بمشاركة نسائية لافتة حضوراً وإخراجاً... مهرجان كابريوليه يختتم فعالياته
بمشاركات فنية متنوعة بين التمثيل الحي والأفلام المتحركة خاصةً النسائية، اختتم مهرجان كابريوليه Cabriolet للأفلام القصيرة في نسخته السابعة عشرة تحت شعار "العصيان" تم خلالها عرض 42 فيلماً قصيراً.

سوزان أبو سعيد
بيروت ـ ركزت الأفلام التي تم عرضها في مهرجان كابريوليه على مواضيع متنوعة، مثل القضايا الاجتماعية والإنسانية، العلاقات الإنسانية، الثقافة والهوية، الحالات النفسية، أو انعكاسات للأوضاع السياسية الراهنة من منظور إنساني أو فردي وليس سياسياً بحتاً.
اختتم مهرجان Cabriolet للأفلام القصيرة في نسخته السابعة عشر أمس الأحد الثامن من حزيران/يونيو بعد انطلاق فعالياته لمدة ثلاثة أيام ابتداء من السادس من الشهر ذاته، وذلك تحت شعار "العصيان" تم خلاله عرض 42 فيلماً قصيراً تم انتقاءها من بين 3500 فيلماً منوعاً، وتزامن عرضها بين 13 منطقة لبنانية تعرض جميعها في الهواء الطلق، بهدف جعل السينما في متناول الجميع خصوصاً الذين لا يملكون فرصة لدخول صالات السينما التقليدية، كما شكل مساحة للتواصل المباشر بين المخرجين والممثلين والجمهور، واكتشاف المواهب الجديدة والاحتفال بالطاقة الإبداعية اللبنانية ومن كافة بلدان العالم.
وتميز مهرجان هذا العام بمشاركات فنية متنوعة بين التمثيل الحي والأفلام المتحركة، ومن مخرجين من دول عربية مثل لبنان، السعودية، الأردن وفلسطين ومن دول من العالم مثل إيطاليا، فرنسا، إسبانيا، الولايات المتحدة الأميركية، رومانيا، وسويسرا، كما ويتم انتقاء عرابين للمهرجان كل عام، حيث كانت هناك عرابات مثل الفنانة جوليا قصار في نسخته التاسعة في العام 2015، وكذلك الفنانتين اللبنانيتين ريتا حايك وكارمن بصيبص، ندى أبو فرحات، نادين لبكي وغيرهن، أما نسخة هذا العام فكانت للفنان كميل سلامة.
وذكر مُوقع المهرجان في تقدمته لنسخته الأخيرة متوجهاً للمخرجين والمخرجات "في عالمٍ يهيمن عليه التقليد الأعمى والتقاليد البالية، ويُجسد شعار "العصيان" أو "التمرد" الشجاعة اللازمة لشقّ طريقك الخاص، وتحدي الأعراف، والدفاع عن معتقداتك، فهو يتعلق بالتحرر من توقعات المجتمع، والجرأة على الاختلاف، واحتضان المرونة اللازمة للبقاء على أصالتك، حتى عندما يكون الطريق صعباً".
ودعا الموقع صانعي الأفلام من جميع أنحاء العالم لاستكشاف الأبعاد المتعددة للعصيان "بأنه شكل من أشكال التحرر الشخصي، وتعبير عن الهوية، والتزام راسخ بقضية ما، حيث يمكن للأفلام القصيرة أن تلتقط قصص الذين يقاومون ويتحدون السلطة ويتجاوزون الحدود ويرفضون التنازل عن معتقداتهم"، مؤكداً أنه سواءً أكانت قصص العصيان خفية أم جريئة، سلمية أم استفزازية، فهي حكايات عن التمكين والمثابرة والفردية "من خلال هذا العنوان نسعى إلى الاحتفاء بالقوة التحويلية لـ"العصيان" والأصوات التي تسمو فوق التقليد".
وتميز مهرجان هذا العام بمبادرة جديدة مخصصةً للأطفال، حيث يعرض أفلاماً موجهة لهم في جلسات خاصة، بالتعاون مع مهرجانات دولية للأفلام القصيرة مثل مهرجان "كليرمون فيران" Clermont-Ferrand الدولي للأفلام القصيرة، أحد أهم وأعرق المهرجانات السينمائية في العالم، حيث أقُيمت العروض الخاصة بالأطفال في السابع من حزيران/يونيو الجاري، في عدة مناطق لبنانية منها، متحف سرسق (بيروت)، مسرح إشبيليا (صيدا)، صور، زحلة، راس مسقا، وتتضمن برنامجين حسب الفئة العمرية، فضلاً عن ورشات تدريبية موجهة لهم وفقاً للفئات العمرية المختلفة".
