عائشة دوغان: السلام يبدأ بالأخوة المتساوية لا بجدران الخوف
دعت المتحدثة باسم حزب الديمقراطية والمساواة، عائشة غول دوغان، خلال مؤتمر صحفي في مقر الحزب، إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين في قضية كوباني، مؤكدةً أن استمرار احتجازهم يمثل تجاوزاً قانونياً يرفضه الرأي العام.
أنقرة ـ أكدت عائشة غول دوغان، على ضرورة اتخاذ خطوات قانونية عاجلة لترسيخ العدالة، معتبرةً أن زيارة القائد عبد الله أوجلان تمثل نقطة تحول في مسار السلام.
في مؤتمر صحفي عقدته في مقر حزبها، دعت المتحدثة باسم حزب الديمقراطية والمساواة عائشة غول دوغان، إلى الإفراج الفوري عن جميع السياسيين المعتقلين على خلفية قضية كوباني، معتبرةً أن استمرار احتجازهم يمثل تجاوزاً قانونياً غير مقبول من قبل الرأي العام التركي.
وأشارت إلى أن اللجنة المعنية لم تتمكن من الاجتماع أو عرض جدول أعمالها ما يعكس خللاً يجب معالجته، مؤكدةً أن المرحلة الحالية تتطلب خطوات عملية وقانونية لترسيخ العدالة ومن بينها الاعتراف بقرارات المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان والمحكمة الدستورية دون الحاجة إلى تعديل تشريعي.
وفي سياق متصل، شددت على أن الرأي العام لا يرى في الفساد سبباً حقيقياً وراء الإجراءات القضائية الأخيرة، بما في ذلك قضية إغلاق حزب الشعب الجمهوري ولائحة الاتهام الموجهة إلى بلدية إسطنبول الكبرى والتي تطال رئيسها أكرم إمام أوغلو بعقوبة السجن، معتبرةً أن هذه القضية إلى جانب قضية كوباني تحظى باهتمام واسع محلياً ودولياً.
ولفتت إلى أن الاتهامات المطولة والعمليات المستمرة منذ التاسع عشر من آذار/مارس الماضي، تُفسَّر على أنها ذات دوافع سياسية تهدف إلى إقصاء خصوم سياسيين كما حدث مع صلاح الدين دميرتاش، وختمت بالتأكيد على ضرورة تغيير هذا النهج لضمان العدالة واحترام الإرادة الشعبية.
"هل هناك زيارة إلى إمرالي؟"
وأكدت أن اللجنة المعنية بعملية السلام ستعقد اجتماعها المؤجل الأسبوع المقبل، مشددةً على ضرورة اتخاذ قرار بلقاء القائد عبد الله أوجلان في أول جلسة "أن طرح سؤال حول زيارة اللجنة إلى إمرالي سيكون محور النقاش"، متوقعةً الحصول على رد إيجابي يُساهم في تسريع وتعزيز العملية، مشيرةً إلى أن اللقاء مع القائد أوجلان يجب أن يُدرج ضمن جدول أعمال اللجنة منذ البداية.
وفي سياق متصل، كشفت عن استمرار عمليات التنصت منذ أشهر، وعن تعذر انعقاد اللجنة لأسابيع، معتبرةً أن الأولوية الآن هي مناقشة التقارير والاجتماعات المرتبطة بالجهة المستهدفة بهذه التنصتات، مؤكدةً أن تقديم التوصيات إلى اللجنة أمر لا غنى عنه للمضي قدماً "أن المبادرة التي أطلقتها الأحزاب السياسية في هذا الشأن لا تؤثر فقط على مستقبل تركيا، بل ترسم ملامح القرن المقبل أيضاً".
"السلام الاجتماعي يتحقق من خلال الأخوة المتساوية"
ودعت عائشة غول دوغان، جميع الأحزاب السياسية إلى تبني موقف واضح يدعم السلام الدائم، والديمقراطية، والحياة القائمة على المساواة، مؤكدةً على ضرورة اتخاذ قرار فوري بشأن لقاء القائد عبد الله أوجلان وتشكيل مجلس إدارة اللجنة بمشاركة كافة الأحزاب على أن يعقد أول اجتماع لهذا المجلس في أقرب وقت ممكن.
