بعد حادثة السيول في إيله... المتضررات تواجهن مصيرهن لوحدهن

عقب حادثة السيول الجارفة في مدينة إيله بشمال كردستان التي راح ضحيتها امرأة وثلاثة أطفال، أظهر سكان الحي رد فعلهم تجاه البلدية التي تم تعين وصي فيها، قائلين إنهم قاموا بإخلاء منازلهم من الطين والمياه المتراكمة بواسطة وسائلهم الخاصة.

مدينة مامد أوغلو

إيله ـ نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت منذ يومين، اجتاحت الفيضانات والسيول الجارفة أحياء مدينة إيله (باطمان) بشمال كردستان وتسببت في أضرار بشرية ومادية جسيمة خاصة في منطقتي حوريت وسيتلار، وأثرت بالضرر على آلاف الأشخاص من بينهم لاليهان كونر (53 عاماً) وأحفادها أسينات وإسرافيل وبيركول كونر الذين جرفتهم مياه السيول معها.

عقب هطول الأمطار التي بدأت حوالي الساعة ١١:٠٠ ليلة ٢٠ تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، اجتاحت فيضانات العديد من الأحياء الواقعة في مركز المدينة، بسبب عدم تنظيف المجاري وقنوات الصرف المسدودة، ولم تلتئم بعد الجراح التي سببتها كارثة السيول التي حلت بسبب إهمال الوصي.

تنظف النساء منازلهن بوسائلهن الخاصة

وحول الفيضانات التي اجتاحت مدينة إيله، أشارت سوزان أكارسو، إحدى سكان حي سيتلار المتضرر، إلى أن "كل ما حدث في يومها كان فجائياً لدرجة لم نفهم ما الذي حدث، عندما سمعت الصوت، هرعت على الفور لإخراج أطفالي من المنزل، لو تأخرت في ذلك قليلاً لما كنا نجونا، والآن إذا دخلتم منزلي، فسوف ترون مكان تدفق المياه، أنقذنا أنفسنا بصعوبة، ولم يستجب أحد للنداء، لقد جاءوا إلينا بعد انتهاء كل شيء".

وأضافت "على الرغم من أننا استغثنا ودعونا كثيراً وقت وقوع الحادث، إلا أنه لم يستجب أحد لمساعدتنا، مر يومان منذ الحادث ونحن في الخارج، لا نعلم ماذا نفعل أو أين نبقى، لقد ضاعت ممتلكاتنا، أشعر بالقلق إزاء ما سيحدث في هذا البرد. حدثت هذه الكارثة بسبب إغلاق فتحات شبكة الصرف الصحي من قبل الحكومة".

"لقد أخرجنا جثث الموتى بجهودنا"

ومن الحي ذاته، قالت كولجيهان كونر "لقد دُمر منزلي بالكامل، وفقد أقاربي حياتهم في هذه الكارثة، وما زلنا لا نعلم من منهم حي ومن في عداد المفقودين ولا نعلم ماذا سيحدث. حل علينا الفيضان فجأة، وضرب المنازل ولم يكن بإمكاننا فعل شيء سوى إنقاذ أطفالنا، حتى جثث موتانا أخرجناها بأنفسنا، ولم يسمع أحد ندائنا، والآن لم يعد لدي منزل ولا ممتلكات، وطلبي الوحيد هو كل من بإمكانه تقديم المساعدة ليقدمها لنا".

من جانبها ذكرت وحيدة كونر أنهم طلبوا المساعدة ولكن لم يذهب أحد لنجدتهم "لو لم نغادر منازلنا، لما كنا على قيد الحياة الآن، اتصلنا بإدارة الكوارث والطوارئ قالوا لنا "افعلوا شيئاً ما لحين قدومنا"، ولم يأت أحد لمساعدتنا، لقد اتصلنا بهم لمرات عدة ولكنهم لم يأتوا، تركنا هنا نصارع الموت وحدنا، لقد قمنا نحن والآخرين بمساعدة بعضنا الآخر، وقدمت الأحياء المساعدات لبعضها، والآن لا أحد يسأل عن أوضاعنا، وبهذا الشكل ننتظر ما سيحدث هنا".

لا أحد يجيب على اتصالهم

زليش شمدين، من سكان حي حوريت، بينت أنه "كنا نسكن في منزل في الطابق الأرضي، اتصلت والدتي وأخبرتنا بأن هناك سيول قادمة، لو تأخرنا 5 دقائق أخرى لكنا الآن موتى، صعدنا إلى سطح الطابق الثالث لإنقاذ أنفسنا، كانت المياه شديدة لدرجة أنها وصلت إلى هناك لكنها توقف في اللحظة الأخيرة، لم نفهم ما حدث، فجأة حلت الكارثة وتوقفت، والآن لم يتبقى أي أثر لمنزلي، وضعنا سيء للغاية، لا نعلم ماذا نفعل، يأتون إلى هنا ويقولون إنهم سوف يساعدوننا، ويغادرون بلا عودة، ولا أحد منهم يرد على مكالماتنا، ولا نعلم أين نذهب في هذا الشتاء".