"إشعاع" مشروع لتمكين المغربيات في وضعية هشاشة
سلطت مشاركات في ندوة صحيفة، على أهمية التمكين الاقتصادي للنساء المغربيات، لأنه يتيح لهن الاستقلالية في كافة المجالات.
حنان حارت
المغرب ـ أطلقت مؤسسة "الطاهر السبتي"، وبدعم من مؤسسة "دروسوس"، أمس الأربعاء 20 تشرين الثاني/نوفمبر، مشروع "إشعاع" الذي يهدف إلى تمكين المغربيات اقتصادياً من خلال تطوير مهاراتهن وتعزيز استقلاليتهن المادية والشخصية والمهنية.
أوضحت المديرة العامة لمؤسسة "الطاهر السبتي" سعاد الطاوسي أن مشروع "إشعاع" يأتي في إطار تكاملي مع مشاريع سابقة للمؤسسة، والتي تصب في مجال التدريب في مهن التدريس والمرافقة.
وقالت إن المشروع عبارة عن تدريب مهني معتمد، من أجل تعزيز المهارات الشخصية والاجتماعية للنساء في وضعية هشاشة، وللمساهمة في تعزيز استقلاليتهن وتحسين فرصهن في سوق العمل.
وأشارت إلى أن التفكير في تدريب مرافقات الحياة المدرسية، عائد لكون عدداً من الأطفال يعيشون في وضعية صعبة، وبحاجة إلى الدعم المدرسي بمرافقة مدرسية، وإلا سيكون الهدر المدرسي مصيرهم.
وذكرت أن المشروع يعتمد على منهجية شاملة تجمع بين تعزيز المعرفة الشخصية وتقديم تدريب مهني معتمد يتماشى مع احتياجات القطاعات الحيوية مثل التعليم والخدمات الاجتماعية، خاصة وأن هذان القطاعان يعرفان طلباً متزايداً على الكفاءات المتخصصة.
وعن اختيار مدينة الدار البيضاء لإطلاق المشروع، أوضحت أن هذه المدينة تعرف نسبة عالية من الأطفال الذين يحتاجون إلى مرافقات، وأيضاً هناك نسبة مهمة من الأشخاص كبار السن، الذين يحتاجون أيضاً إلى مرافقات، إضافة إلى كون المدينة تستقبل عدداً هائلاً من النساء والفتيات الوافدات من مناطق أخرى للبحث عن عمل.
وأضافت أن البحث عن عمل بالنسبة للنساء والفتيات يتطلب أن يكون لديهن تدريباً مهنياً، ليمكنهن من معرفة قدراتهن ويصقلن كفاءاتهن "التدريب المهني له أهميته وضرورته إن كنا نريد تحقيق تنمية مستدامة".
وقالت إن إطلاق المشروع خلال هذه الظروف له رمزية "إطلاق مشروع إشعاع" في هذا التاريخ لم يأت اعتباطاً، فتاريخ 20 تشرين الثاني هو اليوم العالمي لحقوق الطفل، كما وأنه قبل يومين خلد المغرب عيد الاستقلال، ونحن على بُعد أيام من الأيام الأممية لمناهضة العنف ضد النساء، لهذا فمشروع إشعاع بما أنه يعتمد على تدريب وتأهيل النساء الشابات لتصبحن مرافقات الحياة المدرسية، فهو بشكل غير مباشر، حق من حقوق الأطفال، خاصة بالنسبة للأطفال في وضعية إعاقة وهشاشة.
وفيما يتعلق بالرمزية الاستقلالية، أوضحت أن "استقلال المغرب كان نتيجة جهود مكثفة، وكانت هناك عزيمة ورغبة وغاية في الوصول إلى حرية الوطن، ونحن نعلم الدور الذي لعبته المرأة المغربية من أجل استقلال بلدها، لهذا فاستقلالية النساء الاقتصادية هي الباب نحو الحرية والكرامة الفعلية".
وبينت أنه تم تنظيم اللقاء على مقربة من انطلاق الأيام الأممية لمناهضة العنف ضد النساء، لكون المشروع بشكل غير مباشر يسلط الضوء على شكل من أشكال العنف ألا وهو العنف الاقتصادي، مشيرة إلى أنه برغم كونه غير مرئي، إلا أنه مدمر "ما بين 17% و25% من النساء هن ضحايا العنف الاقتصادي".
ومن جانبها أوضحت دليلة موݣا مسؤولة عن مشروع إشعاع، إن مشروع إشعاع هو مجتمعي، لأنه يهدف إلى تمكين 135 امرأة تنتمي إلى الفئات الهشة بمدينة الدار البيضاء.
وأشارت إلى أن المشروع سيمتد لثلاث سنوات بمعدل 45 امرأة مستفيدة كل عام، بهدف تعزيز كفاءاتهن لتصبحن مرافقات الحياة المدرسية ومرافقات الحياة الاجتماعية.
وبينت أن المشروع يأتي كجواب على مجموعة من التغيرات التي يعرفها المجتمع المغربي خاصة ما يتعلق بالنمو الديمغرافي "نسبة الشيخوخة تتزايد في المغرب بسرعة مذهلة؛ فاليوم نحو 4 أشخاص مسنين في الأسرة الواحدة مقارنة بإحصائيات 2004 التي كشفت عن وجود 3 أشخاص مسنين في الأسرة الواحدة"، لافتة إلى أن مدينة الدار البيضاء تشكل 20% من ساكنة المغرب وتوجد فيها 73% من النساء بدون عمل.
وقالت إن "مشروع إشعاع جاء جواباً على مهنة نتمناها أن تكون مقننة، فمهنة المرافقات غير مقننة، لهذا وجود قانون ينظم مهنة العاملات والمرافقات الاجتماعيات، يمكن أن يكون فرصة حقيقية لتعزيز ريادة النساء في المجتمع".