وشددت على أن تحقيق السلام الاجتماعي لا يمكن أن يتم عبر سياسات التخويف، بل من خلال ترسيخ مبدأ الأخوة المتساوية، مشيرةً إلى أن التاريخ لا ينسى من ينتهك القواعد أو يتمسك بها بشكل جامد، مؤكدةً أن حزب المساواة والديمقراطية ومنذ اليوم الأول اختار كسر الجمود والسير عكس التيار من أجل فتح آفاق جديدة.
وطالبت بضرورة تجاوز المعتقدات الراسخة واتخاذ خطوات عاجلة لفتح صفحة جديدة، "أن هذه البداية يجب أن تكون دائمة ومبنية على أسس سياسية وقانونية تضمن العدالة والسلام"، لافتةً إلى أنه على اللجنة المعنية بعملية السلام ألا تتردد في اتخاذ قرار زيارة إمرالي "أن الامتناع عن هذه الخطوة يمثل تفويتاً لفرصة تاريخية نحو تحقيق السلام الدائم، لذلك يجب تجاوز المخاوف التي تراكمت عبر السنوات"، مشيرة إلى أن الأحزاب السياسية هي الجهة القادرة على كسر الصور النمطية الراسخة.
ودعت الكتلة الحاكمة إلى تقديم موقف واضح وحاسم بشأن هذه القضية، مؤكدة أن إعلان رئيس البرلمان بصفته رئيساً للجنة، عن اجتماع مرتقب لمناقشة جدول الأعمال يجب أن يُترجم إلى قرار فعلي بزيارة إمرالي، معتبرةً أن هذا القرار يمثل نقطة تحول، وأن تركيا قادرة على تجاوز هذا التحدي، بعدما وضعت هذه الخطوة كعتبة أساسية في مسارها السياسي "الوقت قد حان لتجاوز هذه العتبة وفتح صفحة جديدة نحو السلام الاجتماعي والديمقراطية الشاملة".
التحضيرات للحملة شارفت على الانتهاء
وأعلنت عائشة غول دوغان، عن قرب انطلاق حملة شعبية تحت عنوان "ميزانية الخبز والسلام"، بالتزامن مع مناقشات ميزانية عام 2026 في البرلمان، مضيفةً أن التحضيرات للحملة شارفت على الانتهاء، بجهود مشتركة من اللجنة التنظيمية المركزية، ولجنة العمل، وعدد من اللجان الأخرى "أن الحملة لن تقتصر على الأطر البرلمانية، بل ستمتد إلى الشوارع والأحياء والمنازل".
وأكدت أن الحزب لا يرى في ميزانية 2026 ميزانيةً تعكس الاستقرار أو الازدهار، معلنةً رفضها لها بشكل واضح، وكشفت عن خطة تنظيم مسيرات شعبية نحو العاصمة أنقرة خلال شهري تشرين الأول/نوفمبر الجاري وكانون الأول/ديسمبر المقبل، بمشاركة مجموعات متنوعة، بهدف إيصال مطلب "الخبز والسلام" إلى مختلف شرائح المجتمع، وتعزيز النضال والتضامن المشترك من أجل تحقيق هذا الهدف.
في ظل التطورات المتسارعة على المستويين الإقليمي والدولي، ومع اقتراب خطوات حاسمة داخل تركيا، شددت على أهمية اغتنام هذه الفرصة التاريخية وعدم تفويتها "أن المرحلة الراهنة تتطلب أفعالًا ملموسة لا أقوالاً فقط، لذلك نؤكد أننا سنواصل نضالنا بثقة وإصرار، وأن النجاح في هذا المسار ليس موضع شك".
وأعلنت عائشة دوغان في ختام حديثها عن عزم الحزب لقاء سجناء الرأي، ومن دفعوا ثمن حرية التجمع، ومن يُعاقبون بسبب اختلافهم الفكري، في إطار تعزيز التضامن مع كافة القوى الديمقراطية، مؤكدةً أن الحزب لا ينطلق من نظرة تشاؤمية، بل من إيمان عميق بالتغيير "أن حمل هذا النضال لا يمكن أن يتم بشكل فردي، بل عبر الثقة بمن يناضلون من أجل السلام والديمقراطية وبوحدة الصف الوطني في مواجهة التحديات".