السودان... استمرار الاشتباكات وسقوط طائرة حربية

لا تزال الاشتباكات مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومدينة الأبيض غربي البلاد رغم تعهد الطرفين بالالتزام بالهدنة التي اتفقا عليها في جدة بالسعودية لمرور المساعدات الإنسانية.

الخرطوم ـ أثناء استمرار الاشتباكات في مناطق عدة فوجئ السكان في مدينة أم درمان بالسودان أمس الأربعاء 24 أيار/مايو، بسقوط طائرة مقاتلة تتبع للجيش السوداني في أحد أحياء المدينة.

وفقاً لشهود عيان سقطت الطائرة المقاتلة التابعة للجيش السوداني، والتي كان على متنها طياران في مساحة خالية في حي سكني في مدينة أم درمان بعد أن غادرها الطياران وهبطا بالمظلات، وليس هنالك خسائر في الأرواح لكن شظايا وحروق أصابت عدد من المواطنين في الحي، وقال الجيش إن الطائرة أصابها عطل فني فيما ادعت قوات الدعم السريع أنها قامت بإسقاطها وأنها ألقت القبض على الطيار الذي كان يقودها ومن دون أن تذكر شيئاً عن مصير الطيار الآخر.

وأوضح شهود عيان أن الطائرات الحربية شنت غارات على مناطق عدة في مدن العاصمة الخرطوم الثلاث، كما دار قتال بين الطرفين في مناطق واسعة من مدينة أم درمان بحسب إفادة بعض السكان، وسمع دوي الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، كما أفاد شهود عيان بوقوع اشتباكات في مدينة الأبيض عاصمة ولاية جنوب كردفان غربي السودان وسقوط ضحايا هنالك خلال الهدنة، وحتى لحظة كتابة هذا الخبر تحلق الطائرات الحربية في سماء العاصمة ولا تزال الاشتباكات مستمرة في مناطق عدة.

وتبادل طرفي النزاع في السودان الاتهامات بشأن من قام بخرق الهدنة المعلنة والتي دخلت حيز التنفيذ مساء الاثنين 22 أيار/مايو الجاري، ومن المقرر أن تستمر أسبوعاً يتم خلالها فتح ممرات آمنة لدخول المساعدات الإنسانية للعالقين في مناطق القتال.

وكانت السعودية والولايات المتحدة الأمريكية اللذان قاما بالوساطة في المباحثات التي جرت بين طرفي النزاع بمدينة جدة، قد دعتا الأطراف المتنازعة في البلاد إلى وقف الخروقات التي يقومون بها أثناء الهدنة، وقالتا إنهما تعملان على التحقق من الانتهاكات التي وقعت أثناء وقف إطلاق النار وإن الاستعدادات جارية لعمليات الإغاثة الإنسانية.

وقالت الولايات المتحدة الأمريكية أنها تراقب الهدنة عبر نظام مراقبة عن بعد وأن من يتضح قيامه بخروقات ستتم محاسبته.

وقالت منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أكثر من 300 ألف من السودانيين فروا إلى الدول المجاورة وأبرزها مصر وتشاد خلال الأيام الماضية، وأوضح المفوض الأممي لشؤون اللاجئين عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أنهم بحاجة إلى المزيد من الموارد لدعم البلاد التي دخل إليها اللاجئين، موضحاً أن مساهمات المانحين في خطة التعامل مع اللاجئين لا تزال شحيحة.

وفي آخر تقرير لها، قالت نقابة الأطباء (غير حكومية) إن عدد الضحايا من المدنيين بلغ 865 قتيلاً و3634 مصاباً بعضهم حالته غير مستقرة، وهذه هي الحالات التي وصلت إلى المستشفيات ولكن يتوقع أن تكون الأرقام أعلى من ذلك بكثير لصعوبة التنقل والوصول إلى المستشفيات.

ومنذ بدء القتال منتصف نيسان/أبريل المنصرم، يعاني سكان العاصمة الخرطوم أوضاع إنسانية بالغة التعقيد إثر انقطاع المياه والكهرباء وعدم توفر الغذاء والدواء بعد أن أصبحوا حبيسين في منازلهم نتيجة للقتال الدائر في الشوارع والأحياء السكنية، ومن المتوقع أن ما لا يقل عن خمسة ملايين شخص يسكنون العاصمة الخرطوم لا يزالون محتجزين في منازلهم بسبب القتال والمعارك إذ شكا العديد من المواطنين من عدم توفر العديد من الأدوية وصعوبة الحصول عليها وصعوبة الوصول إلى المستشفيات والخدمات الطبية.