بروين يوسف تدعو السوريات إلى تبني أفكار وموقف مشترك
أكدت الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي بروين يوسف، على ضرورة تنظيم المؤتمر الوطني للمرأة السورية بالتعاون مع النساء السوريات "كنساء سوريات، علينا أن نتحد تحت سقف مشترك وحول وجهات نظر وأفكار وموقف مشترك".

نوجان آراس
الحسكة ـ مع بداية ثورة 19 تموز في إقليم شمال وشرق سوريا، حققت المرأة السورية إنجازات ملحوظة وتقدماً كبيراً في مجالات اجتماعية متعددة بفضل كفاحها وجهودها. لقد قادت النساء ثورة روج آفا، حيث ناضلن بلغة وثقافة خاصة بهن، مما ساهموا في تعزيز المقاومة وتحقيق مكاسب للمرأة الكردية على مستوى العالم.
لقد وقعت هيئة تحرير الشام الجهادية، التي وصلت إلى السلطة في سوريا بعد الإطاحة بنظام البعث في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، العديد من القرارات في وقت قصير، متجاهلة حقوق العديد من الفئات المقيمة في سوريا، ومواصلة العقلية الأحادية لنظام البعث في البلاد.
انعقد المؤتمر الأول للنساء الكرديات في قاعة حديقة "آزادي" بمدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا، يوم 23 آذار/مارس الجاري، تحت شعار "بقيادة النساء الكرديات ستتحقق الوحدة الوطنية الكردية"، بحضور نساء من الأحزاب السياسية ومثقفات وكاتبات وشخصيات وفنانات وصحفيات وممثلات عن المنظمات والحركات النسائية، وقيادات من وحدات حماية المرأة وممثلات مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية ونحو 300 مندوبة من حلب ودمشق.
كما تحدثن النساء عن التطورات السياسية في سوريا الجديدة، وانعكاس العملية الجديدة على النساء، والضغوطات والهجمات على جدول أعمالهن، إضافة إلى مطالبهن ومقترحاتهن وآرائهن المستقبلية للمؤتمر.
"يجب أن نتوج إنجازاتنا بالنجاح"
وأكدت بروين يوسف الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) والتي شاركت في التحضيرات للمؤتمر، أن المؤتمر أعطى حماساً وأملاً كبيراً للنساء، مشيرةً إلى أن هناك عملية خطيرة تطورت بسرعة وتغيرت وتحولت بعد الإطاحة بنظام الأسد في سوريا، موضحةً أن التغييرات الصارمة في الدستور والعديد من القرارات التي تم اتخاذها على محمل الجد أثرت على النساء سلباً.
ولفتت إلى أنه "من خلال هذه العملية الجديدة، فإنهم يريدون إضعاف إرادة المرأة وخلق الخوف واليأس داخلها، وتكمن أهمية هذا المؤتمر في التغلب على كل هذه الأمور. هدف المؤتمر هو الاستجابة لآمال النساء اللواتي يعشن في سوريا من خلال تطوير حقوقنا القانونية ومبادئنا وثورة المرأة بروح مشتركة من الوحدة. ومن أجل ضمان وحماية كافة حقوقنا الدستورية، علينا نحن النساء في سوريا أن ننظم أنفسنا بروح مشتركة وفكر وإرادة مشتركة، وأن نتحمل المسؤولية".
وبينت أنه "في ثورة روج آفا، قاتلت المرأة، وخلقت قيمها الثورية الخاصة، وتولت الواجبات والمسؤوليات في العديد من المجالات الاجتماعية. في حين أصبحت ثورة روج آفا مصدر إلهام في جميع أنحاء العالم، فإن المكاسب التي تحققت بتكلفة كبيرة خلقت طريقاً جديداً وسعياً جديداً، خاصة بالنسبة للحركات النسائية في جميع أنحاء العالم. إن تتويج مكاسب المرأة في روج آفا بنجاح لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال النضال المشترك والوحدة المنظمة لنا نحن النساء".
"ثورة نساء روج آفا قد تؤدي إلى ثورة نساء سوريا أيضاً"
وأوضحت بروين يوسف أن الدستور الانتقالي في سوريا لا يمكن أن يكون أبداً موافق لمطالب النساء وتطلعاتهن وآمالهن "إن التغييرات والتحولات الثورية التي أحدثتها النساء لن تبقى في ظل هذه القوانين، بل ستنمو وتكبر أكثر فأكثر. ستستمر ثورة روج آفا في التقدم، حاملة الأمل والنور للنساء اللواتي يعشن في السويداء وحماة وحمص والمدن الساحلية، وهذا من شأنه تعزيز الوحدة التنظيمية للثورة النسائية السورية".
واعتبرت أن نساء سوريا ترين هذا الأمر بشكل أفضل اليوم "مع ثورة روج آفا، أصبحت النساء السوريات ترين عن كثب كيف تقود المرأة المجتمع في إقليم شمال وشرق سوريا في العديد من المجالات، من السياسة إلى الاقتصاد، والدبلوماسية إلى الجيش والتعليم، وبفضل هذه الخبرة والمعرفة تستطيع المرأة أن تقود كل النساء اللواتي يعشن في سوريا وثورة المرأة السورية، ويمكن للمرأة أن تشارك بشكل فعال في عملية التغيير والتحول هذه، ونتيجة لذلك فإن ثورتنا النسائية مستمرة بلا هوادة، واليوم دخلنا مرحلة جديدة في كل أنحاء سوريا".
وأضافت أن "التراكمات والخبرات وأمثلة التغيير التي تشكلت في إقليم شمال وشرق سوريا ستنتشر في جميع أنحاء سوريا وتساهم في التغيير والتنمية".
"يجب أن نتحد تحت سقف واحد"
وأشارت بروين يوسف إلى أن المؤتمر الأول للنساء الكرديات عقد بقيادة المرأة الكردية، مؤكدة على ضرورة تنظيم مؤتمر المرأة الوطني السوري بمشاركة النساء السوريات أيضاً "كنساء سوريات، علينا أن نجتمع تحت سقف مشترك ونتحد حول رؤية وفكر وموقف مشترك، وفي مستقبل سوريا الجديد، يمكننا إعادة بناء سوريا ديمقراطية جديدة لامركزية وأكثر ديمقراطية وتنوعاً، وعلى هذا الأساس يجب أن نقيم المجتمع الحر، وهو حلم كل المجتمعات وشهدائنا. بقوتنا المنظمة ونضالنا يجب أن نضمن تمثيل كافة الشعوب بحرية، وخاصة الثقافة واللغة والوجود الكردي".