الحكومة السورية الجديدة بدأت بأولى خطوات التضييق على النساء

أثارت أنباء تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي مخاوف النساء من فرض الحجاب عليهن خاصة أن المجتمع السوري يضم العديد من المكونات، بعد انتشار فيديوهات تظهر كيف يتم الدعوة لارتداء الحجاب في حي مسيحي بمدينة حلب.

مركز الأخبار ـ  يضم المجتمع السوري الكثير من الطوائف في تركيبة متنوعة، ومن الصعب تفتيته أو فرض هيمنة لتيار أو طائفة عليه، خاصة أن المرأة لن تقبل بفرض قيود عليها أو يتحكم بها أحد.

منذ سقوط نظام الأسد وتشكيل الحكومة السورية المؤقتة، تسلل الخوف إلى قلوب الكثير من النساء السوريات، حيث تم تداول أنباء عبر مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بأن الحكومة الجديدة بدأت بأولى خطوات التضييق على المرأة من حيث اللباس وفرض الحجاب، وتقييد حريتها في تقلد بعض الأعمال، وغلق المقاهي.

وقامت مجموعة سلفية تدعى "يدعون إلى الخير" بتوزيع كتيبات وإلصاق منشورات داخل مدينة حماة تدعو "لقتل من يسب الله" على حد ادعائهم، كما قامت مجموعة مؤلفة من 25امرأة في مبادرة لنشر الحجاب في مدينة حماة وتم توزيع 100 لباس شرعي.

ومن بعض شروط اللباس الشرعي، أن يكون ساتراً لجميع البدن، أن لا يشبه ملابس الكافرات، أن يكون واسعاً غير ضيق، أن لا يكون معطراً، أن لا يكون شفافاً ولا يحتوي على أي زينة، أن لا يكون لباس شهرة.

وفي حي السليمانية والعزيزية ذو الغالبية المسيحية بمدينة حلب تم الدعوة لارتداء النقاب عبر مكبرات الصوت وحذروا من الاختلاط مرددين "الحجاب الحجاب يا أمة الله"، "تكبير الله أكبر".

وفيما يخص تعديل المنهاج، قامت الحكومة السورية المؤقتة بإجراء جملة من التعديلات على المناهج الدراسية من الصف الأول الابتدائي حتى الثالث الثانوي، شملت بشكل رئيسي حذف مادة التربية الوطنية وتعديلات في مادة التربية الإسلامية.

حيث تم استبدال عبارة مبدأ الإنسانية بـ "الأخوة الإيمانية"، كما تم حذف اسم الملكة زنوبيا من أحد الدروس التي أثار ردود فعل واسعة على مواقع التواصل، وبين الأوساط الثقافية والتعليمية والشعبية.

وزنوبيا هي ملكة تدمر التي يعتبرها السوريين رمزاً تاريخياً يكشف دور المرأة الريادي الذي لعبته المرأة السورية عبر التاريخ، كونها استطاعت أن تتحدى النفوذ الروماني في المنطقة من خلال تأسيس إمبراطورية قوية كانت قادرة على مواجهة النفوذ.

وقال بعد من عارض التعديل أن حذف اسم زنوبيا من المناهج الدراسية يعبر عن تخوف المجتمع من دور المرأة، وقال البعض الأخر أن التعديلات تشوه تاريخ سوريا ويساهم في تجهيل جيل كامل لا يعرف تاريخ بلده.