ضحايا جدد لانفجارات ألغام حوثية في تعز والحديدة
فقد ثلاثة مدنيين حياتهم وأصيبت طفلة بجروح خطيرة جراء انفجار ألغام زرعها الحوثيين في مدينتي الحديدة وتعز، في حادثة جديدة تعكس استمرار تهديد الألغام لحياة المدنيين في اليمن.
مركز الأخبار ـ يواصل المدنيون في مدينة تعز وسائر المناطق المتأثرة بالصراع دفع ثمن الحرب التي يشنها الحوثيين، وسط معاناة متفاقمة تتراوح بين جراح لا تلتئم وحياة مهددة في كل لحظة، في ظل غياب أي إجراءات حقيقية تضمن حماية السكان.
لقي ثلاثة مدنيين حتفهم وأصيبت طفلة بجروح خطيرة أمس الجمعة 24 تشرين الأول/أكتوبر، جراء انفجار ألغام أرضية زرعها الحوثيين في مدينتي الحديدة وتعز جنوب وغرب اليمن.
ففي جزيرة كمران بمدينة الحديدة انفجرت ألغام بحرية زرعها الحوثيين في شاطئ "مهب الريح"، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مواطنين أثناء عملهم في البحر بحثاً عن لقمة العيش، وأدان وكيل مدينة الحديدة، استمرار الحوثيين في زرع الألغام في المناطق المدنية، مؤكداً أن هذه الممارسات تشكل تهديداً مباشراً لحياة السكان، معبّراً عن تعازيه لأسر الضحايا.
وفي مدينة تعز أصيبت الطفلة بدا بجاش علي محمد البالغة من العمر 13 عام بجروح متعددة في يديها ووجهها، إثر انفجار لغم أرضي أثناء جمعها للحطب في منطقة الكدحة بمديرية المعافر، نتيجة لانعدام الغاز المنزلي.
وقال مدير مكتب شؤون الحصار، أن الطفلة نُقلت إلى أحد المراكز الطبية لتلقي العلاج، مشيراً إلى أن الحادثة تأتي ضمن سلسلة من الجرائم التي يرتكبها الحوثيين عبر زرع الألغام في القرى والمزارع والطرقات.
وخلال الأشهر الثلاثة الماضية كشفت إحصائيات للأمم المتحدة عن مقتل سبعة مدنيين في مدينة الحديدة بسبب الألغام الحوثية، فيما قدّرت منظمات حقوقية عدد ضحايا الألغام في اليمن خلال السنوات العشر الماضية بنحو عشرة آلاف مدني، بينهم نساء وأطفال.
ووفقاً للتقارير الحقوقية والدولية والمحلية تسببت ألغام الحوثيين بمقتل وإصابة آلاف اليمنيين خلال السنوات الماضية، بينهم نسبة كبيرة من الأطفال والنساء، حيث يزرع الحوثيين هذه الألغام بشكل عشوائي في المناطق السكنية والطرقات العامة وحتى في المزارع والآبار، لتتحول إلى مصائد موت تهدد حياة المدنيين لسنوات قادمة.
ويرى ناشطون أن استمرار هذه الجرائم يعكس الاستهتار الحوثي بأرواح اليمنيين، مؤكدين أن الألغام تحولت إلى سلاح انتقامي يستخدمه الحوثيين ضد كل منطقة تخسرها عسكرياً تاركة وراءها إرثاً من الدم والمعاناة.
وطالب نشطاء وحقوقيون المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتهم والضغط الجاد على الحوثيين للكشف عن خرائط الألغام المزروعة في مناطق واسعة من البلاد، والعمل على محاسبة القيادات المتورطة في هذه الجرائم التي لا تسقط بالتقادم.