انهيار مبنى يودي بحياة 5 أفراد من عائلة واحدة في غزة
خروقات إسرائيلية متواصلة وأوضاع صحية حرجة في ظل غزارة الامطار بغزة وانهيار المباني على رؤوس قاطنيها.
مركز الأخبار ـ في ظل الأمطار الغزيرة في قطاع عزة خلال الأيام الأخير سقطت مبانٍ ومنازل على رؤوس قاطنيها، إذ انهار 20 مبنى ومنزلاً على الأقل في غضون 10 أيام، ما تَسَبَّبَ في وفاة أكثر من 15 فلسطينياً.
انهارت اليوم 21 كانون الأول/ديسمبر بناية سكنية جديدة في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، ما أدى لوفاة 5 فلسطينيين، هم رجل وزوجته وابنتاه وحفيدته التي كانت قد فقدت أباها وإخوتها في قصف لقوات الإسرائيلية خلال الحرب، وتمكنت طواقم الدفاع المدني من إنقاذ 3 من أفراد العائلة من تحت أنقاض المبنى المتضرر جزئياً والذي كان مكوناً من عدة طوابق.
وخلال الأيام العشرة الماضية انهار في حي الشيخ رضوان وحده ما لا يقل عن 6 بنايات، بينما انهارت بنايات ومنازل أخرى جميعها في مدينة غزة، وغالبيتها في مناطقها الغربية والشمالية، مثل حي النصر ومخيم الشاطئ وكذلك حي تل الهوا.
ويرجح مختصون أن تكون عمليات النسف، التي تنفذها القوات الإسرائيلية باستخدام عربات متفجرة في مناطق متفرقة من القطاع، أحد أسباب ازدياد وتيرة التصدعات والانهيارات، حيث تُوضع أطنان من المتفجرات داخل العربات قبل تفجيرها عن بُعد، ما يُحدث هزات قوية يمتد أثرها كيلومترات عديدة، وصلت في مرات إلى وسط إسرائيل.
وتستمر هذه العمليات على جانبي الخط الأصفر، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
غزة تواجه خطر الانهيار
وبحسب جهاز الدفاع المدني بغزة إن أكثر من 90 بناية سكنية تواجه خطر الانهيار بفعل تضررها الجزئي، مشيراً إلى أن تلك البنايات يقطنها آلاف من أهالي القطاع لا يجدون مأوى للعيش فيه، وأن طواقم مختصة من الجهاز وجهات أخرى أجرت جولات تفقدية واسعة، وطالبت سكان تلك البنايات بإخلائها، وحذرت قاطني مبانٍ أخرى من أنها قد تنهار في أي لحظة.
ويعاني الجهاز نقصاً حاداً في الإمكانات يعرقل قدرته على مساعدة السكان عند انهيار تلك المباني، خصوصاً مع اعتماده على أدوات بدائية في محاولات إنقاذ السكان وانتشالهم من تحت الأنقاض، كما يتعرض مراكز الإيواء للغرق نتيجة الأمطار الغزيرة، الأمر الذي يثير مخاوف النازحين فيها من احتمال انهيار أي أجزاء منها، لا سيما أن غالبيتها متضررة بالفعل، وسط مطالب بضرورة العمل على إغاثة سكان القطاع، وتوفير الاحتياجات الطارئة وإدخال الكرافانات تمهيداً لبدء عملية إعادة إعمار حقيقية، وذلك بحسب جهاز الدفاع المدني بغزة.
وقد ناشدت المديرية العامة للدفاع المدني أهالي غزة إخلاء المباني والمنازل التي استهدفتها القوات الإسرائيلية سابقاً وصُنفت بأنها خطرة "غير صالحة للسكن". وأشارت في بيان إلى أن 22 منزلاً وبناية تعرضت لانهيارات جزئية أو كلية منذ بدء المنخفض الجوي بالقطاع في العاشر من الشهر الحالي، ما أسفر عن وفاة 18 شخصاً بينهم 4 لا يزالون مفقودين تحت الأنقاض، بينما ذكرت وزارة الداخلية أن عدد البنايات والمنازل بلغ 46.
ويتزامن ذلك مع استمرار الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، إذ قتلت طائرة مسيرة 3 فلسطينيين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، اليوم الأحد 21 كانون الأول/ديسمبر بعد استهدافهم بقنبلة، بينما أصيب آخران بالرصاص، أحدهما بالحي نفسه، والآخر في جباليا البلد بشمال القطاع،
وقُتل ما يزيد على 400 فلسطيني منذ العاشر من أكتوبر الماضي، بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، نتيجة الخروقات الإسرائيلية المستمرة.
"المنظومة الصحية تشهد استنزافاً خطيراً"
ومن جانب آخر صرحت وزارة الصحة في غزة إن المنظومة الصحية تشهد "استنزافاً خطيراً وغير مسبوق بعد عامين من الحرب والحصار المطبق" أدى إلى انخفاض حاد في قدرتها على تقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية وانخفاض في أرصدة الأدوية والمستهلكات الطبية والمواد المخبرية.
وكشفت أن عدد الأصناف الصفرية من قائمة الأدوية الأساسية بلغ 321 صنفاً دوائياً وبنسبة عجز 52 في المائة، في حين بلغ عدد الأصناف الصفرية من قائمة المستهلكات الطبية 710 أصناف وبنسبة عجز 71 في المائة، بينما بلغت نسبة العجز في قوائم الفحوصات المخبرية وبنوك الدم 59 في المائة.
وبحسب دائرة الصيدلة بوزارة الصحة بغزة فقد بلغت نسبة العجز من خدمة الطوارئ والعناية المركزة 38 في المائة "وقد يؤدي ذلك إلى حرمان 200 ألف مريض من خدمة الطوارئ، و100 ألف مريض من خدمة العمليات، و700 مريض في خدمة العناية المركزة".
إضافة إلى 70 في المائة من أدوية خدمات الأورام غير متوفرة، وما يقدَّم من بروتوكولات علاجية لمرضى الأورام لا يمكن استكماله، ما يسبب انتكاسة في الحالات.