'إنه ليس زلزالاً بل كارثة دولة'

أكدت نائبة حزب الشعوب الديمقراطي كلستان كلج كوجيغيت أن "ما شهدناه ليس مجرد زلزال، بل إنه كارثة دولة حزب العدالة والتنمية".

سربيل سافوملو

مركز الأخبار ـ مع مرور ثلاثة أيام على الكارثة وفي ظل ارتفاع عدد ضحايا الزلزال الذي هز تركيا ودمر عشرات المدن، يقوم الأهالي بالبحث عن الناجين وإنقاذهم بجهودهم الخاصة، في الوقت الذي لم تقدم فيه مؤسسات الدولة المساعدة في العديد من المناطق التي شهدت الدمار.

بما أن الاحتياجات مثل الأغطية والطعام والخيام لا يتم إرسالها إلى الأهالي الذين يعانون من انخفاض درجة الحرارة تحت الصفر بجانب الزلزال، فإنهم يقضون الليل في انتظار السيارات العامة أو أماكن وقوف السيارات، أصبح العثور على البنزين في المنطقة صعباً، كما أن أولئك الذين أرادوا الخروج من المدن بقوا على الطرقات، ويشار إلى أن بعض ضحايا الزلزال الذين تم نقلهم إلى المستشفى لقوا حتفهم بسبب نقص الكوادر الطبية.

 

"انهارت الدولة وليس الأبنية"

قالت نائبة حزب الشعوب الديمقراطي في مدينة موش كلستان كلج كوجيغيت إن ما حدث كان أكثر بكثير مما انعكس في الصحافة، لافتةً إلى أنه لم يكن الزلزال هو الوحيد الذي تسبب في الوفيات "الوضع الذي نمر به ليس مجرد زلزال، إنه كارثة حزب العدالة والتنمية، كارثة دولة".

وأضافت "تبين لنا بوضوح من خلال ما نمر به، أن الدولة انهارت وليس المباني فقط، لا توجد دولة ولا أعمال إنقاذ"، متسائلة "أين الأمن والجنود والدرك الذين كانت تضعهم الدولة أمام المتظاهرين كلما سنحت لهم الفرصة؟، وماذا يفعلون بدلاً من إنقاذ أرواح الناس؟".

وأشارت إلى أن "احتمال فقدان الأشخاص من البرد بسبب انخفاض درجة حرارة الجسم مرتفع للغاية، ومع مرور كل ساعة يزداد هذا الخطر وهذا يعني الآلاف من الوفيات. لا أجد جملة مناسبة لتفسير تصريحات الوزراء الوقحة حول الكارثة وأقوال "تلاعب" على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يقولون أن الناس ماتوا أثناء هروبهم من المباني وليس داخلها".

 

"سليمان صويلو ليس في الوسط"

قالت كليستان كلج كوجيغيت إن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو لم يكن في الوسط "الوزير الذي يلقي خطباً في كل مكان، أليس هو الشخص الذي يجب أن يكون مسؤولاً عن توصيل المساعدات في الوقت الحالي؟، لا يمكن للناس ولا المساعدات ولا فرق الإنقاذ الوصول عن طريق البر، والعديد من الأماكن تنتظر حالياً فرق طبية من محافظات مختلفة مثل إسطنبول وسكاريا في أضنة، لا يوجد تنسيق لإرشادهم للذهاب إلى أديامان وهاتاي، أولئك الذين يذهبون للمساعدة بأنفسهم هم ضحايا تقريباً، لأنهم لا يملكون طعام ولا مكان للإقامة".

وأوضحت أنه "في الوقت الحالي لو لم يتم تعيين أمناء في بلدياتنا، لكنا قد وصلنا إلى جميع بلدياتنا وعلى الأقل جميع مدننا المجاورة وجهزنا الخيم، على الأقل كانت ستتاح لنا الفرصة لتقديم الطعام والأغطية. اليوم ككل ندفع أرواحنا عواقب شل الحكومات المحلية، ذهبنا أيضاً إلى مكان المناطق المدمرة، ورأينا أن بلدية الأمناء لم تفعل شيئاً هناك، لقد رأينا أنه على الرغم من وجود بلديات المقاطعات في آمد، وعلى الرغم من وجود البلدية الكبيرة، إلا أن المنظمات الجماهيرية الديمقراطية وحزبنا هناك هم الذين يقدمون المساعدات".

ولفتت إلى أنه "تم تقديم المساعدة بتنسيق مع اتحاد غرفة المهندسين والمعماريين في تركيا، واتحاد النقابات العمالية العامة، وغرفة التجارة، بالإضافة إلى منظمات المجتمع الديمقراطي. بخلاف ذلك، لم نرى أي هيكلية، لم يتم نصب الخيام لمن لا يزالون ينتظرون خروج عائلاتهم من تحت الأنقاض، هؤلاء الناس لم يحصلوا على الخبز أو الطعام أو الأغطية".

