتنهض نحو الحرية والكرامة".