بين الإنجاز والتقصير... كيف يقيّم أهالي إقليم شمال وشرق سوريا عمل البلديات؟

تعمل الإدارة الذاتية في إقليم شمال وشرق سوريا وفق نظام البلدية التي هي مؤسسة خدمية تقوم بتطوير المدن والقرى المحيطة بها، وتعمل على تحسين البيئة والشوارع إضافةً لبناء المنشآت، ومنها الحدائق العامة، وتنظيم الأسواق، وكل ما يهم المواطن.

مركز الأخبار ـ منذ ثورة 19 تموز عام 2012 تغير نظام العمل في المدن التي خرجت عن سيطرة النظام السوري البائد "الحسكة وقامشلو وكوباني" ثم توسعت مع دحر داعش وإعلان الإدارة الذاتية في إقليم شمال وشرق سوريا، وبدأ العمل وفق النظام الفيدرالي، وبالتالي أصبحت البلدية الأساس في المجتمع بعد التخلص من النظام المركزي.

بهذا التقرير تستعرض وكالتنا الجهد المقدم من البلديات في مقاطعات دير الزور والطبقة والرقة ومدينة الحسكة، وكذلك التقصير في خدمة المواطن من خلال آراء عدة نساء.

 

بلديات مقاطعة دير الزور تقصير في تعبيد الطرقات

يقع حي الرواق ضمن مدينة هجين في الريف الشرقي لمقاطعة دير الزور، وهي منطقة تعرّضت في السنوات الماضية لتبعات الحرب، ما أدى إلى تضرر بنيتها التحتية بشكل واسع، وعلى الرغم من البدء ببعض المشاريع الخدمية، لا تزال عدة أحياء تعاني من غياب التعبيد والخدمات الأساسية.

وقالت عايدة الجولان، التي تسكن في الحي إن الشارع الذي يوجد فيه منزلها يخدم ما بين 170 إلى 180 منزلاً، ويضم أكثر من 575 طالباً يتوزعون على ثلاث مدارس، مشيرةً إلى أن الطريق يحتاج إلى تعبيد وإصلاح "أطفالنا يتعرضون لحوادث كل شتاء، كما يُعاني السكان أيضاً من تلف مستمر في السيارات والدراجات النارية نتيجة الحفر والتشققات المنتشرة في الشارع. هذا الوضع يجبر الأهالي على صرف مبالغ كبيرة لإصلاح آلياتهم، وهو ما يثقل كاهل الأسر محدودة الدخل".

وطالبت بتعبيد الشارع الرئيسي لحي الرواق وتوفير خطة صيانة دورية لمنع تفاقم الأضرار مستقبلاً، وكذلك التنسيق مع لجان الأحياء والأهالي لمتابعة الخدمات وضمان العدالة، مؤكدة أن التكاتف والتعاون بين الأهالي والبلداية مهم لضمان الاستمرار في تقديم الخدمات.

 

 

بلديات مقاطعة الرقة وإعادة بناء البنية التحتية

أما عن دور البلدية في تطوير الواقع الاجتماعي والنهوض به قالت سعاد ويسو من مقاطعة الرقة "ساهم عمل البلديات في المنطقة بشكل فعال وحقيقي في النهوض بالمجتمع وإعادة بناء البنية التحتية التي تضررت وتدمرت بشكل كامل إبان سيطرة داعش".

وبينت أن الأعمال والخدمات التي قامت بها بلديات الشعب في المنطقة تمثلت في "تأمين كافة الخدمات الفنية والاستثمارية  واحتياجات المنطقة الخدمية منها إعادة بناء وعمل  الجسور القديمة والمتضررة في المدينة والأرياف، والتي تعتبر خط استراتيجي يوصل المدن فيما بينها، والتي كان أخرها جسر الرشيد، إضافة إلى تنظيم الأسواق والأحياء وضبط الأسعار للمحال التجارية".

وعن دور المرأة ضمن نظام البلديات أشارت سعاد ويسو إلى أن المرأة "لعبت دور بارز وهام ضمن اتحاد البلديات، وشاركت في كافة المكاتب والأقسام واللجان، وفي الرئاسة المشتركة مساواة مع الرجل في اتخاذ القرارات وطرح الآراء حيال المشاريع الخدمية في المنطقة والذي ساهم بدوره في تمثيل المرأة في كافة الجوانب، والنهوض بالواقع الخدمي".

