التغيرات المناخية... توقف 242 مليون طفل عن تعليم في العالم

أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، في بيان لها أن ما لا يقل عن 242 مليون طالب وطالبة حول العالم، توقفوا عن التعليم بسبب الأزمات المناخية ومخاطر تغير المناخ.

مركز الأخبار ـ أدت موجات الحر والأعاصير والعواصف والفيضانات إلى إغلاق المدارس أو توقيف التعليم في 85 دولة، والأطفال كانوا الأكثر تأثراً بالحرارة الشديدة مقارنة بالبالغين، مما تسبب باضطراب خطير في عملية تعليمهم، بسبب التغيرات المناخية.

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف اليوم الجمعة 24 كانون الثاني/يناير، في تقريرها، أن ما لا يقل عن 242 مليون طالب وطالبة في 85 دولة توقفوا عن تعليمهم بسبب الظواهر المناخية المتطرفة عام 2024، بما في ذلك موجات الحر، والأعاصير المدارية، والعواصف، والفيضانات والجفاف، مما فاقم من أزمة التعليم، مشيرةً إلى أن موجات الحر هي الخطر المناخي المهيمن الذي أدى لإغلاق المدارس العام الماضي، مما أثر بذلك على 118 مليون طالب وطالبة في شهر نيسان/أبريل الماضي.

وأوضحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" في بيانها، أن الأطفال لا يتمكنون من الوصول إلى المدراس إذا كانت الطرق مغمورة بمياه الفيضان، مشيرةً إلى أنه في العام الماضي أبقت الظروف المناخية الشديدة طالباً من كل سبع طلاب خارج الغرف الصفية، مما يهدد صحتهم ويؤثر على تعليمهم على المدى البعيد.

وأضاف البيان أن بعض البلدان عانت من أخطار مناخية متعددة، كأفغانستان إلى جانب موجات الحر الشديد، من فيضانات مفاجئة شديدة ألحقت أضراراً بأكثر من 110 مدارس أو دمرتها في أيار/مايو الماضي، مما أدى إلى فقدان تعليم آلاف الأطفال، منوهةً إلى أنه حدث في تلك الأثناء تواتر للتعطيلات الناجمة عن الظواهر المناخية في أيلول/سبتمبر الماضي، في معظم أجزاء العام، حيث علقت 16 بلدةً على الأقل عمل المدارس في تلك المراحل الأكاديمية المهمة بسبب أحداث مناخية متطرفة "بما في ذلك إعصار ياغي الذي أثّر على 16 مليون طفل في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ".

وأكدت اليونيسف على أن منطقة جنوب آسيا كانت الأكثر تأثراً، حيث تأثر 128 مليون طالب بإغلاقات المدارس المرتبطة بالأحداث المناخية العام الماضي، بينما تأثرت مدارس 50 مليون طالب وطالبة في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ، لافتةً إلى أنه يمكن لتصاعد درجات الحرارة، والعواصف، والفيضانات، وغير ذلك من الأخطار المناخية أن تلحق أضراراً بالهياكل الأساسية للمدارس، وأن تعرقل سبل الوصول إلى المدارس، وأن تؤدي إلى ظروف تعليمية خطرة، وأن تؤثر على صحة الطلاب العقلية والبدنية.

وأكد بيان منظمة اليونيسف أن عودة الطلاب للمدارس بعد إغلاقها لفترات طويلة، يمكن أن يقلل من تعرضهم لخطر زواج الأطفال وعمالة الأطفال "تظهر الأدلة أن الفتيات يتأثرن غالباً بصفة غير متناسبة، حيث تواجهن ازدياداً في خطر التوقف عن الدراسة، والعنف الجندري أثناء وبعد الكوارث".

وأشار البيان إلى أن أنظمة التعليم قاصرة عن تلبية احتياجات ملايين الأطفال، وأن نقص المعلمين في المدراس والازدحام في الصفوف المدرسية، والتفاوت في جودة التعليم وإمكانية الوصول للتعليم منذ مدة طويلة، بأزمة على صعيد التعليم، أصبحت تتفاقم من جراء الأخطار المناخية.

وأوضح أن زهاء 74 بالمئة من الطلاب المتأثرين عام الماضي يعيشون في بلدان منخفضة الدخل وبلدان متوسطة الدخل من الشريحة الدنيا، لافتاً إلى أن رغم ذلك فأن ما من منطقة لم تتأثر في تغيرات المناخية "هطلت أمطار وحدثت فيضانات في إيطاليا في أيلول/سبتمبر الماضي، مما عطل التعليم المدرسي لأكثر من 900 ألف طالب وطالبة، وكذلك في إسبانيا في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مما تسبب بفقدان تعليم 13 ألف طالب للتعليم".

ودعت منظمة اليونيسف في بيانها قادة العالم والقطاع الخاص للعمل بسرعة لحماية الأطفال من التأثيرات المناخية، من خلال ضمان أن الخطط الوطنية بشأن المناخ بما في ذلك المساهمات المحددة وطنياً وخطط التكيّف الوطنية، تعزز الخدمات الاجتماعية الحاسمة الأهمية للأطفال، من قبيل التعليم، لتكون أكثر ذكاءً مناخياً وأكثر قدرة على تحمل الكوارث، والإدماج الصريح للتعليم حول تغير المناخ في جميع الالتزامات المستجيبة لاحتياجات الأطفال في دول العالم.

وأفادت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل "إن الأطفال أكثر ضعفاً أمام تأثيرات الأزمات المرتبطة بالمناخ، بما فيها موجات الحر والعواصف وحالات الجفاف والفيضانات التي باتت أشد وأكثر تواتراً، لأن أجسادهم أكثر ضعفاً بصفة فريدة"، لافتةً إلى أن أجساد الأطفال ترتفع حرارتها بصفة أسرع وتتعرق على نحو أقل كفاءة، كما تبرد أبطأ بالمقارنة مع أجساد الراشدين.

وأكدت أن "التعليم هو أحد الخدمات التي تعاني من أكبر تواتر للتعطيل بسبب الأخطار المناخية، وبالرغم ذلك غالباً ما يتم تجاهله في الحلول السياسية"، مشددةً إلى أنه يجب أن يكون مستقبل الأطفال في طليعة جميع الخطط والأعمال المرتبطة بالمناخ.