بين الفرح والحزن... ردود أفعال نساء غزة حول وقف إطلاق النار

دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ اليوم الأحد، مثيراً الأمل بإنهاء الحرب المدمرة والمستمرة منذ 15 شهراً والتي خلفت عشرات آلاف القتلى في القطاع، فيما زادت القوات الإسرائيلية من هجماتها قبل الانسحاب من عدة مناطق.

رفيف اسليم

غزة ـ تتفاوت أراء النساء الفلسطينيات حول اتفاقية وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فما بين الفرح الشديد والرغبة بالعودة إلى الديار، تتسلل مشاعر الحزن واليأس لمن فقدن أبنائهن وأحبائهن أو نسفت بيوتهن ليبقى ذلك الخليط من المشاعر يتحكم بهن لا تعرفن شيء سوى أنهن حظين بفرصة للنجاة وعيش الحياة التي حرموا منها منذ السابع تشرين الأول/أكتوبر 2023 حتى اليوم.

أبدت هالة المصري سعادتها بخبر وقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة، إلا أنها حزينة على ما فقدت من أحباب خاصة شقيقاتها الاثنتين تاركين ورائهن فتيات صغيرات لا يعرفن كيف يتدبرن أمورهن، مشيرة إلى أن الهدنة ستمنحها فرصة لزيارة قبورهم دون الخوف من صاروخ ما يفتت رأسهن.

ولفتت إلى أن أول ما ستقوم به بعد انتهاء الهجوم هو الاطمئنان على ما تبقى من بيتها ومحاولة إصلاحه نظراً لندرة وجود المأوي المخصصة، قائلة إن الانتظار شعور صعب فهي قامت بتجهيز حقيبتها منذ يوم الإعلان عن وقف إطلاق النار، وكأنها في حلم يصعب تصديقه، خاصة بعد إخبار القوات الإسرائيلية لها بأن العودة لشمال القطاع هو حلم ولن يناله قاطني قطاع غزة مرة أخرى في حياتهم وسينتهي به الأمر جميعهم في مخيمات جنوب القطاع.

وعن الصعوبات قالت إنها تتمنى ألا تفجع بخبر مقتل شخص جديد من عائلتها خاصة أن الأخبار مع شمال القطاع قطعت منذ بدء العملية البرية هناك، فتجد أحبائها وأقاربها قد أصبحوا جثث هامدة تحت ركام المنازل التي ظنوا أن جدرانها سوف تحميهم من جنون الغارات الإسرائيلية.

أما عن مكسبها من ذلك الاتفاق تؤكد أنه الاطمئنان على الأهل والأصدقاء في جنوب وادي غزة، بعد عام وثلاثة أشهر من القطعية القسرية التي فرضت عليهن بالقوة لتعشن الاغتراب وهن في بلد واحدة هو بمثابة مكافئة لها خاصة بعد نزوح ابنتيها إلى هناك، وإنجاب حفيدة لها لم تراها سوى من خلال الصور عبر شاشة هاتفها.

ترى هالة المصري، أن المرأة الفلسطينية قوية تستطيع تدبر أمورها، فقد استطاعت العيش في خيمة والتكيف معها ورعاية عائلتها وسط ظروف قاسية، متمنية أن تتم إعادة الإعمار بأسرع وقت.

 

 

تشعر تمام المقادمة، بالحزن كون الفقد كان أصعب من قدرتها على تحمل موت نجلها، وموت زوج ابنتها وموت زوجها لتصبحن ثلاث أرامل ينتقلن وحدهن طوال مدة الهجوم على غزة، لافتة أنها نزحت أكثر من 15 مرة وهي تحمل الأمتعة والأطفال الذين لا يتوقفون عن البكاء.

وأشارت إلى أن القوات الإسرائيلية دمرت منزلها بشكل كامل فلا مكان لديها ترجع إليه، لذلك ستبقى في مخيم النزوح الذي تعيش به الآن حتى تعرف كيف ستدبر أمرها وحدها، مضيفة أنها قد دمرت مزرعتها أيضاً والمقدرة بـ 8 دونمات والتي كانت تصدر منها للأسواق في غزة وخارجها وتقدر خسارتها بعد تجريف تلك المزرعة بمئات الآلاف.

لا تحزن تمام المقادمة على البيت، أو المزرعة، أو المخازن لديها، فقهرها على فلذة كبدها أكبر بكثير، خاصة أن ابنها الأصغر ما زال مفقود ولا تعلم عنه شيء منذ أشهر على الرغم من تواصلها مع المؤسسات الدولية المعنية بذلك فتخشى مواجهته ذات المصير الذي لاقاه شقيقه الأكبر، متمنية أن يصلها وهو بالسلامة التامة.

تتمنى تمام المقادمة، أن يتم توفير ملاجئ مناسبة لهن وتوفير أغطية وملابس تقيهن البرد الشديد، لافتة إلى أنها كانت تشعر بالخذلان والحزن من الدول العربية والعالم لكنها اليوم بعد تنفسها الصعداء تطلب ألا يذوق أي شعب بالعالم ما عايشه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وأن يعم الأمن والسلام في كافة الدول العربية ولا تحزن أي أم على فقد طفلها أو أحبائها.