مركز الأخبار ـ يعاني أطفال الفاشر من آثار النزاع بشكل مباشر، إذ وصل المئات منهم إلى مخيمات النزوح بلا ذويهم، وهم في حالة جوع شديد وهزال وجفاف، فيما تظهر على كثير منهم علامات صدمة نفسية نتيجة فقدان أسرهم ومشاهدتهم للعنف أثناء الفرار.

أعلنت الأمم المتحدة اليوم السبت 29 تشرين الثاني/نوفمبر، أن مدينة الفاشر في إقليم دارفور الغربي شهدت موجة نزوح واسعة خلال تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حيث اضطر أكثر من 100 ألف شخص إلى الفرار عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.

وأكدت على وصول مئات الأطفال بلا مرافقين إلى مخيمات اللاجئين، فيما سجّلت اليونيسف دخول 354 طفلاً إلى مخيم طويلة، الواقع على بُعد نحو 70 كيلومتراً غرب الفاشر، في الفترة ما بين السادس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الماضي وحتى الثاني والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، بعد أن فقدوا ذويهم أو تعرضوا للاعتقال أو القتل أثناء رحلة النزوح، وفق ما نقلته شبكة "ABC نيوز" الأميركية

وأفاد المجلس النرويجي للاجئين، أن ما لا يقل عن 400 طفل وصلوا إلى مخيم طويلة من دون ذويهم، وأوضحت مسؤولة المناصرة في المجلس، ماتيلدي فو، أن بعض هؤلاء الأطفال تمكنوا من الوصول بمساعدة أقارب أو جيران أو حتى غرباء، حرصوا على عدم تركهم وحدهم في الصحراء أو داخل مدينة الفاشر.

وأشارت إلى أن الكثير من الأطفال وصلوا بعلامات جوع واضحة، نحولٌ شديد وهزال حاد أجسامهم عظمية ومصابون بالجفاف، مضيفةً أن بعضهم يُظهر علامات صدمة نفسية، مثل القلق، الصمت لفترات طويلة، والانسحاب، والبكاء المستمر، والحديث عن كوابيس، أو الانخراط في شجارات.

وشهدت مدينة الفاشر في إقليم دارفور، موجة نزوح جديدة عقب مقتل المئات على يد قوات الدعم السريع، وتعود جذور النزاع الذي اندلع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى منتصف نيسان/أبريل من عام 2023 حين اندلعت المواجهات بين الجانبان بعد تصاعد التوترات بينهما، وقالت منظمة الصحة العالمية إن النزاع أسفر حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 40 ألف شخص وتشريد نحو 12 مليوناً، فيما تؤكد منظمات الإغاثة أن الحصيلة الحقيقية للضحايا قد تكون أكبر بكثير.