 

"العقلية هي الكارثة الحقيقية"

وأكدت على أنه "حاولنا أن نشرح مدى أهمية الإدارات المحلية ومدى أهمية المجتمع المدني، لكن هذا النظام نظام الرجل الواحد الذي يحكم كل شيء ويجمع كل السلطة في يديه، مسؤول شخصياً عن موت هؤلاء الناس اليوم، لا يجب على أي أحد هنا أن يسعى لإلقاء المسؤولية على زلزال، نعم الزلزال كارثة طبيعية، لكن هذه العقلية هي الكارثة الحقيقية التي بها جعل من نفسه مركز كل شيء ولم يقم باتخاذ الاحتياطات، ويدير كل شيء من أنقرة".

وبينت كلستان كلج كوجيغيت أن هناك فوضى في الخدمات الصحية، وأن المستشفيات غير صالحة للاستعمال وبعضها منهارة. العاملين الصحيين لا يستطيعون تقديم الخدمة في هاتاي فهم أيضاً كانوا من ضحايا الزلزال "تم إرسال الفرق الطبية إلى هناك بواسطة طائرات هليكوبتر بسرعة كبيرة، وهو ما ينبغي أن يكون الحال عادة، وتم إنشاء المستشفى الميداني، لكن هذا لم يكن ممكناً أيضاً، المعلومات التي تلقيناها من هاتاي هي أن أولئك الذين خرجوا من الحطام بوسائلهم الخاصة فقدوا حياتهم بسبب نزيف داخلي وعدم القدرة على تلقي الرعاية الصحية".

 

حان وقت النفير العام

أنشأ المركز العام لحزب الشعوب الديمقراطي مكتب تنسيق بعد الزلزال مباشرة، ويعمل جميع نوابهم وأعضاء مجلس الحزب بالتنسيق حتى أن بعض أعضائهم شاركوا في أعمال التنقيب "تقوم جميع منظماتنا الإقليمية والمحلية في تركيا، وكذلك الأحزاب التابعة لها، بجمع المساعدات".

وأضافت "هناك أصدقائنا من مجلس الحزب راحوا ضحية للزلزال، ومنهم لا زالوا تحت الأنقاض، لهذا السبب أصدقائنا من مدن أخرى انتقلوا من مجلس الحزب إلى المنطقة، بسبب أحوال الطقس لا يمكن التنقل بشكل سريع، ولكن بطريقة ما نحاول أن نكون مع شعبنا، ونعالج الجروح ونشارك في هذه المرحلة".

وأوضحت أنه نظراً لعدم وجود إدارات محلية فإن عملهم أيضاً محدود للغاية "نعمل بالاعتماد على المتطوعين وأعضاء الحزب، يقوم مكتب الأزمات والكوارث لدينا بإيصال الرسائل من المفقودين وتحت الأنقاض إلى السلطات، ولكن هنا بالطبع نؤكد أن القضية الرئيسية هي عدم استخدام السلطة العامة، يجب الإعلان عن النفير في أسرع وقت ممكن، جميع الموارد العامة، وجميع معدات البناء التي في أيدي كافة الشركات الخاصة، يجب على كل شخص أن ينضم إلى النفير الآن".

 

"نواجه مفهوماً فاسداً"

علقت كلستان كلج كوجيغيت أيضاً على إعلان حالة الطوارئ (OHAL) في ١٠ مقاطعات "تحاول حكومة حزب العدالة والتنمية الابتعاد عن الطريق بإعلان حالة الطوارئ في كل مرة تتعرض فيها للتعثر، بدلاً من تلبية مطالب المجتمع من خلال زيادة ضغط العمل، تحاول قمع الأزمة بمفهوم أمني بممارسات إدارية صارمة، لماذا أعلنوا حالة الطوارئ الآن؟، هل كان ذلك ضرورياً؟. القضية الأساسية أن هذا إعلان يهدف إلى منع المدنيين والرأي العام الديمقراطي وخاصة المنظمات غير الحكومية والنقابات التطوعية من الوصول إلى المدن، لأنهم بأنفسهم لا يقومون بالإنقاذ، كما لا يريدون للآخرين أن يقوموا بالإنقاذ، لأنهم بهذا سيكونون قد غطوا على ضعف سلطتهم".

وشددت على أنه يمكن إعلان النفير العام بدلاً من حالة الطوارئ "لو أرادوا حقاً إنقاذ الأهالي لأعلنوا التعبئة، والنفير العام في عموم البلاد بدلاً من عشر محافظات، يتصرف الجميع بروح النفير، ويتم ضمان التنسيق، لكن الدولة لم تقم بالأعمال ولم تسمح للأشخاص الذين أرادوا القيام بالعمل، فعلى سبيل المثال، المساعدات التي جمعها حزبنا في شرناخ وسلوبي محظورة حالياً، يتم تفتيش البلدية وتهديدها، بينما يشعر الناس بالقلق على حياتهم، إن هذه الحكومة لا تهتم إلا بسلطتها، لا تفكر إلا في صورتها، هذا هو المؤشر الأساسي لمدى فساد وفاشية المفهوم الذي نواجهه".