أطباء بلا حدود تدين الفظائع وعمليات القتل الجماعية في الفاشر
في ظل تصاعد عمليات العنف والانهيار الكامل للبنية التحتية الإنسانية، أدانت منظمة أطباء بلا حدود الفظائع وعمليات القتل الجماعية التي تشهدها مدينة الفاشر ومحيطها، والتي بلغت ذروتها هذا الأسبوع وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية غير مسبوقة.
مركز الأخبار ـ تحولت مدينة الفاشر التي ترزح تحت حصار طويل منذ عدة شهور، إلى واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، لاسيما بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة إذ يواجه مئات الآلاف من السكان هناك ظروفاً مأساوية تشمل القتل والتعذيب والاختطاف المتكرر.
أدانت منظمة أطباء بلاد حدود اليوم الأربعاء الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر، الفظائع وعمليات القتل الجماعية المروعة، العشوائية منها والقائمة على أساس عرقي، التي بلغت ذروتها هذا الأسبوع في مدينة الفاشر ومحيطها، معربةً عن قلقها البالغ من الخطر الذي يحيط بعدد كبير من السكان، خاصة اللذين يمنعهم قوات الدعم السريع من الوصول إلى مدينة الطويلة.
وأفادت المنظمة أنه بعد مرور 17 شهراً على الحصار الخانق والهجمات المتواصلة، اضطرت أعداد كبيرة من السكان إلى الفرار نحو مدينة طويلة عقب كل موجة عنف تشهدها الفاشر والتي لا تزال بحسب الأمم المتحدة، تأوي نحو 260 ألف نسمة، ويواجه من تبقى من المدنيين هناك مجازر مروعة، تشمل التعذيب والاختطاف مقابل فدية مالية إلى جانب تنفيذ إعدامات ميدانية دون محاكمة في الفاشر.
وأوضحت أن أعدادا كبيرة معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن يعانون من مستويات كارثية من سوء التغذية، لافتةً إلى أن أغلب الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد، حيث عانى 57 % منهم من سوء تغذية حاد ووخيم.
وأشارت المنظمة الدولية إلى أنه منذ إعلان المجاعة في المنطقة قبل أكثر من عام، تفاقمت الأزمة الإنسانية بشكل متواصل، حيث يعاني السكان من نقص حاد ومتزايد في الغذاء والإمدادات الحيوية المنقذة للحياة، ونتيجة لذلك اضطر الكثيرون إلى الاعتماد على علف الحيوانات كمصدر وحيد للبقاء على قيد الحياة.
وأعربت منظمة الصحة العالمية عن إدانتها الشديدة لمقتل أكثر من 460 مريضاً ومرافقيهم، إضافة إلى اختطاف ستة من العاملين في القطاع الصحي وذلك قبل أيام من مشفى الولادة بمدينة الفاشر، مؤكدةً أن هذه الفاجعة تأتي في سياق أزمة إنسانية تتفاقم بسرعة في الفاشر شمال دارفور حيث يتسبب تصاعد العنف واستمرار الحصار وتفشي المجاعة والمرض بسقوط المزيد من الضحايا المدنيين بمن فيهم الأطفال، وسط انهيار شبه كامل لمنظومة صحية كانت تعاني أصلاً من الهشاشة.
وتشير التقارير إلى أنه منذ بدء النزاع قُتل 46عاملاً صحياً في الفاشر، من بينهم مدير الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة بالولاية، وجُرح 48 آخرون، ولا يزال مصير العاملين في ثلاث منظمات غير حكومية في الفاشر مجهولاً.
وأفادت المنظمة بأن أكثر من 260 ألف شخص لا يزالون محاصرين في مدينة الفاشر، ويكابدون ظروفاً إنسانية قاسية تتمثل في انعدام شبه كامل للغذاء والمياه النظيفة والخدمات الطبية، وأدى تصاعد وتيرة العنف في الأيام الأخيرة إلى نزوح قرابة ألف شخص من المدينة من بينهم 26 ألف توجهوا إلى المناطق الريفية المحيطة بالفاشر بينما فر ما يقارب من 2000 شخص إلى مدينة الطويلة.
وتتوقع المنظمة أن تشهد طويلة موجة نزوح إضافية قد تتجاوز 100 ألف شخص خلال الأيام والأسابيع المقبلة، لينضموا إلى نحو 575 ألف نازح سابق من الفاشر كانوا قد لجأوا إليها أو إلى مناطق أخرى، وتشكل النساء والأطفال غير المصحوبين بذويهم نسبة كبيرة من هؤلاء النازحين ويواجهون أوضاعاَ بالغة الصعوبة في ظل نقص حاد في المأوى، والحماية، والغذاء، والمياه، والرعاية الصحية.
وقال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أن السودان يواجه أكبر أزمة غذائية في العالم، مشيراً إلى أن التقديرات تشير إلى أن أكثر من 3.2 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد بالسودان، فيما يعاني أكثر من 772 ألف طفل من سوء تغذية حاد وشديد، ما يتطلب علاجاً عاجلاً لمنع الوفاة.