ولفتت إلى أهمية نظام البلدية في المنطقة ومساهمته في تعزيز التعاون المشترك بين الجنسين "لم يتم تمثيل المرأة  ودورها في نظام البلديات سابقاً والذي كان مسند إلى الرجل فقط، أما اليوم وبعد تطبيق مشروع الأمة الديمقراطية لعبت المرأة دوراً كبيراً ومهم في عمل البلديات". 

ولا يخلو العمل البلدي من التقصير في عدد من المواضيع ومنها رمي النفايات كما تبين سعاد ويسو "نعاني بالوقت الراهن من ظاهرة رمي النفايات في الأماكن والمرافق العامة والحدائق لذلك يجب رفع وتيرة العمل أكثر من ناحية حملات النظافة للشوارع والأماكن العامة وتزويد المنطقة من سيارات وحاويات النفايات وزراعة عدد أكبر من الأشجار، وأن يترافق ذلك مع تثقيف مجتمعي من أضرار رمي النفايات وذلك عبر توزيع بروشورات تثقفية وإرشادية لأهمية الحفاظ على البيئة والطبيعة".

كما أشارت إلى مشكلة الحفر في عدد من الطرقات "تحتاج المنطقة لتعبيد كافة الشوارع كونها مشكلة نعاني منها في فصل الشتاء أكثر بسبب هطول الأمطار التي تشكل مستنقعات ومطبات وتسبب في حوادث سير، والعمل عل حل مشاكل الصرف الصحي، وتوفير أعمدة الإنارة لكافة الشوارع خاصة الشوارع الضيقة". 

واقترحت سعاد ويسو "افتتاح مكان خاص للبسطات كونها مصدر رزق لأهالي المنطقة، مع تفعيل لجان مختصة في متابعة الخدمات وتقييمها، وافتتاح مشاريع اقتصادية وتنموية تساهم في النهوض بالمنطقة وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتعزيز بيئة آمنة وصحية، مع مشاركة حقيقية للمرأة في جميع اللجان".

 

 

تعزيز الجانب السياحي في مقاطعة الطبقة

في مقاطعة الطبقة ركزت حليمة الجمعة على جمال المدينة المجاورة لنهر الفرات "على بلدية الشعب دعم المشاريع على ضفاف الفرات وبناء مطاعم وفنادق وتعبيد الشوارع لجذب السياح إليها، فهي تشهد توافد كبير إلى شواطئها من المناطق المحيطة بها، إلا أنه لو توفرت الفنادق والمطاعم لربما كان العدد أكبر ويكونوا من خارج المنطقة".

كما لفتت إلى أهمية افتتاح مشاريع زراعية لإضفاء جمالية على المدينة، مما يوفر كذلك فرص عمل للنساء فيها، والاهتمام بالنظافة وتوعية الأهالي بضرورة المشاركة في هذا العمل، إضافةً لتعبيد الطرقات وتركيب الإنارة في الحارات الشعبية.

 

 

"المشاريع لا تشمل كل الأحياء"

دلفين أيوب من سكان مدينة الحسكة ترى أن هناك تهميش لبعض المناطق مشيرةً إلى مكان سكنها في حي مشيرفة الذي يفتقر لتعبيد الطرقات وكذلك لمولدة.

وأشادت بافتتاح حديقة 4 نيسان "هذه الحديقة مكان جيد ليتنزه فيه أطفالنا، وكذلك لتخرج الأمهات من جدران منازلهن، وهناك مشروع طريق حي المفتي وهذا مهم أن يكون لكل منطقة مشروع".

وتمنت أن تهتم بلدية الحسكة أكثر من أجل النظافة، مبينةً أن الجهود الفردية للمواطنين لا تكفي "نحتاج لأن تلتزم سيارات البلدية بإزالة القمامة وأن تنشر الحاويات في الأحياء فنحن نجمع القمامة ونحرقها أي نقوم بدورنا".

وأشارت إلى أهمية تحسين الصرف الصحي الذي قامت به بلدية الشعب في الحسكة بداية العام الجاري "تم العمل على التمديدات الصحية والصرف الصحي، وتخلصنا من الحفر الفنية، ولكن الطرقات مشكلة حقيقية نعاني منها، وحينا بدون مولدة وهذه هي مطالبنا منهم".

ختاماً لا بد من الإشارة إلى التحديات التي تواجهها مناطق إقليم شمال وشرق سوريا وحالة العسكرة المستمرة نتيجة التهديدات الخارجية والداخلية.