وتضمن المهرجان 25 مشاركة نسائية بصورة أحادية أو ضمن مجموعة من المخرجين، حيث تم عرض سبع مشاركات نسائية بين 14فيلم في اليوم الأول و8 مشاركات نسائية بين 13 في اليوم الثاني، أما اليوم الأخير فكانت بـ 10 أفلام من أصل 15 فيلم، والتي تميزت بفسيفساء من المواضيع الإنسانية والاجتماعية واليومية، وتنوعت مواضيعها وأساليبها لتعكس قضايا الحياة والمجتمع، من القضايا الاجتماعية والإنسانية مثل الفقر، الهجرة، التهميش، الصراعات العائلية، والبحث عن الهوية، العلاقات الإنسانية مثل الحب، الصداقة، العلاقات الأسرية، والخسارة، وتركز أيضاً على التعقيدات العاطفية والتفاعلات بين الشخصيات، الثقافة والهوية، مثل أفلام تستكشف التراث الثقافي، العادات والتقاليد، وتأثير العولمة على الهوية المحلية، الحالات النفسية، العزلة، البحث عن الذات، والتحديات الداخلية التي يواجهها الأفراد، الأحداث الجارية والتاريخية، فقد تتضمن أفلاماً تتناول أحداثًا تاريخية مهمة أو انعكاسات للأوضاع السياسية الراهنة من منظور إنساني أو فردي وليس سياسياً بحتاً، وتستخدم الأفلام الدراما الواقعية واللمسات الكوميدية التي تعكس الحياة اليومية.
وفي اليوم الأخير من المهرجان، كان هناك فيلم "البلوة" للمخرجة المبتدئة جيد نخلة، والذي تناول موضوعاً جريئاً، وهو العلاقات بين المراهقين، وحول ذلك قالت "هذا فيلمي الأول وهو مشروع تخرجي من الجامعة اللبنانية، أحببت تناول موضوع حساس للغاية، تميز الفيلم بالطاقم التمثيلي النسائي وحتى المولود الأنثى، فلم يتم التطرق لهذه القضية بالوطن العربي لحساسيتها، ولكن أحببت أن يكون محور فيلمي القصير، بهدف توعية المراهقات والمراهقين".
بدورها أوضحت الفنانة جوليا قصار أنها كانت عرابة المهرجان في عام 2015 وكان عنوانه "المرأة" وتمحورت جميع الأفلام وعددها 42 حينها حول قضايا المرأة على اختلافها، مثل الاحتفاء بإنجازات المرأة في جميع المجالات وتسليط الضوء على التحديات والمسائل التي تواجهها في حياتها اليومية، ودعم القضايا من خلال الفن السابع (السينما)، وإلهام التغيير الذي يؤدي إلى المساواة بين الجنسين، وغيرها من المواضيع.
وهنأت القائمين على المهرجان في نسخته السابعة عشرة قائلة "هذا إنجاز لجهة متابعة أي نشاط ثقافي في الظروف التي نعيشها، ليس ذلك فحسب بل أنه مستمر وبقوة وكذلك انتشاره بعد أن كان مقتصراً على درج الفن في منطقة الجميزة في الأشرفية فهو يعرض وبالوقت بنفسه والأفلام ذاتها في 13 بلدة ومدينة في كافة المناطق اللبنانية".
وأكدت أن "هذا المهرجان يعني لها الكثير، لأنه ابتدأ في منطقة الجميزة التي ولدت فيها وعلى درج الفن الأثري، عدا عن فكرته الذكية بعرض أفلام قصيرة لطلاب الجامعات اللبنانية ومواهب تميزت في جامعاتها، ليتعرف الجمهور عليها، وليس ذلك فحسب بل على أفلام أجنبية"، لافتةً إلى أن هذا الخليط يحمس الأهالي أولاً لتشجيع المواهب الجديدة وللتعرف على الثقافات الثانية من خلال هذه الأفلام القصيرة "الرائع أنه تم عرض هذه الأفلام بالهواء الطلق وبشكل مجاني، كما أن عنوان المهرجان هذا العام كان ملفتاً وذكياً وهو العصيان أو عدم الإطاعة والتمرد، فلكي يستمر الفنان، يجب أن يتمرد بطرحه الذي يتناول الكثير من القضايا والمواضيع التي يعالجها".
وأكدت أن شعار هذا العام يمثل هذا الجيل، فهو يعرف ما يريد خصوصاً النساء المخرجات والمشاركات، لأنهن تعملن على قضايا النساء سواء في لبنان أو العالم، كما لديهن الجرأة والموهبة لطرح القضايا المختلفة "لدينا مخرجات لبنانيات مميزات عملت مع العديد منهن في السينما والمسرح والتلفزيون".